في ذكرى الثورة السورية.. كيف انتفض أهالي الرقة نصرةً للمدن الثائرة

أحمد زكريا – راديو الكل

لم تكن  مدينة الرقة ، بمعزل عن غيرها من المدن الثائرة ، والتي لبت  نداء المتظاهرين في مدن درعا ودمشق وحمص ، لينطلق سكانها بمظاهرات منددة بالممارسات التي ارتكبت بحق أطفال درعا ، الذين خطّوا بأناملهم شعارات ضد نظام الأسد.

وعن بدايات الثورة السورية في مدينة الرقة ، يقول الصحفي “عبد اللطيف الجاسم”: “إن الرقة كانت على موعد مع الثورة ، كون كل المؤشرات كانت توحي بذلك الأمر ، لتكون البداية مع نهاية شهر أذار من العام 2011 ، لينتفض الأهالي بمختلف شرائحهم ، من الطلبة الجامعيين ومن المحاميين ومن المثقفين ، إضافة لكثيرين، من الذين هتفوا للحرية وإسقاط النظام”.

ويرى “الجاسم” أنه وعلى الرغم من خروج المظاهرات من مساجد المدينة بعد صلاة الجمعة ، إلا أن ذلك ليس له علاقة بالمسألة الدينية ، إنما هو بسبب منع النظام  للمدنيين من الوصول إلى الساحات العامة ، كون ذلك الأمر يشكل ضغطاً كبيراً عليه وعلى قواته الأمنية ، والتي بدأ بنشرها على مختلف تلك الساحات العامة، على حد تعبيره.

وبحسب “الجاسم” فإن سطوة النظام وممارساته ، بدأت تظهر بشكل جليّ، بعد قيام قوات أمن النظام بحملات دهم واعتقالات طالت مختلف الشرائح المتواجدة في المدينة “.

وعن المراحل التي مرّت بها الثورة السورية في مدينة الرقة ، أوضح “الجاسم” بأن أولى الملامح بدأت بتشكيل بعض الشبان لفصائل عسكرية ، وكانت منطقة “سلوك” بريف الرقة ، نقطة انطلاق تلك الفصائل العسكرية ، والتي  بدأت تتجمع وشكلت ما يسمى “كتيبة القادسية” ، ومن ثم تم تشكيل ما أطلق عليه اسم “أمناء الرقة” وهو أول فصيل مدني من حيث التسمية ومن حيث الأشخاص.

وفي هذا السياق يقول “الجاسم” بأن ثورة الجيش الحر والثورة المدنية ، من قبل بعض الفصائل “المتأسلمة” والتي دخلت بأسماء وشعارات دينية ، وهنا بدأت الضبابية الهائلة في مدينة الرقة” على حد وصفه.

وتحدث “الجاسم” كيف تسارعت الأحداث ، وكيف  وضع  فصيل “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” أيديهم على مقدرات الاقتصاد في مدينة الرقة ، وحصرُ كل مقومات المدينة بين أيديهم، مضيفاً بأن الفترة التي سبقت ظهور تنظيم داعش ، شهدت انقسامات كبيرة في صفوف جبهة النصرة ، واحرار الشام ، ليبدأ هنا “تنظيم داعش” بالظهور.

وختم “الجاسم” بالقول:” إن الثورة السورية ستنتصر ، وأن هناك إيمان حقيقي عند الناس المتواجدين في الداخل السوري ، بأن الثورة السورية ليست ضعيفة ، وأنها من خلال ناسها البسطاء ، سوف تبقى الثورة السورية مستمرة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى