الجيش السوري الحر ودوره في الثورة السورية
أحمد زكريا – راديو الكل
كان الجيش السوري والذي ولدّ من رحم الثورة السورية ، إحدى العلامات الفارقة في عمر هذه الثورة ، لتكون البداية في شهر ابريل من العام 2011 ، حينما أعلن المقدم حسين هرموش ، انشقاقه عن جيش النظام ، ليشكل فيما بعد ما أطلق عليه اسم “لواء الضباط الأحرار”.
وتوالت فيما بعد عمليات الانشقاق عن صفوف قوات النظام ، من قبل الضباط والعسكريين ، الرافضين لجرائم هذا النظام ، وليتم الإعلان ما بين عامي 2011 و2012 عن تأسيس “الجيش السوري الحر”.
الجيش الحر يداً واحدة في وجه النظام:
راديو الكل ، وبمناسبة ذكرى الثورة ، التقى بعد من ضباط الجيش الحر ، لتكون البداية مع المقدم “أبو محمود” القائد العسكري في “جيش النصر” والذي أكد على ضرورة توحد الفصائل ونبذ الخلافات ، كما أكد على أن الثورة مستمرة رغم كل ما يواجهها من عقبات.
وعن الدور المطلوب من الجيش الحر في هذه المرحلة من عمر الثورة السورية ، أضاف “أبو محمود” بالقول:” إن النظام أدخل كل الميليشيات والمرتزقة الأجنبية المساندة له ، في حربه على الشعب السوري الثائر، كما أنه باع البلد للروس وللإيرانيين ، لذا يجب علينا كجيش حر ، أن نعمل بشكل مستمر وجاد ، وأن نكون يداً واحدة في وجه هذا النظام وأعوانه”.
وفي رد منه على سؤال حول مدى التنسيق ما بين الفصائل على الأرض وبين المعارضة السياسية في الخارج ، أجاب “أبو محمود” قائلاً:” نحن نؤمن بالمعركة لسياسية ، ونؤمن أيضاً بأنه يجب أن يكون لدينا حنكة سياسية ، ولكن هذه الحنكة يجب أن يقابلها وجود قوي على الأرض، والذي يتمثل بمدى التقدم الذي يحققه الجيش الحر على حساب قوات النظام والمرتزقة المساندة له”.
الجيش الحر وطاولة المفاوضات السياسية:
ولا يختلف كثيراً ما تحدث به قائد اللواء العاشر في جيش الاسلام “صهيب درباس” ، والذي بيّن أن الدور العسكري ، جزءُ لا يتجزأ عن الدور السياسي، والتواجد العسكري اليوم ضروري خاصة على طاولة المفاوضات، وأن أي عمل عسكري يسهم بشكل كبيرٍ جداً ، في رفع الصوت والتأكيد على المطالب ..
وطالب “درباس” بضرورة تكاتف الجهود ، من أجل الحفاظ على المناطق التي بيد الثوار ، كمناطق الغوطة الشرقية ودرعا ، وإعادة ترتيب الصفوف ، لمواجهة سياسة النظام الجديدة ، والمتمثلة بتهجير الأهالي قسراً من مدنهم وبلداتهم ، إضافة لمحاولاته المستمرة من أجل زعزعة النفوس ، وإحباط معنويات المقاتلين بشكل عام.
وحول نظرته إلى واقع الثورة الراهن ، والأهداف التي حقتها منذ انطلاقتها وحتى اليوم ، قال “درباس” إنه من المبكر جداً الحديث عن أهداف الثورة ، وماذا تحقق منها أو ماذا فشل، فالأمور تتغير بشكل يومي، وكذلك المعطيات ، ناهيك عن استمرار تآمر مختلف الدول على هذه الثورة “.
وتابع، بأن صمود الشعب السوري الحر على مدى هذه الأعوام من عمر الثورة ، هو الأمر الكافي لتحقيق أهداف الثورة السورية المنشودة، على حد تعبيره.
الجيش الحر أمل الثورة :
بدوره يرى قائد الفرقة 16 في الشمال السوري، ويدعى “أبو معتز” ، أن الجيش السوري الحر ، هو الأمل الوحيد لنصر هذه الثورة السورية، وأنه على الرغم من جميع الطعنات التي تلقاها “الحر ” خلال مراحل الثورة المختلفة ، إلا أن وقوف الشعب السوري الثائر إلى جانبه ، زاد من عزيمته وإصراره، وصموده.
وأشار “أبو معتز” إلى أن قلة الدعم الممنوح لمقاتلي الجيش الحر ، هو من أبرز المعوقات والتحديات التي تواجهه ، لافتاً أن الجيش الحر ومنذ البداية ، كان يطالب بتزويده بمضادات طيران ، للوقوف في وجه قصف طيران النظام الحربي والمروحي ، إلا أن مطلبه هذا لم يلقَ أي آذانٍ صاغية ، رغم وجود ما يسمى أصدقاء الشعب السوري ، ووجود المجتمع الدولي ، والذي يرتكب النظام جرائمه ، على مرأى ومسمع منه.
ولفت “أبو معتز” إلى أن الأولويات الموضوعة اليوم أمام الجيش الحر ، هي حماية الأهالي في المناطق المحررة ، وفي المخيمات ، بالإضافة للسعي بشكل كبير جداً لتحرير ما تبقى من الأراضي السورية من يد النظام ومرتزقته، مشدداً على ضرورة التوحد ضمن كتلة واحدة ، لنصرة القضية السورية ، كون هذه المرحلة من المراحل الحاسمة في عمر الثورة السورية، على حد وصفه