كيف ستفرض تركيا المنطقة الآمنة في شمال سوريا؟

نقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس تصريحات عن مصدر رسمي تركي، أكد فيها فرض منطقة آمنة شمال سوريا خلال أسبوع بدعم تركي جوي، لكن بدون مشاركة برية واحتمال مشاركة جوية لطائرات فرنسية.

ويأتي ذلك بعد إجماع دول مجموعة العشرين على ضرورة مكافحة تنظيم داعش عقب هجمات باريس، بعد أن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً وعدة مرات الطلب التركي حول إنشاء المنطقة الآمنة شمالي حلب.

وبخصوص هذا الموضوع أجرى راديو الكل حوار خاص مع العقيد محمد الأحمد الناطق الرسمي بإسم الجبهة الشامية، وناصر تركماني رئيس المكتب الإعلامي في المجلس التركماني السوري.

حيث أشار العقيد محمد الأحمد إلى أن موضوع المنطقة الآمنة شمال سوريا كان مطروحاً منذ قرابة 7 أشهر حيث تم تحديد أبعادها الجغرافية أيضاً، وهي مطلب الشعب السوري قبل أن تكون مطلب تركي، منوهاً على أن الجبهة الشامية على تنسيق وتواصل مع تركيا بخصوص المنطقة الآمنة.

وتابع قائلاً: “الحديث عن فرض منطقة آمنة خلال أسبوع أمر مستحيل”، معتقداً المدة المذكورة هي لبداية الأعمال العسكرية ضد تنظيم داعش في المنطقة وليس لفرض منطقة آمنة بمساحة 140 كم2 وبعمق 50 كم تقريباً، على حد وصفه.

مضيفاً أن تنظيم داعش قام في وقتٍ مضى بتجهيّز الأراضي المُزمع إقامة منطقة آمنة فيها بالعديد من الألغام والعبوات الناسفة وتفخيخ المنازل السكنية بداخلها، إضافةً لإمتلاكه خطوط دفاعية قوية هناك.

وأكد العقيد على إن إقامة منطقة آمنة يحتاج إلى طلعات جوية مكثفة من الطيران لضرب مستودعات الذخائر وخطوط إمداد داعش، بالتزامن مع عمل بري من قبل الجيش الحر بعد التمهيد والإسناد الجوي المُركزّ.

وبيّن في السياق على عدم وجود تنسيق للضربات الجوية أثناء تحرير قريتي حرجلة ودلحة في ريف حلب الشمالي منذ أيام، وأن الثوار نفذوا عدة أعمال عسكرية على القريتين منذ سيطرة داعش عليهما نظراً لقربهما من “الحدود التركية ومعبر باب السلامة ومدينة إعزاز” الذين يشكلون خطوط إمداد للثوار.

وفي سؤالنا لماذا تم تحديد المنطقة الآمنة عند حدود إعزاز ولم تشمل مناطق سيطرة المعارضة في ريفي إدلب وحلب، أفاد الأحمد بأن وجود تنظيم داعش قرب الحدود التركية، ومحاولة حزب الإتحاد الديمقراطي إقامة دولة كردية جنوبي تركيا، يشكلان خطر على تركيا لذا سعت أن تعمل منطقة آمنة على الحدود دوناً عن المناطق المحررة في الداخل، إضافة لتخفيف ضغظ استقبال اللاجئين على أراضيها، وفق وصفه.

وختم حديثه بالإشارة إلى إنه في حال كانت هناك خطوات جادة لإنشاء المنطقة الآمنة فإن الفصائل الثورية المكونة من أبناء الشعب السوري المتواجدة على الأرض هي التي ستحمي المنطقة.

من جانبه قال ناصر تركماني رئيس المكتب الإعلامي في المجلس التركماني السوري: “المنطقة الآمنة لم تكن مطلب من تركيا فحسب، إنما كانت من قبل المعارضة السورية منذ أكثر من 4 سنوات بسبب قصف النظام الهمجي وأعداد النازحين واللاجئين الكبير”.

وأشار إلى أن تركيا سعت بقوة في وقتٍ سابق لإنشاء منطقة آمنة، لكنها قوبلت بالرفض عدة مرات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحاول إنتاج معارضة تقاتل تنظيم داعش فقط دون مقاتلة نظام الأسد.

وأضاف قائلا: “بعد التدخل الروسي على الجبهات المفتوحة في سوريا ربما توصلت أميركا إلى قناعة إنها في حال رفضت تشكيل منطقة آمنة سيعني ذلك بشكل أو بآخر ازدياد النفوذ الروسي في سوريا”.

وأكد في مستهل حديثه على أن تحديد جدول زمني لتجهيّز منطقة آمنة أمر مستبعد حالياً، بحكم تواجد تنظيم داعش هناك وامتلاكه خطوط دفاعية وهجومية، وتفخيخه الطرق والقرى بالألغام والعبوات الناسفة مثل ما جرى في قريتي دلحة وحرجلة المحررتين.

وتسائل التركماني في السياق عن المدة التي أعلنت عنها المصادر التركية لإنشاء منطقة آمنة بالقول: كيف يمكن تحرير أكثر من 100 قرية خلال أسبوع واحد في حين استغرق تحرير قريتين فقط، 5 أيام؟

وفي سؤالنا حول دور هجمات داعش الأخيرة في تسريع فرض منطقة آمنة، بيّن على أن داعش يُشكل حالياُ خطر على جميع دول العالم التي لم تكن جادة في محاربته يوماً ما، وحاولت زج تركيا بمفردها في آتون الحرب بسوريا، حسب اعتقاده.

مضيفاً: “توصلت دول العالم بعد هجمات داعش في باريس وفي الدول التي تبنى تنفيذ عملياته فيها، إلى قناعة بأنها إذا استمرت على نهج عدم جدية محاربة داعش فإن الضرر والإرهاب سيلحق ببلادها لذا عجّلت عملية القضاء على داعش وإنشاء منطقة آمنة”.

وبيّن في ختام كلامه على أن روسيا تحاول التقدم في ريف حلب الجنوبي للإلتقاء مع قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة شرق نهر الفرات والمدعومة من قبل اميركا من جهة، والتقدم نحو الساحل السوري لإغلاق منفذ دعم الثوار في الحدود (السورية – التركية) من جهة ثانية.

وكانت قد أكدت مصادر تركية لصحيفة الشرق الأوسط أن أنقرة اتخذت قرار إقامة منطقة آمنة شمال سوريا قبل عقد قمة مجموعة العشرين التي استضافتها أنطاليا التركية الأسبوع الماضي.

وأشارت المصادر أيضاً إلى أن تركيا لن تقوم بعمليات برية لإيجاد هذه المنطقة، بل ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة من أجل السيطرة على الأراضي المطلوبة لإقامة هذه المنطقة، إضافة لإمكانية مشاركة جوية لطائرات فرنسية، في حين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال المزيد من الطائرات إلى قاعدة إنجرليك العسكرية.

ومن المفترض أن تمتد هذه المنطقة من مدينتي جرابلس إلى إعزاز الحدوديتين مع تركيا، لتكون ملجأ آمناً للسوريين داخل بلادهم من الصراع الدائر في سوريا ومن ضربات قوات النظام.

كما ذكرت الأنباء أن تركيا ستلتزم بحماية المنطقة الآمنة ومنع أي منظمات من الاقتراب منها بما فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تعتبره الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني، وستقوم قوات المعارضة المعتدلة بتأمين المنطقة على الأرض، وفقاً لما نقلته الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى