قوات النظام وروسيا تخرقان هدنة “الزبداني – كفريا والفوعة”.. وتساؤولات حول استمرار الاتفاقية

ارتكب الطيران الروسي ،أمس الأحد، مجزرة مروّعة في مدينة إدلب راح ضحيتها نحو 28 شهيداً وعشرات الجرحى، في خرق يعتبر هو الأكبر لهدنة “الزبداني مقابل الفوعة وكفريا”، فيما رد جيش الفتح باستهداف الفوعة كفريا بالقذائف الصاروخية، وسط تساؤولات عن سبب استمرار هذه الهدنة.

وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل حوار خاص في برنامج هذا المساء مع العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر، ومحمد قدور إعلامي في حركة أحرار الشام.

حيث قال العقيد الأسعد أن هدنة “الزبداني مقابل كفريا والفوعة” فاشلة منذ بدايتها، مشيراً إلى إدخال الأمم المتحدة مواد غذائية فاسدة في وقتٍ سابق إلى الزبداني ومضايا ما أدى لتسمم بعض الأشخاص، موضحاً أن النظام هو المستفيد الأكبر من هذه الهدنة لإيهام الناس بقدرته على إدارة المناطق، ومحاولته السيطرة على مزيد من القرى.

وأضاف أن النظام يحاول تغيير ديمغورافية بعض المناطق من خلال تهجير قاطنيها، معتقداً أن الأمم المتحدة تساعد النظام في إبرام الهدن التي يحاول فرضها على جميع الجبهات في الأراضي السورية، منوهاً أن روسيا تحاول اقتناص الفرص في استهداف المناطق المحررة.

وأشار العقيد إلى وجود مخطط دولي كبير لإعادة انتاج النظام بظل فشل النظام وروسيا في القضاء على الثورة السورية، معتبراً أن المجتمع الدولي يعمل على مساعدة النظام في التقدم بالجبهات، ويهدف إلى نقل الصراع بين الفصائل الرافضة للحل السياسي والفصائل الراغبة به، لافتاً أنه في حل تم تطبيق بند إطلاق النار في المفاوضات المقبلة فسيكون فقط باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وعن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا في محاولة للوصول إلى حل سياسي، تسائل الأسعد بالقول هل يتم ذلك من خلال تثبيت الجيش والأمن والحفاظ عليهما وتوجيه الإقتتال الداخلي بين الفصائل؟.

وأضاف في السياق أن المجتمع الدولي يعترف بشرعية نظام الأسد في سوريا، مشيراً إلى حضور مندوب حكومة النظام بشار الجعفري في مجلس الأمن حين تم الإتفاق على قرار 2254، موضحاً إنه كان يتوجب حضور ممثل عن المعارضة.

ولفت قائد الجيش السوري الحر في ختام تصريحاته إلى أن جميع الفصائل الشيعية كانت موجودة على لوائح الإرهاب الأمريكية قبل دخولها إلى سوريا وعلى رأسهم حزب الله، أما الآن فتم تصنيف الفصائل التي تدافع عن أرضها وعن المدنيين بأنها إرهابية.

من جانبه علق الإعلامي في حركة أحرار الشام محمد قدور على مجزرة إدلب بالقول: “مجزرة إدلب دليل على إجرام النظام ومن يدعمه من الروس والإيرانيين لذلك لم يُستبعد خرق النظام للهدنة”، مضيفاً “الرد سيتم حتماً والقادة الميدانيون في المنطقة هم الذين سيحددوه”، منوهاً إلى استهداف الثوار قريتي كفريا والفوعة سابقاً بآلاف الصواريخ وقذائف جهنم رداً على خروقات النظام.

وأكد التزام الثوار بهدنة “الزبداني مقابل كفريا والفوعة” وعدم نقضها وأن أي خرق للنظام سيقابل بالمثل، مشيراُ إلى أن الهدف من هذه الهدنة هو نصرة أهالي مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وعن بدء المرحلة الثانية للهدنة يوم أمس بإخراج الجرحى من كفريا والفوعة كما كان متفق عليه، نفى قدور خروج أي شخص من القريتين بالأمس، مؤكداً أن إخراج الجرحى أمر مستبعد طالما الطيران الروسي يحلق في سماء إدلب.

جدير ذكره أن حركة أحرار الشام والمفاوض الإيراني وقعا في 20/9/2015 هدنة بخصوص الزبداني مقابل كفريا والفوعة، تضمنت عدة بنود بينها إطلاق سراح 500 معتقل ومعتقلة من سجون النظام، مقابل خروج الراغبين من النساء والأطفال دون الـ 18 سنة والرجال فوق الـ 50 من قريتي كفريا والفوعة بحيث لايزيد العدد عن 10 آلاف شخص، ووقف إطلاق النار على مناطق الجنوب (الزبداني، مضايا، بقين، سرغايا، والقطع العسكرية المحيطة بها) ومناطق الشمال (الفوعة، كفريا، بنش، تفتناز، طعوم، معرة مصرين، مدينة إدلب، رام حمدان، زردنا، شلخ)، لكن لم يتم تنفيذ أي بند بإستثناء إدخال بعض المواد الغذائية إلى المناطق الداخلة بالهدنة، وسط تسجيل عدة خروقات لقوات النظام وروسيا للهدنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى