حجاب: وقف المفاوضات فرصة للمجتمع الدولي للضغط على النظام وحلفائه

اعتبر منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، تعليق مفاوضات جنيف، “فرصة للمجتمع الدولي للضغط على النظام وحلفائه، لإلزامهم بتنفيذ المطالب الإنسانية للشعب السوري”.

وفي مؤتمر صحفي، بجنيف السويسرية، مساء الأربعاء، عقب إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، تعليق المفاوضات إلى 25 شباط/فبراير الجاري، أبدى حجاب استعداد الهيئة الدائم، للدخول في مفاوضات للانتقال السياسي للسلطة في البلاد.

وأوضح أن “وقف المفاوضات فرصة لضغط دولي، من أجل فك الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القصف على المناطق المدنية”.

وأشار حجاب أن “الهيئة العليا ستكون على أتم الاستعداد للتجاوب مع أي جهود دولية لتحقيق سلام حقيقي، من خلال هيئة حكم كاملة الصلاحية، يكون فيها، نظام الأسد ورجاله خارج سوريا”.

وشدّد بالقول “أعتقد أن من يريد الحل السياسي، ويدخل عملية تفاوضية تسفر عن التوصل لهذا الحل من أجل تناقل السلطة، لا ينتهج سياسة القصف والتصعيد، والحصار الجائر، الذي يقوم به النظام وحلفاؤه”.

وأكد أن “النظام الذي أفشل مفاوضات جنيف2 عام 2014، سيفشل المفاوضات الحالية أيضًا”، مشيرًا أن “استجابة المعارضة وحضورها لجنيف، جاء ليثبت للعالم، أن النظام لا يؤمن بالحل السياسي في سوريا”.

وتابع حجاب قائلًا “اليوم (الأربعاء) كان لدينا اجتماع طويل مع دي مستورا، والهيئة تعاملت بإيجابية كبيرة مع المبادرة الأممية لوقف معاناة الشعب السوري، وخاصة بعد ضمانات حصلت عليها الهيئة من نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي”.

وأوضح أن “دي مستورا من خلال رسالته (وجهها إلى الشعب السوري قبيل انطلاق المفاوضات)، اعتبر تحسين الأوضاع الإنسانية للشعب السوري، فوق التفاوض، وتعهد بالعمل على تحقيقها قبل بدء المفاوضات.

وأشار حجاب أنه “رغم الإيجابية التي أبدتها الهيئة، إلا أن النظام وحلفاءه، القوات الروسية والإيرانية، والميليشيات الطائفية الأفغانية والباكستانية كثفوا القصف وصعدوه، وواصلوا اتباع سياسية الأرض المحروقة”، لافتًا أن منطقة محددة بحلب شن الطيران الروسي فيها 215 غارة أمس، وكذلك قصف حمص، وريف اللاذقية، ودير الزور، وحتى مخيمات اللاجئين قصفها”.

وأوضح منسق الهيئة العليا للمفاوضات، أنهم “ناقشوا مطولًا مع الممثل الأممي، والدول الصديقة والشقيقية، أن أي عملية تفاوضية يتوجب أن يتوفر لها بيئة آمنة وملائمة، من أجل انطلاق العملية، وتحقيق أهدافها، بدء من الإجراءات الإنسانية التي نص عليها القرار الأممي”.

وأضاف موجها النداء للدول المعنية والمجتمع الدولي وخاصة أمريكا، والدول الدائمة العضوية، أن “الوقت حان للضغط على النظام، ليوقفوا جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الشعب السوري، وأن على المجتمع الدولي أن يفي بالتزاماته لوقف جرائم الحرب”.

وقال حجاب إن “وفد الهيئة سيغادر جنيف الخميس (اليوم)، ولن يعود إليها إذا لم يكن هناك تحقيق للمطالب الإنسانية للشعب السوري”.

وأضاف “نتمنى أن يكون وقف إطلاق النار قريبًا، وانتقال سياسي للسلطة، ولكن لا يتم ذلك بوجود الأسد في سوريا، ولا يمكن أن يتم بوجود القوات الأجنبية، والميليشيات الطائفية والمتطرفة”.

وحول مستقبل الأزمة، أفاد أنهم (المعارضة) لن يقاطعوا العملية السلمية، قائلًا: “يجب فصل الموضوع الإنساني، عن المسار السياسي، ولا يجوز استخدامه في ابتزاز المعارضة السياسية والمسلحة، بالضغط على الأهالي في المناطق المحاصرة، وطلبنا عدم استخدامه على الطاولة، ولا نقبل بهذه المقايضة”.

ومضى بالقول إن “المعارضة تلقت اتصالات عديدة من وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ومن الأخوة الأتراك، وحضر اجتماع الهيئة وزير الخارجية السعودي”، مشيرًا أن الوزراء قالوا “إذا ذهبتم إلى جنيف، سيبدأ حل الإجراءات الإنسانية”.

وأضاف أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات، جاء بناءً على وعود الوزراء، لافتًا أن “الذي حصل كان العكس، ولم يحصل شيء، فتواصل القصف، وهذا النظام يعلم أن أي عملية سياسية، أو تفاوضية، سيكون بها خارج السلطة، يعمل لإفشالها”.

وعن تقدم النظام الأخير في ريف حلب، أوضح حجاب أن “الحرب كر وفر، والقصف الجنوني الروسي وسياسية الأرض المحروقة، أدت لتقدم بسيط، وهذا لا يعني استمراره بذلك، والنظام يسيطر على 17% من الأراضي فقط، ونصف السوريين هم خارج مناطق سيطرة النظام”.

وأضاف “في حال استمرار الجرائم والانتهاكات، وتجاهل المجتمع الدولي، فإن لدينا أشياءً كثيرة لفعلها، وستكتشفون ذلك في الأيام القادمة”.

المصدر: وكالة الأناضول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى