مصير بشار الأسد ووصاية ديمستورا والتدخل الروسي أبرز مايقلق هيئة المفاوضات قبل مؤتمرها القادم


راديو الكل ـ خاص
تتواصل ردود الفعل المختلفة حول قرار مجلس الأمن 2254 بخصوص إيجاد تسوية سياسية في سوريا، وكذلك تشكيل الوفد التفاوضي للمعارضة السورية، والانتقادات التي وجهت لقرار مجلس الأمن ولا سيما، تحديد دور للمبعوث الدولي إلى سوريا ” ستيفان دي ميستورا” بتشكيل الوفد التفاوضي للمعارضة السورية. وإمكانية تدخل روسيا بوضع شخصيات في الوفد التفاوضي للمعارضة بعد اعلان وزير خارجية النظام وليد المعلم الاستعداد للمشاركة في الحوار السوري-السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي

وتثار تساؤلات حول جدية المجتمع الدولي في جمع المعارضة والنظام في مفاوضات خلال شهر كانون الثاني المقبل.. وهو ما طرحه راديو الكل للنقاش في ملف “هذا المساء” على كل من:

  • جورج صبرا عضو الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض
  • محي الدين اللاذقاني الكاتب والمفكر السوري

تصريحان “خطيران”:

في الحديث عن المفاوضات باسم النظام والمعارضة بداية العام المقبل يشير الكاتب والمفكر د. محمد الدين اللاذقاني إلى تصريحان اعتبرهما خطيران في هذا الصدد ويشكلان مخاوف على الهيئة العليا للمفاوضات، أولهما تصريح وزير الخارجية السورية وليد المعلم من بكين، والثاني من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، فالمعلم يقول أنه يأمل أن يؤدي الحوار السوري السوري لتشكيل حكومة وحدة وطينة. وهذا ما اعتبره اللاذقاني مختلفاً عن روح قرار الأمم المتحدة  رقم 2254 والذي يتحدث عن مرحلة وحكومة انتقالية، مشدداً على أن هناك فرق بين حكومة مشتركة بين النظام والمعارضة وحكومة مرحلة انتقالية

أما تصريح بوغدانوف فيشير هو الآخر إلى أن وقف اطلاق النار يشمل فقط الأطراف المتصارعة داخل سوريا. بما يعني ـ حسب اللاذقاني ـ أن الروس يريدون الاستمرار في القصف ولا نية لديهم لوقف اطلاق النار، منوهاً بأن هذا يجعلنا أمام حقيقة فاضحة وهي أن هذا القرار لن يجد من ينفذه ولن يجد آلية تجعل منه ملزماً، مشيراً إلى ضرورة أن تشعر الهيئة العليا للمفاوضات بأنها في مركز قوة وأنه دون مشاركتها لا يمكن لقطار التفاوض أن يسير، وقال: ديميستورا قادم للرياض خلال أيام ويجب أن يعرف ذلك ومالم يوافق فلا حاجة للاجتماع معه ولا مع غيره.

ولم يخرج عضو الهيئة العليا للمفاوضات د.جورج صبرا بعيداً عن ذلك وقال إن مخاوف الهيئة جدية وواقعية لأن القرار 2254 ورغم أنه تحدث بوضوح عن  مرجعية بيان جنيف للعام 2012 للعملية السياسية لكنه أشرك فيها نتائج اجتماعي فيينا في محاولة لحرف العملية السياسية عن القاعدة الأساسية التي بنيت عليها وهي جنيف 1 والذي يتحدث بوضوح أن المفاوضات يجب أن تكون من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات،  حيث إن القرار 2254 يقول أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي هو أحد السبل ما يعني أن هناك بعض القطب المخفية حتى الآن والتي يمكن أن تظهر فجأة بسياق المفاوضات، ومايثير القلق أيضاً ـ بنظر صبرا ـ هو أنه لا ذكر لبشار الأاسد والموقف منه في كل القرار مايعني أن الإرادة الروسية موجودة بثقل في اعداد القرار واصداره

ويشير صبرا إلى نقطة أخرى تثير قلق هيئة المفاوضات وهي أن يتسلم مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا الوصاية على وفد المعارضة، حيث إن أحد بنود قرار مجلس الأمن ترك له وضع اللمسات الأخيرة على وفد المعارضة، كما وضع القرار مؤتمر الرياض في سياق العديد من اجتماعات المعارضة وخاصة تلك التي تحاول موسكو تعليبها وتقديمها للسوريين عبر مؤتمر موسكو 1 و2 مايعني أن الراعي الروسي للقرار يستغل هذا الفراغ والصمت لفرض ارادته وسياسته

 

هل موقف هيئة المفاوضات قوياً؟

كيف ستواجه الهيئة العليا للمفاوضات احتمالات الوصاية عليها، يرد صبرا بالقول: نحن نرفض الوصاية على عملنا ونرفض التدخل باي شخص بالهيئة، فهي سيدة نفسها وستتولى تحديد الوفد المفاوض ولن تقبل تدخلاً من أية دولة ومن أي جهة بما فيها ديمستورا والا فلن تكون العملية تفاوضية وسيكون النظام يفاوض ظله وهذا لن يمر عبر الهيئة العليا للمفاوضات

في حين لم يعول اللاذقاني كثيراً بأن تكون الهيئة قادرة على رفض ما لا تريده، مذكراً بتجارب المعارضة السورية في تنازلات الائتلاف أثناء جنيف 2 وقال: بعض المواقف تجعلنا نخشى من احتمال أن يقال اضطررنا للدخول في المفاوضات لأن الوضع يقتضي ولأننا نريد حقن الدماء وغيرها من المبررات، ولكن نأمل أن لا تضطر هيئة المفاوضات للمبررات، لأنه يوجد من يساعدها من الدول على موقفها، معتبراً أن رفضها تدخل ديمستورا هو شيء جيد وأن قول رياض حجاب أنه لا تتوفر ظروف لعقد المفاوضات، إن لم يبدي النظام بوادر حسن نية كوقف اطلاق النار واطلاق المعتقلين هو شيء جيد أيضاً مؤكداً أن تمسك الهيئة بموقفها سيضطر المجتمع الدولي للتنازل

 

 

 

موقفان لأمريكا… معلن ومتواطئ:

في تعليق د.صبرا على ماقاله وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن استعداده للمشاركة في الحوار السوري- السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي، قال: إن هذا الحديث هو جزء من الخداع الذي أتقنه النظام ويسوقه في الأوساط الدولية يساعده اجتهادات حلفاؤه في موسكو وطهران فالنظام وافق على جنيف 2 لكن عمل على إفشاله، واعتذر الأخضر الابراهيمي ممثل الأمين العام في ذلك الوقت للشعب السوري إذن ليس المهم القول بقبول العملية السياسية، ولكن المهم هو ما يحدث على الأرض، فالنظام لازال يتحدث عن حكومة وحدة وطنية، في حين لن تتقدم المعارضة معه بمفاوضات على قاعدة ما يسمى مصالحات موسعة وحكومة وحدة وطنية، وأضاف: مالم تؤد المفاوضات لعملية انتقال سياسي حقيقي فلن يكون مجدية.

وفي هذا الصدد يتحدث د. اللاذقاني عما سماه تواطؤاً أمريكياً دولياً، فقال: لأول مرة نسمع من رئيس هيئة الأركان المشتركة الامريكية  انه كان هناك سياستين لأمريكا نحو سوريا، أولها معلنة مترددة لاوباما، وأخرى لهيئة الأركان كانت تمرر معلومات لجيش الأسد وترسل أسلحة فاسدة للكتائب المقاتلة على الأرض. وهذا بنظر اللاذقاني ليس تخاذلاً وانما تواطؤاً مكشوفاً ولا يختلف موقف أمريكا بذلك عن موسكو وهو البقاء على بشار الأسد في السلطة، ورغم أن قرار مجلس الأمن يمكن أن يسد بعض الفراغ في المنطقة لكن الذين وافقوا عليه تركوا عشرات الثغرات تسمح بنفاذ النظام وايران وروسيا برأي اللاذقاني

 

مسلسل تنصل خاص بهيئة التنسيق:

 

وبالنظر إلى موقف “هيئة التنسيق” التي عادت لترفض ما ورد في بيان الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة بعد موافقتها عليه بحجة عدم اشراك قوى حماية الشعب الكردية فيه، يقول د. صبرا: موقف هيئة التنسيق ليس مفاجئا بل كان المفاجئ موافقتها على بيان الرياض، منوهاً بأن أعضاء الهيئة وافقوا على رحيل بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية في اجتماعات الرياض، لكنهم تعودوا أن يوافقوا عند الحضور ثم تتوالى بيانات الرفض منهم لاحقاً، وهذا حصل سابقاً في باريس وبروكسل لدى الاتفاق على رؤية المعارضة للحل السياسي أمام المجتمع الدولي، إذ أن هيئة التنسيق وافقت عليها ثم خرجت ببيانات باسم المكتب التنفيذي رافضة لها، وقال صبرا: هذه هي عادة هيئة التنسيق في التنصل وطعن وحدة المعارضة السورية.

 

يشار إلى أن هيئة التنسيق أعلنت في بيان  صادر عنها رفضها ما ورد في بيان الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض ، معتبرة أن البيان مخالف لمواقف هيئة التنسيق وخطها السياسي، ولا تساعد في إنجاز الحل السياسي في سوريا، لما اعتبره البيان أن الهيئة العليا للمفاوضات لم تأخذ بعين الاعتبار التحفظات التي أبدتها “هيئة التنسيق” على طبيعة المؤتمر، وعدم مشاركة قوى معارضة أساسية مثل قوات حماية الشعب الكردية، وهذا ما تطالب به موسكو أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى