ما هي تداعيات إسقاط تركيا للطائرة الروسية في سوريا؟

ردود فعل دولية مختلفة بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في ريف اللاذقية إثر اختراقها الأجواء التركية، في أوساط حلف الناتو وفي موسكو وواشنطن وقبل ذلك في أنقرة، رافقها انخفاض في مؤشرات البورصة الروسية والتركية، بالمقابل كانت هناك حالة فرح عام في أوساط المعارضة السورية وفي الشارع التركي لما اعتبروه رداً على القصف الهمجي الروسي والذي أودى بحياة مئات المدنيين إضافة إلى تهجيره أهالي قرى جبل التركمان، بظل تكهنات عن انعكاس هذه الحادثة على التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش وكذلك على مسار الحل السياسي في سوريا.

وبخصوص هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلة خاصة مع أسامة أبو زيد المستشار القانوني للجيش الحر، والعميد عبد الكريم الأحمد رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر.

حيث قال أسامة أبو زيد: “لن يكون هناك انعكاس وفارق كبير لإسقاط الطائرة الروسية على مجريات المعارك في سوريا، لأن الأمور التي بمقدورها أن تُحدِث انعاكساً واضحاً على الأرض قد جرت مسبقا”.

وأن ما يتم تداوله حول إمكانية إعلان روسيا حرب على تركيا هو حديث “ساذج” –وفق أبو زيد- لأن تركيا عضو في دول حلف الشمال الاطلسي “الناتو” وهناك اتفاقية دفاع مشتركة بين الدول الأعضاء، إضافة لإمتلاكها مكان استراتيجي واقتصادي مهم على مستوى العالم، وموقع كبير في العالم العربي والإسلامي.

مضيفاً: “ليس من السهل أن تفتح روسيا جبهة مع تركيا وهي تعاني –أي روسيا- من 3 ملفات صعبة القضيتين السورية والأوكرانية إضافة للأزمة الإقتصادية”.

معتقداً أن الحد الأقصى لإنعكاس إسقاط الطائرة من الممكن أن يطرأ على الإتفاقيات التجارية والإقتصادية بين روسيا وتركيا، مبيناً في السياق أن روسيا لا تستطع إلغاء هذه الإتفاقيات إنما قد تقوم بتأجيلها أو تعليقها.

وأشار أبو زيد في معرض كلامه إلى إنه في حال تحركت روسيا على هامش إسقاط طائرة تابعة لها، فإن بالمقابل لن تكتفِ دول أصدقاء الشعب السوري بتزويد الثوار بالسلاح فحسب، موضحاً أن موقف الدول الصديقة المتمثلة بـ ‘‘فرنسا وتركيا والسعودية وقطر‘‘ أصبح على مسافة أكبر من ذي قبل بينه وبين روسيا وإيران والأسد، على حد تعبيره.

وتابع حديثه قائلاً: “الجيش السوري الحر لايحتاج أكثر من التسليح الحقيقي للقيام بمهمته بشكل كامل في تحرير الأرض، لأنه وإلى اليوم لم يقدم له السلاح الكافي القادر على قلب الموازين على الأرض”.

وأضاف إلى أن الجيش الحر أثبت خلال المعارك الأخيرة امتلاكه قدرات قتالية عالية والتزامه وتمسكه بمظلة الثورة السورية، وتمكنه من استعادة عدة نقاط في جبهة ريف اللاذقية، على الرغم من القصف الروسي بالغارات وراجمات الصواريخ منذ شهرين.

وتطرق أبو زيد لمحادثات فيينا بالقول: “خمنّت روسيا إنها حققت نصراً سياسياً خلال تلك المحادثات بفرض التفاوض والقصف معاً”، مؤكداً على أن الثوار رفضوا كل ماجاءت به محاثات فيينا الأخيرة.

وختم حديثه بالإشارة إلى أن المنطقة الآمنة المُزمع إقامتها شمال سوريا هي مطلب إنساني قبل أن تكون مطلب عسكري، في ظل عدم اتخاذ قرار حيال القصف الجوي والمدفعي على المدنيين وأزمة اللاجئين السوريين.

من جانبه قال العميد عبد الكريم الأحمد رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر: “حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا هو أمر سياسي أكثر مما هو موضوع عسكري أو تصعيد ميداني”.

 

مضيفاً إلى أنه لن تكون هناك مواجهات عسكرية بين روسيا وتركيا إنما مواجهات سياسية ودبلوماسية من أجل الفوز بالمعركة السياسية، منوهاً على أن روسيا حاولت جس نبض تركيا في إمكانية سكوتها في حال تم إختراق مجالها الجوي، لكن تركيا ردت بالشكل الصحيح.

 

وأشار في السياق إلى أن أعضاء حلف الشمال الأطلسي “الناتو” ملتزمون بالإتفاقيات المبرمة فيما بينهم، وأن الحلف سيقف ويدعم تركيا على هامش إسقاط الطائرة.

 

موضحاً أن الدول الغربية بشكل عام لا تريد لهكذا حوادث أن تتطور لأن الصدام بين “الناتو” وروسيا سيكون له عواقب وخيمة، على حد وصفه.

 

وأكد العقيد في ختام حديثه على أن العدوان الروسي لن يستطع السيطرة على مناطق أكثر من المناطق التي تقدم فيها، لافتاً إلى أن الثوار شنوا هجوماً معاكس حيث تمكنوا من استعادة السيطرة على برج وتل زاهية وقرية عطيرة في جبل التركمان باللاذقية، إضافة لـ 10 قرى وتلال في ريف حلب الجنوبي خلال اليومين الماضيين.

 

وكانت رئاسة الأركان التركية أكدت بالأمس على أن مقاتلتين تركيتين من طراز”اف 16″  أسقطتا مقاتلة حربية روسية من طراز “سوخوي 24” بعد تحذيرها عدة مرات لاختراقها الأجواء التركية بالقرب من الحدود السورية التركية في ريف اللاذقية.

 

فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية اسقاط طائرة لها من طراز سوخوي 24 على الحدود السورية التركية، مشيرة إلى أن الطيارين الروسيين هبطا بالمظلة بعد اسقاط طائرتهما.

 

وفي السياق بث ناشطون صوراً قالوا إنها تعود لجثة أحد الطياريين الروسيين في ريف اللاذقية، بينما قال السفير الروسي لدى فرنسا ألكسندر أورلوف اليوم الأربعاء إن قوات النظام انتشلت أحد طياري المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا وأنه نقل إلى قاعدة روسية هناك، ويأتي هذا التصريح بعد تضارب الأنباء حول مقتل الطيار الثاني من نجاته.

 

من جانبهم أعلن الثوار عن تمكنهم من تدمير مروحية روسية ومقتل أحد طاقمها بعد استهدافها بصاروخ من نوع “تاو” أثناء محاولتها الهبوط للبحث عن الطيارين الروسيين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى