ما هي تداعيات إسقاط الطائرة الروسية؟

تتواصل المواقف الدولية حول تداعيات إسقاط تركيا لطائرة روسية انتهكت أجواءها على الحدود مع سوريا في منطقة جبل التركمان، حيث ما زال الرئيسان التركي والروسي يتعاقبان بالتصريحات، حيث حذر أردوغان روسيا من اللعب بالنار، واعتبر ما صرحه بوتين خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي واتهامه تركيا بإسقاط الطائرة بـ “غير مقبول”، أما باريس وفي التداعيات حول الهجمات التي شنها تنظيم داعش ضدها وعقب الإعلان صرحت بأنه من الممكن أن تشارك قوات النظام في مكافحة الإرهاب.

وبخصوص هذا الموضوع أجرى راديو الكل حوار مع الإعلامي والمعارض السياسي بسام جعارة، والمحلل السياسي الدكتور غزوان عدي.

حيث أشار بسام جعارة إلى أن تركيا دافعت عن نفسها عندما أسقطت الطائرة الحربية الروسية، لأن الطائرات الروسية دخلت سابقاً الأجواء التركية عدة مرات وتم توجيه تحذيرات لها، مضيفاً أن تركيا صرّحت قبل حادثة إسقاط الطائرة بيوم واحد أنها لن تسمح أبداً بإختراق أجوائها، على حد تعبيره.

وتابع قائلاً غطرسة روسيا جعلتها تعتقد أن تركيا لن تجرؤ أبداً على إسقاط الطائرة الروسية، وأن روسيا لو كانت تعلم أن تركيا ستنال الدعم الكافي من حلف الشمال الأطلسي “الناتو” بإعتبارها عضو بداخله، لما أظهرت هذه الغطرسة والتصريحات المتوالية سواء من الرئيس “بوتين” أو زير خارجيته “لافروف”.

وأكد جعارة أن روسيا ليس بمقدورها الرد عسكرياً على تركيا، بل تقوم بالإنتقام من الشعب السوري بتصعيد الغارات وقتل المدنيين، منوهاً على أن “بوتين” يريد أن يقول لشعبه إنه لن ينهزم ويظهر له قوة بلاده.

موضحاً في السياق أن حلف “الناتو” يسعى لتهدئة الأمور بين روسيا وتركيا، وأن الحلف ذاته لايمكنه التخلي عن تركيا، وروسيا على دراية تامة بالإمكانيات التركية الكبيرة على المستوى الدولي.

وعن المنطقة الآمنة المُزمع إقامتها شمال سوريا وإصرار تركيا على إنشائها خاصةً بعد حادثة إسقاط الطائرة، علق المعارض بالقول: “هناك لقاء بين رئيس وزراء تركيا “داوود أوغلو” وأمين عام “الناتو” “ينس ستولتنبرغ” بعد عدة أيام، وسيتطرق اللقاء للحديث عن المنطقة الآمنة”، مؤكداً أن المنطقة لن تتم بدون التوافق بين تركيا والحلف.

وتطرق في معرض حديثه إلى وجود اتفاقية “أضنا” الموقعة بين تركيا وحافظ الأسد عام 1998، قائلاً: “الإتفاقية تقضي بالسماح لتركيا التوغل عشرات الكيلو مترات في الأراضي السورية والتحليق في أجوائها، وتركيا بمقدورها من خلال هذه الإتفاقية إقامة منطقة آمنة أو التصدي لأي عدوان قرب حدودها”، على حد وصفه.

وبخصوص تصريحات وزير خارجية فرنسا “لوران فابيوس” الذي قال من الممكن إشراك قوات النظام لمكافحة الإرهاب في سوريا، نوّه جعارة أن فابيوس قال بعد ساعتين من تصريحه الأول تصريح ثانٍ أوضح فيه إن مشاركة قوات النظام في مرحلة الإنتقال السياسي وليس الآن، وبالتالي شطب التصريح الأول وصححه بالقول إنه بوجود الأسد لا يمكن طلب مشاركة قوات النظام في مكافحة الإرهاب، وفقاً للمعارض.

وتوجه جعارة في مستهل كلامه بمطالبة الإئتلاف المعارض أن ينهي موقفه “المتخاذل” وعلاقته مع المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا”، الذي قال إن إسقاط الطائرة الروسية سيعطل العملية السلمية في سوريا، وإنه لايعلم إن القتلى في سوريا من المدنيين.

مضيفاً يتوجب على الإئتلاف أن يقول للعالم بأجمعه أن معركة الشعب السوري معركة تحرير أرض في ظل وجود احتلال روسي يزداد شراسة ويستقدم المزيد من القوات والبورايج الحربية.

وأشار بالختام إلى عدم وجود أي حل سياسي على الإطلاق سواء في فيينا “3” أو فيينا “4”، في ظل وجود القصف الروسي والتدخل الإيراني في سوريا.

من جانبه قال المحلل السياسي غزوان عدي: “روسيا تقوم بسياسة الأرض المحروقة بقصفها جميع المناطق المتواجد بداخلها الثوار لإفراغ هذه المناطق من الحاضنة الشعبية للثوار ومن ثم تحويلها إلى صحراء قاحلة”.

مضيفاً أن روسيا تسعى إلى تحويل الثورة السورية إما إلى قضية إرهاب دولي أو أزمة إقليمية، وهذا ما يريده نظام الأسد وسيزيد من معاناة الشعب السوري.

وعن تصريحات وزير خارجية النظام “وليد المعلم” بأن إسقاط الطائرة الروسية هو اعتداء على السيادة السورية، قال عدي” “تصريحات المعلم تستدعي “السخرية” فهو لم يجد في قصف الطيران الإسرائيلي على مخازن الأسلحة قرب مطار دمشق الدولي اعتداء على السيادة السورية، إنما في إسقاط الطائرة الروسية”.

وبخصوص توقيت زيارة المعلم إلى روسيا رجح المحلل السياسي أن يكون سبب الزيارة لتحضير وفد من النظام لعقد جنيف “3” أو محادثات جديدة في فيينا.

وختم حديثه بالإشارة إلى أن نظام الأسد قام بإنشاء تنظيم داعش بالتعاون مع أيران والعراق، وعمل على تغذيته وتقويته للقيام بالعمليات الإجرامية مثلما حدث في باريس، على حد تعبيره.

وكان قد وصف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أمس الجمعة، دعم روسيا لنظام الأسد الذي قتل 380 ألف شخص، وقصف مقاتلاتها للمعارضة السورية التي اكتسبت شرعيتها من المجتمع الدولي “باللعب بالنار”.

وأوضح أردوغان أنّ توجيه ضربات جوية للمعارضة الشرعية بحجة مكافحة تنظيم داعش، يعدّ لعباً بالنار، وأنّ توقيف عدد من رجال الأعمال الذين يقومون بفعاليات تجارية والتضييق عليهم، يعدّ لعباً بالنار أيضاً.

وتابع قائلاً: ” أؤيد قول السيد بوتين “أن إزدواجية المعايير بالنسبة للإرهاب هي لعب بالنار” وأقول “إن دعم نظام الأسد الذي قتل 380 ألف شخص ومارس إرهاب الدولة هو لعب بالنار وكذلك قصف المعارضة التي حصلت على مشروعيتها من المجتمع الدولي بحجة مكافحة داعش، لعب بالنار أيضاً.

في حين قال وزير خارجية فرنسا “لوران فابيوس”: “إنه من أجل مكافحة تنظيم داعش هناك سلسلتان من الإجراءات، عمليات القصف والقوات البرية التي لا يمكن أن تكون قواتنا، بل ينبغي أن تكون قوات الجيش السوري الحر وقوات عربية سنية، ولم لا قوات للنظام”، مؤكداً من جديد أن الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل شعبه.

من جانبه  أعلن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” أن بلاده على استعداد للقبول بأي صيغة للتحالف المعادي للإرهاب تقبلها الأطراف الإقليمية والدولية، مضيفاً أن تطبيق أي اتفاقات سياسية لتسوية أزمة سوريا لابد أن يستند لإرادة الشعب السوري دون أي تدخل من الخارج، على حد قوله.

بدوره اتهم وزير خارجية النظام “وليد المعلم” تركيا بالتورط في دعم الإرهاب، معتبراً أن إسقاط القاذفة الروسية عدوان على السيادة السورية، وأضاف أن تعاون دمشق وموسكو العسكري حقق نجاحات في محاربة “داعش” وفق وصفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى