في الذكرى السادسة لانطلاقتها.. “درعا” لاتزال مهد الثورة السورية

أحمد زكريا – راديو الكل

لم يكن يوم الثامن عشر من أذار عام 2011، كغيره من الأيام ، بالنسبة لأهالي درعا جنوب البلاد، لتصدح الحناجر وقتها مطالبة بالحرية وإسقاط النظام، ولتمتد  شرارة تلك الأحداث إلى غيرها من المدن والبلدات السورية.

وبدأت حكاية مدينة درعا مع الثورة ، بتاريخ السابع عشر من شهر شباط ، يوم كتب أطفال درعا، عبارات مناوئة للنظام وكان أبرزها “إجاك الدور يا دكتور” بالتزامن  مع الأحداث التي كانت تجري  في مصر وتونس وليبيا ، والتي أطلق عليها ثورات الربيع العربي.

يقول الناشط الاعلامي “أحمد المسالمة” :” بعد أن كتب أطفال درعا عبارات مناهضة للنظام ، وكان وقتها عدد الأطفال 15، ليقوم النظام بعد ذلك بشن حملات دهم واعتقالات ، طالت هؤلاء الأطفال ، ولتمارس بحقهم أبشع أساليب التعذيب، وليستمر النظام باعتقالهم ، على الرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الأهالي ، لإطلاق سراحهم ، إلا أن كل تلك المحاولات لم تفلح ، لتكون تلك بداية النهاية”.

وتابع “المسالمة”، بدأت الشرارة تنطلق من مساجد مدينة درعا ، وبدأت المظاهرات تنطلق من مسجدي “الحمزة” والعباس” ، باتجاه ساحة  ومسجد “العمري” ، والذي أصبح رمزاً تلتقي جموع المتظاهرين عنده، ويهتفوا بعبارات  تطالب بالحرية والكرامة، فقابلتهم قوات النظام بإطلاق الرصاص الحي، لترتفع بعدها الأصوات مطالبةً بإسقاط النظام “.

كان من أوائل الشهداء الذين سقطوا على يد قوات النظام ، حسب “المسالمة” هما الشهيدين” أكرم الجوابرة والشهيد حسام عياش” حيث تم اطلاق النار عليهم  عند طلعة “الكرك” باتجاه مدينة” درعا”، فكانت تلك شرارة أخرى ، أوقدت نار الغضب في قلوب المتظاهرين.

وتابعت قوات النظام ، استهدافها للمدنييّن العزّل في مدينة درعا وأحيائها الثائرة ، لكنها لم تكتف بهذا القدر من البطش والتنكيل ، بل شنت وفي منتصف شهر نيسان ، حملة ً عسكريةً استمرت لمدة أسبوع ، كانت  هي الأعنف ، حسب وصف “المسالمة” ، لتغدو مدينة درعا بمعزل عن العالم الخارجي ، بعد أن قطعت قوات النظام كل الطرق المؤدية إليها ، وفرضت حظراً للتجوال على سكانها .

ومع تسارع الأحداث في مدينة درعا، لم يقف أهالي الريف مكتوفي الأيدي ، لينتفضوا ملبيين النداء، ولتبدأ المظاهرات المطالبة  بالحرية ، وبفك الحصار عن مدينة درعا.

وفي هذا السياق يقول “المسالمة”، إن قوات النظام ومع نهاية شهر نيسان ، ارتكبت أبشع مجزرة في بلدة “صيدا” بريف درعا ، راح ضحيتها العشرات من المدنيين ، كما أنها لم تكتف بذلك ، بل بدأت بصبِّ جام غضبها على مختلف أرياف مدينة درعا”.

واستمرت قوات النظام ، بحسب “المسالمة” بحملات الاعتقالات ، لتطال الأطفال من جديد ، حيث عمد النظام إلى اعتقال الطفل “حمزة الخطيب” ليتم تسليمه جثة هامدةً لأهله ، وكان هذا الأمر أيضاً من العوامل التي أججت نار الثورة في  محافظة درعا .

ومع نهاية الشهر الثامن من العام 2011، بدأت ملامح العسكرة في مناطق درعا وريفها ، وليشكل عدد من الشباب المنشقين عن صفوف قوات النظام ، مجموعات لحماية المظاهرات والمتظاهرين من غدر  قوات أمن  النظام ، لتكون تلك البدايات نحو تشكيل الجيش الحر في جنوب البلاد، على حد قول “المسالمة”.

وفي ردّ منه على سؤال ، حول مصير الأطفال ال15، الذين كانوا سبباً في إشعال الثورة في مدينة درعا ، أجاب “المسالمة”:” هؤلاء الأطفال منهم من يحمل السلاح، ومنهم من يشرف على العمل الثوري، ومنهم من اختفت اخباره” مؤكداً في الوقت ذاته ، أن  قلوب هؤلاء الأطفال ماتزال متعلقة بهذه الثورة والتي انطلقت من مدينتهم درعا “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى