ماذا قال محللون سياسيون في الذكرى السادسة للثورة السورية؟
أحمد زكريا – راديو الكل
لا يختلف الدور السياسي عن غيره من الأدوار، إن كانت عسكرية أو مدنية ، خلال مراحل الثورة السورية المتلاحقة، ويرى كثيرُ من المحللين السياسيين، أن الثورة السورية حققت الكثير من المكاسب على مختلف الأصعدة ، كما أنها فضحت العديد من المتآمرين عليها، وفق وصفهم .
مكاسب الثورة لا تعد ولا تحصى:
وفي هذا السياق ، يقول الدكتور “أسامة الملوحي” المحلل السياسي و رئيس هيئة الانقاذ السورية:” إن مكاسب الثورة السورية لا تعد ولا تحصى ، فعلى الصعيد العسكري ، تمكنت الثورة من هزم بشار الأسد وزبانيته وكل الميليشيات المساندة له ، لتأتي روسيا وتقول بوضوح “لولا تدخلنا لسقط النظام في أسبوعين”.
وأضاف ، بأن كل الأطراف التي اجتمعت على الثورة السورية ، تستعجل اليوم لإنهاء الأمر بمفاوضات وصفها ب”مفاوضات استسلام” ، لافتاً الانتباه إلى أن الأطراف التي تفاوض باسم الثورة ، هي أطراف لا تمثلها ، لأنها تعطي المزيد من الوقت للعدو والذي هو “روسيا” ، كما أنهم جعلوه طرفاً ضامناً ، مع العلم أنه هو من رجّح المعادلة ضد الثورة السورية، على حد قوله.
وعن الدور المطلوب اليوم على الصعيد الساسي لدعم الثورة السورية ، قال “الملوحي” إنه “علينا أن نصمد عسكرياً ، لأن ما يدور في بال روسيا وإيران والنظام، هو موضوع الحسم العسكري ضد الثورة ، لذا علينا فعل أي شيء في سبيل أن نصمد في وجه تلك الأطراف، وبعد ها سندخل بمفاوضات سياسية ، تكون فيها الورقة العسكرية واضحة وقوية، نضعها على الطاولة “.
وتابع في ذات السياق بالقول:” بعد ذلك ، نطالب بحل سياسي فيه فقط رحيل الأسد والمجرمين التابعين له، وأي تسوية بعد ذلك سنكون مرنيّين فيها ، ولكن لن نتفاوض مع الأسد ، بل مع روسيا التي تقف وراء الأسد ، والتي باتت بيدها زمام القيادة” حسب وصفه.
المطلوب قيادة سياسية وعسكرية واحدة:
من جهته، يرى المحلل السياسي “حسام النجار” أن الثورة السورية ، مرّت بانعطافات خطيرة جداً ، وكان التدخل الخارجي سبباً في بعض النكسات التي طالتها، مشيراً إلى أن من تلك الانعطافات ، هو دخول تنظيم داعش ، إضافة للميليشيات الايرانية ، وآخرها كان التدخل الروسي.
وتابع “النجار” قائلاً: “إن دخول داعش أثرّ بشكل سلبي على الثورة السورية ، كونه كان بالإمكان قبل ظهوره ، السيطرة على سوريا بشكل كامل ، والعودة بها إلى قائمة الحرية ، ولكن عندما دخلت إلى مدن “الرقة ودير الزور”، وغيرها من بعض المناطق ، ساهمت في تشكيل انعطافة خطيرة في مجال الثورة”.
وأضاف، أنه من الناحية الثانية ، فإن دخول الميليشيات الايرانية والتي تجمعت في مدن” القصير وتلكلخ والزبداني” ، أدت لإنعطافة خطيرة أخرى ، لأنهم كانوا يريدون لهذه الثورة أن “توأد ” بشكل كامل، كما أن التدخل الروسي في عام 2015 ، كان له الأثر السلبي على تلك الثورة السورية، وفق تعبيره.
وشددّ “النجار” على أن الثورة سوف تنتصر ، وأن انتصارها سيكون مدّوياً في كل أرجاء العالم ، على الرغم من وقوف كل الدول ضدّها، مطالباً في الوقت ذاته ، بضرورة التوحد خلف قيادة عسكرية واحدة ، وخلف قيادة سياسية واحدة ، كون وحدة الكلمة والصف ، هو الأساس في أي تنظيم أو كتلة سياسية أو عسكرية، على حد قوله.