غضب وحزن في الزبداني ومضايا مع وصول الحافلات إليهما للبدء بتنفيذ اتفاق المناطق الأربع

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

وصلت قرابة 80 حافلة إلى مشارف بلدة مضايا في ريف دمشق صباح اليوم الأربعاء، لإجلاء 2200 مدني ومقاتل من أهالي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قبل نظام الأسد وميليشيا حزب الله، في إطار البدء بتنفيذ اتفاق المناطق الأربع، أو ما يعرف بـ “اتفاق الدوحة”، والذي تم التوصل إليه بين جيش الفتح من جهة؛ وميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى.

وأفاد الناشط المدني “حسام محمود” من بلدة مضايا، بأنه سيتم إخلاء كامل مدينة الزبداني، فيما سيتم ترحيل من يرغب من سكان بلدة مضايا وأهالي الزبداني المهجّرين إليها، باستثناء القيادات العسكرية والناشطين الإعلاميين وأعضاء الهيئة الطبية، الذين لا يملكون خيار البقاء في البلدة.

وبحسب تقديرات “محمود”؛ فإن ربع سكان المنطقة سيتم تهجيرهم، وفق الأسماء التي تم تسجيلها لدى المجلس المحلي في مضايا والمندوبين عن مدينة الزبداني، على أن تكون الأولوية للجرحى والمصابين، مقابل إخراج  8000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة آخر معاقل النظام في محافظة إدلب، لافتاً إلى أن العملية ستبدأ مساء اليوم تزامناً مع تنفيذها في كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل جيش الفتح.

وبموجب الاتفاق تم صباح اليوم الأربعاء؛ تنفيذ إحدى بنوده المتعلقة بتبادل للأسرى والجثث بين الطرفين، إذ سلّم جيش الفتح 9 جثث من ميليشيا حزب الله، مقابل إطلاق الأخير سراح 13 أسيراً من جيش الفتح، كما ويشمل الاتفاق إخراج 1500 من معتقلي مدينة الزبداني لدى النظام، من بينهم 600 امرأة، مقابل خروج الدفعة الثانية من سكان كفريا والفوعة، فيما لم يتم قبول جميع أسماء أهالي الزبداني المتواجدين في لبنان والراغبين بالخروج، باستثناء بعض الحالات المرضية الحرجة وأرامل الشهداء، بحسب “محمود”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل؛ إلى عدم وجود ضمانات حقيقية للمدنيين الذين فضّلوا البقاء في بلدة مضايا على التهجير.

وعن المزاج العام ومشهد المنطقة قبيل ساعات من رحيل سكانها عنها؛ وصف “محمود” الوضع بالهستيري، وبأن مشاعر الأهالي تتخبط بين الحزن والغضب والصدمة، وبأن الطقس حتى تعاطف مع مأساتهم ومعاناتهم، فكان غائماً كئيباً لا شمس فيه على حد تعبيره، آسفاً بأن يكون التهجير مصير الزبداني ومضايا التي كانت من أوائل المدن التي ثارت ضد النظام قبل ست سنوات، وتحمّل أهلها عامين متواصلين من الحصار الخانق إيماناً بقضيتهم العادلة، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر، إما الموت والجوع الذي يحصد كل يوم المزيد من الأرواح أو الخلاص بأرواحهم وأبنائهم، من خلال اتفاق لم يكن لهم رأي فيه.

جدير بالذكر أن عملية تنفيذ اتفاق المناطق الأربع؛ تأتي بعد تأجيلات منذ الإعلان الأول لتنفيذ أولى مراحله في الرابع من شهر نيسان/أبريل الجاري، نتيجة رفض عدة أطراف معارضة سياسية وعسكرية وبعض سكان المناطق المشمولة بالاتفاق لعملية التهجير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى