في عيد الأم.. “الأمهات السوريات” حكاية صمود وتضحية

مي الحمصي – راديو الكل

يطلُ عيد الأم على سوريا هذا العام، حاملًا معه باقة من الدموع وكثيرٌ من الألم، فللعام السابع على التوالي يستمرُ نزيفُ الدماء السورية، تاركًا خلفه آلاف الأمهات الثكالى بأبنائهن، منهم من قضى على يد قوات النظام وحلفائه ومنهم من اعتقل في المعتقلات ومن أصيب بحالات بتر، ومن الأمهات من فارقن أطفالهن، بسبب ظروف التهجير القسري أو الحصار أو من غُيبنَ في عتمة المعتقلات، ومنهنَّ من تتجرع خلال هذا اليوم مرارة الاعتقال مع أطفالها، فحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان فقد بلغ عدد الأمهات المُعتقلات والمختفيات قسريًا منذ بداية الثورة مع أطفالهن 193 امرأة.

وبهذه المناسبة وجّه عدد من المدنيين في الداخل السوري التهاني للأمهات بمناسبة عيد الأم، وذلك خلال استطلاع أجراه راديو الكل، متمنين لهن السعادة بالنصر وانتهاء الحرب في سوريا.

فيما نقلت بعض الأمهات بمناسبة هذا اليوم صورًا عن معاناتهن اليومية في ظل الظروف التي تعيشها سوريا، حيث فقد عدد كبير من النساء أزواجهن، فأصبحنّ هنَّ الأبَ والأم في الوقت ذاته، عدا عن خوفهن الدائم على أطفالهن من الوضع الأمني المتردي وأهوال القصف.

“أم عمر” والدة أحد الشبان الذين قضوا في معارك فك الحصار عن مدينة حلب خلال عام 2016، تقدمت بالشكر والتهنئة لكل الأمهات السوريات اللواتي ضحين في سبيل تحرير سوريا، مستذكرة دور الأم السورية في الثورة التي حمست أبنائها ودفعتهن للمشاركة بدور فعال.

وتابعت في حديثها عن مقتل ابنها في معارك فك الحصار عن حلب، قائلة: “كان قلبي باردا عندما تلقيت خبر مقتل ابني على الجبهات ولست نادمة أبدا على مشاركته في الثورة، فهو قضاء الله نفد علينا كما غيرنا، وأنا فخورة به”.

وعن معاناتها خلال فترة اعتقال ابنتها، تقول أم عمر: “تعذبت كثيرًا لدرجة أني لم أستطع النوم ليلًا، وكنت أذهب إلى أي مكان لأسأل عنها”.

يُشار إلى أن المرأة السورية شاركت بدور فعال في الثورة التي انطلقت في شهر آذار من عام 2011 وكما كل السوريين عانت من ممارسات نظام الأسد فبلغ عدد القتلى من النساء نحو 23500 امرأة حسب احصائيات الشبكة السورية لحقوق الانسان، فيما لا يزال قرابة الـ 7500 امرأة قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى