إضاءات على مشاركة ودور المرأة في الثورة السورية

أحمد زكريا – راديو الكل

شاركت المرأة السورية في مراحل الثورة المتلاحقة على مدى 6 أعوام الماضي، على الرغم من المشاكل والصعوبات المتعددة التي تعرضت لها، وبرزَ دورها المرأة في المجال الإعلامي، خاصة في نقل الأحداث، إن كان بأسماء حقيقية، أو حتى بأسماء وهمية، ولم تمنعها القيود التي يفرضها المجتمع أو النظام وقبضته الأمنية، من أن يكون لها بصمة واضحة في هذا الأمر.

كما شاركت المرأة في تنظيم المظاهرات وكتابة اللافتات، إضافة إلى دورها المميز في العمل الطبي والنشاط الإغاثي، لينالها نصيب من انتهاكات قوات النظام ومليشياته، فكانت المعتقلة ، وكانت المفقودة، إضافة لانتهاكات أخرى.

 

المرأة السورية ناشطة اعلامية

عن دور المرأة السورية في نقل الأحداث، تحدثت الناشطة الإعلامية “نورا الباشا”، ابنة مدينة السويداء، عن تجربتها في التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، ومع  التنسيقيات والنشطاء الإعلاميين، غير أبهة بالمخاطر التي ربما تتعرض لها، في أي وقت من الأوقات، مثلها مثل كثيرات من النساء اللواتي انخرطن في العمل الإعلامي.

تقول “الباشا” في حوار مع راديو الكل، إنه وعلى الرغم من الضغط النفسي، والكثير من المعوقات التي تتعرض لها الأنثى في المجتمع الشرقي، إلا أنه كان لديّها حافز أكبر، لكي تقوم بدورها، كون الجميع سواسية في هذا الوطن، دون التفريق بين امرأة ورجل.

وأضافت “الباشا” بأنها حاولت بشتى الوسائل تقديم الجزء الأكبر من عملها، في نقل الوقائع والأحداث الخاصة بمنطقتها، معتبرة أنها نجحت في ذلك.

وحول تقبل الأهل والمجتمع في مدينة السويداء لما تقوم به من نشاط اعلامي، أوضحت “الباشا” بأنها تلقت الكثير من النصائح من أسرتها ومن المقربين منها، بأن تتوقف عن نشاطها خوفاً من الاعتقال، مشيرةً في الوقت ذاته أنها صممت على متابعة نشاطها الاعلامي، على الرغم من كل تلك الضغوطات.

وعن عملها في مجال الإعلام والتواصل مع غيرها من النشطاء، أشارت بأنه لديها الكثير من الأصدقاء من النشطاء الإعلاميين، في مختلف المحافظات، ساهموا معها في نقل ومشاركة الأحداث والأخبار، دون أي تحييّز أو طائفية.

 

وتابعت، بأن المرأة حققت في كثير من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في الداخل السوري، نوعاً من التحرر الذاتي، إضافة لمشاركتها في العمل المدني، وحققت انجازات عجز عن تحقيقها الكثير من الرجال. وفق قولها.

وترى “الباشا” بأن المرأة قبل الثورة كان دورها محدود، وعلى مستوى العمل الذي تعمل به فقط، أو على مستوى العائلة، بينما في عمر الثورة، فإن المرأة موجودة بشكل كبير، ووصلت إلى مكانة كبيرة في المجتمع، حتى أنها باتت تنافس الرجل في كثير من المجالات.

وعن نظرتها للثورة السورية اليوم وواقعها الراهن، قالت “الباشا”: “إنه وبعد مرور ستة أعوام من عمر الثورة ، فإني لا زلت أؤمن بأنها ستنتصر ومن قلب سوريا، وليس من أي مكان آخر، وأن الشعب السوري الحر، هو من سيجد الحلّ في النهاية رغم كل التحركات الدولية”.

 

المرأة  السورية عنصر في الدفاع المدني

 

“سارة الحوراني” ، المرأة التي انضمت لصفوف الدفاع المدني في درعا، والتي كان استشهاد أخيها بين يديها، الحدث الأبرز الذي دفعها للانخراط في صفوف الدفاع المدني،  بعد أن توفي متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف قوات النظام.

تقول “الحوراني” لراديو الكل، بأنها لم تتمكن وقتها من تقديم أي مساعدة أو اسعافات أولية له، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، الأمر الذي زاد من عزيمتها وإصرارها، للعمل مع هذا الفريق، في مساعدة وإنقاذ المدنيين.

ووفقاً للحوراني، فإن هناك ما يقارب من 22 امرأة، يعملنّ كمتطوعات في 16 مركزاً للدفاع المدني، موزعة على مناطق درعا وريفها المحرر.

وشاركت “الحوراني” في تأسيس “التجمع النسائي الحر في محافظة درعا”، وهو تجمع حديث يضم ما يقارب من 50 امرأة، من مختلف مناطق درعا

وساهم التجمع النسائي الحر، في إقامة عدة دورات اعلامية، لتدريب وتأهيل النساء للعمل في المجال الاعلامي، إضافة لإقامة ندوات حول تمكين المرأة ، ومحاولة ايجاد الحلول للمشاكل التي تعترضها.

وعن تمنياتها في ذكرى الثورة ، قالت “الحوراني” :” أتمنى أن يتوقف القصف، كون أكثر المتضررين هم من النساء والأطفال، إضافة للإفراج عن المعتقلين ومعرفة مصير المفقودين، وأن تبقى الثورة كما هي، وألا تتحول لأي شيء آخر”.

 

المرأة السورية وقضايا المجتمع

ترى الدكتورة “سماح هدايا” وزيرة الثقافة في الحكومة السورية المؤقتة سابقاً، بأن هناك أخطاء كبيرة وشائعة في أدبيات الإعلام السوري، عند أي خطاب أو حديث عن دور المرأة، أو عن ممارسة دورها بشكل جيد، وأن هذه الأخطاء تجعل المرأة وكأنها خارج حراك المجتمع السوري، وكأنها ليست جزءاَ منه.

وشددّت “هدايا” في حوار خاص مع راديو الكل، على أن المرأة هي نفسها التي أنشأت مع الرجل هذه الثورة، وأنشأت لنفسها وجود من أجل انجاح الثورة، مثلها مثل الرجل. وفق وصفها.

ولفتت “هدايا” إلى أن واقع المرأة اليوم يعاني أشدّ المعاناة، تحت وطأة الحرب الشرسة الدائرة في البلاد، لذا لا يمكن الحكم إن كانت المرأة حققت شيئاً أم لم تحقق شيء، كون حراك المرأة المجتمعي الواسع ، مرتبط أساساً بحراك المجتمع نفسه.

وأضافت بأنه ليس هناك اليوم أي قوانين يُضبط من خلالها المجتمع، وليس هناك شرعية قانونية، بل هناك مشاكل حقيقية كشفت عنها الثورة، كتزويج النساء القاصرات، ومنهنّ من يتزوجنّ من أجانب، وبالتالي أولادهنّ يبقون من دون جنسية، إضافة لمشاكل الفقر والعنف والتمييز.

ونوهت الوزيرة السابقة إلى أنه حتى يكون للمرأة دور حقيقي، لابد لها أن تقوم بعمل جماعي منظم ومدروس، تستطيع من خلاله أن تنتج جماعتها.

وتابعت أن هناك قضايا كثيرة تهم المرأة السورية، وهي بحاجة لجهة شرعية سياسية ذات نفوذ وذات تأثير، تقوم بالضغط على الدول وعلى العالم، حتى يسمع صوت هؤلاء النسوة، ومن غير ذلك فلا مجال للعمل المدني، على الرغم من أن الحراك المدني مهم جداً للمرأة، ولكنه بحاجة لسقف يحميه، على حد تعبيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى