وزير الصحة في الحكومة المؤقتة: 57% من المشافي الميدانية اُستهدفت خلال 6 سنوات الماضية

مي الحمصي – راديو الكل

منع نظام الأسد مع بداية الثورة السورية المستشفيات، من استقبال جرحى المظاهرات، ولم يكتفِ بهذا الحد، إنما استهدف الطواقم الطبية العاملة على علاج المتظاهرين السلميين، بالقتل والاعتقال، ما أجبر الكوادر الطبية على إنشاء مشافي ميدانية في المنازل، بأدوات ومواد بسيطة جداً، لتبدأ حكاية طويلة من المعاناة في مجال العمل الطبي.

ففي محافظة درعا -مهد الثورة- أسس الأطباء الجراحون المشافي الميدانية في منازل عادية، وفي المساجد كالجامع العمري، وفق الدكتور “يعرب الزعبي” الذي تحدث لراديو الكل عن التحديات التي واجهتهم في تأمين المواد الطبية، والخوف الدائم من مداهمة قوات النظام.

وبالإنتقال لعاصمة الثورة حمص، التي عانت ما عانى منه الأطباء في درعا، فحسب الممرض “نضال عزرون” (من ريف حمص الشمالي) كان الأطباء يداوون الجرحى في الشوارع وفي المنازل وبمواد غير معقمة حيث اضطروا لاستخدام الشراشف في التضميد.

وهو ما أكده الممرض “أبو يوسف” (من ريف حمص الشمالي) الذي تحدث عن المعاناة التي واجهتهم ككوادر في تأمين المواد الطبية حين تأسيس نقطة طبية ببدايات الثورة، معاهدا نفسه على متابعة عمله الإنساني.

“أبو غسان” أحد الكوادر الطبية العاملة في الشمال السوري وتحديدا في ريف حلب المحرر، كشف لراديو الكل أن الاستهداف الممنهج للكوادر الطبية في بداية الثورة دفعتهم لتأسيس مشافي ميدانية، جامعين المعدات الطبية من تبرعات الأطباء، لعلاج الجرحى.

من جهته، لفت وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة “فراس الجندي”، أن التشديد الأمني على المستشفيات، وتحول عدد من العاملين فيها لمخبرين لنظام الأسد عن الجرحى إذ كان يسارع لاعتقالهم بتهمة التظاهر، دفع الكوادر الطبية لإنشاء المشافي الميدانية التي كانت عبارة عن غرف للإسعاف بادئ الأمر، ثم ما لبثت أن تطورت لتغدو غرف مجهزة للعمليات مع أجهزة تصوير وتحليل.

وأضاف “الجندي” لراديو الكل، أن 57% من المشافي الميدانية والمراكز الطبية، استهدفت من قبل نظام الأسد، بشكل ممنهج خلال أعوام الثورة، ما أدى لخروج عدد منها عن العمل كليا، منوها إلى مقتل العديد من الكوادر الطبية نتيجة ذلك.

وتعتبر عشوائية تمركز النقاط الطبية في الداخل السوري نتيجة العمل العشوائي لعمل المنظمات، إضافة للنقص الكبير في الكوادر الطبية المختصة، وتردي الوضع الأمني، وقلة المعدات والأدوية، من أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الطبي، وهو ما تعمل وزارة الصحة على تخطيه وفق “الجندي” الذي طلب من المنظمات التنسيق مع الوزارة لاختيار أفضل المناطق لإقامة مراكز طبية جديدة، مشيراً إلى الجهود المبذولة لإنشاء مشافي آمنة ومحصنة، وكاشفا أن العمل جاري لإقامة مشفى على الحدود السورية التركية.

وطلب وزير الصحة في الحكومة المؤقتة في ختام حديثه من كافة الأطباء السوريين، تلبية نداء الواجب في سوريا، وفاء لقسمهم.

يذكر أن دورية “لانست” الطبية أصدرت ،الأربعاء الماضي، دراسة بمناسبة الذكرى السادسة للثورة في سوريا، قدرت فيها عدد القتلى من العاملين في المجال الطبي بـ 814 منذ بداية الثورة، مشيرة إلى أن الرقم قد يكون “تقليل فادح” بسبب صعوبة جمع الأدلة واثباتها حسب التقرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى