كيف انطلقت الثورة في مدينة الرستن؟

أحمد زكريا – راديو الكل

تعدُّ مدينة “الرستن” الواقعة في ريف حمص الشمالي ، من أوائل المدن التي شاركت في الثورة السورية ، بعد أن انطلقت شرارة الثورة في بداية الشهر الثالث من العام 2011 ، من إحدى حفلات الزفاف ، ليهتف خلالها أحد الشبان “يا درعا إحنا معاكي للموت” ، لتبدأ بعد ذلك انطلاق المظاهرات في مختلف شوارع المدينة ، مطالبة بإسقاط النظام.

 

يقول الناشط السياسي “حسام بدرخان” إن قوات النظام حاولت منع الشباب من الهتافات، في أحد الأعراس، ليتحول الأمر إلى شجار وعراك بالأيدي بينهم وبين عناصر الأمن المتواجدين في الحفلة ، والتي بدأت باستخدام العصيّ لتفريق التجمعات”.

 

ويضيف “بدرخان” أن ما جرى في تلك الليلة ، جعل النظام يعيد حساباته مئات المرات ، وكان أول إجراء تم اتخاذه بحق أهالي المدينة ، هو منع إقامة أي مظهر من مظاهر الاحتفالات وخاصة الأعراس ، خوفاً من أن تتحول إلى تظاهرات، ضد النظام”.

 

كانت قوات النظام ، حسب “بدرخان” تحاول جاهدة عدم استفزاز أهالي مدينة الرستن ، وكان النظام يراهن على تلك المدينة ، بأنها لن تكون مشاركة في ركب الثورة السورية، إلا أن ظنه قد خاب بها ، كون أطفالها وشبابها ورجالها وحتى نسائها ، لم تكن ترضى إلا أن تلبي نداء باقي المدن الثائرة.

 

لم تكن “الرستن” بمنأى عن باقي التطورات والأحداث ، التي بدأت تزعج النظام وأعوانه، والذي أطلق قواته ومرتزقته ، في محاولة للضغط على أهالي المدينة ، ومحاولة تركيعهم ، من خلال مضايقتهم بشتى الوسائل الأمنية.

 

يقول “بدرخان” ممارسات قوات النظام ، ومحاولتها مضايقة الأهالي ، أدت لظهور حالة من الغليان الشعبي ، والتي كانت نيرانها تتأجج من وراء الكواليس، وفي غفلة عن قوات النظام ، خوفاً من الاعتقال.

 

نقاطُ  تحولٍ كثيرة شهدتها مدينة الرستن ، حيث كانت بدايات الشهر الرابع من عام 2011، شاهدةً على مظاهرات سلمية، كما كانت شاهدة على طرد عناصر أمن النظام من داخل مفرزة “أمن الدولة” ، لتتحول تلك المفرزة ، إلى مقرٍ للمظاهرات.

 

ومع بداية الشهر الخامس، من ذات العام ، كانت مدينة الرستن على موعد مع حملة عسكرية هي الأعنف ، ليقوم النظام بصب جام غضبه على المدينة ، وقصفها بمختلف أنواع الأسلحة، وذلك على مدى أسبوع كامل ، وسط صمود أسطوري لأهلها، أمام تلك الهجمة.

 

يقول “بدرخان” إن أهم ما شهدته مدينة الرستن خلال مراحل الثورة ، هو تحريرها من يد قوات النظام بتاريخ 28/7/2012، بعد أن تم طرد قوات النظام من حاجز التمثال، وقيام الأهالي حينها بتكسير وإزالة تمثال والد رأس النظام بشار “حافظ الأسد”.

 

يشار إلى أن مدينة الرستن ، ووفقاً للنشط السياسي “بدرخان” ، تعرضت ما بين الشهر الثالث من العام 2011 ، والشهر السابع عام 2012، إلى قصف عنيف بالقذائف لعدة مرات ، حتى أنه تم تسجيل سقوط  ما يقارب من 800 قذيفة في يوم واحد، كما أن قوات النظام لجأت لاستهداف المدينة بالسلاح الكيماوي ، في إحدى حملات الاقتحام ، إضافة لارتكاب العديد من المجازر، بحق أهالي تلك المدينة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى