نزوح أهالي ريف حماه الجنوبي إلى “الحولة”.. ومخاوف من مضايا جديدة بالمدينة

منذ أكثر من أسبوع بدأت قوات النظام عملية عسكرية للسيطرة على كل من قرى طلف وحر بنفسه وديرفريديس والتي كانت مهادنة للنظام، في محاولة من الأخير إحكام السيطرة على ريف حمص الشمالي و إطباق الحصار عليه.

هذه الحملة أدت إلى نزوح الأهالي بما عليهم من ملابس ليهيموا على وجوههم في الطرق الزراعية وسط الليل والضباب الكثيف الذي ما أن انقشع حتى داهمهم المطر ليزيد وحولة الدرب، لتحط بهم الرحال في مدينة الحولة حيث قام الأهالي هناك بإستقبال النازحين في منازلهم، حيث وصل عدد الأفراد في بعض البيوت لقرابة 70 شخصاً.

ويعيش في مدينة الحولة حوالي 70 ألف نسمة موزعين على 9 قرى و يشكل النساء والأطفال 70% من تعدادهم، وترزح المدينة تحت حصار مستمر من قبل قوات النظام منذ أكثر من عامين، حيث يمنع إدخال كافة أنواع المواد الغذائية والإغاثية والأدوية، وأن حصل ذلك يتم عن طريق دفع رشاوي لحواجز النظام التي تحاصر الريف الشمالي، وهو ما تسبب بإرتفاع الأسعار بشكل كبير ما يزيد من صعوبة الأوضاع المعيشية.

كل ذلك يتزامن مع ضعف قدرة المجلس المحلي والمنظمات الإغاثية بالقيام بمهامها، ما دفع عدد من نشطاء الحولة بإطلاق حملة إعلامية باسم “الحولة مأساة النزوح والحصار”، للفت الانتباه وإظهار حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون كل يوم.

وفي هذا الصدد أشار الناشط الإعلامي ميسرة الحيلاوي، إلى معاناة أهالي ريف حماه الجنوبي أثناء نزوحهم إلى مدينة الحولة، حيث قطعوا طرقات زراعية موحلة تبلغ أكثر من 7 كم سيراً على الأقدام وسط جو ساده الضباب، مؤكداً نزوح حوالي 12 ألف مدنياً حيث تم استقبالهم في المنازل أو في مراكز بسيطة.

وأوضح الحيلاوي لراديو الكل إلى حاجة الحولة المحاصرة منذ اكثر من سنتين للمواد الغذائية والطبية والإغاثية تحديداً مع قدوم نازحي ريف حماه الجنوبي، حيث تخلو من مادة حليب الأطفال ليستعان بحليب الأبقار، كما أن مادة المازوت تكاد شبه مقطوعة، والخبز بين اللحظة والثانية مهدد بالنفاذ حاله حال الطحين.

وبيّن على تقديم بعض الجمعيات مادة الحطب لنازحي ريف حماه وسلل غذائية مستعجلة وملابس شتوية، كما تم توجيه نداءات لأهالي الحولة من الدفاع المدني والمجالس المحلية لتقديم الألبسة، حيث تم تلبية 90% من حاجة النازحين بخصوص الملابس.

بدوره أشار الناشط الإغاثي سامر الحمصي لراديو الكل، إلى تفاقم أزمة الحولة مع وفود نازحي ريف حماه إليها، حيث تم تشكيل غرفة أزمة عن طريق المنظمات داخل المدينة لإحتواء النازحين في المنازل أو تجهيز بعض المساكن الجماعية، كما تم تقديم الأغطية والفرش وسلة إسعافية صغيرة لا تكفِ لمدة 5 أيام.

وأكد الحمصي على حاجة الحولة لمادة حليب الأطفال المفقودة والتي يبلغ ثمنها1900 ليرة سوريا في حال تواجدها، كما يبلغ سعر لتر المازوت 500 ليرة وإسطوانة الغاز 12 ألف أيضاَ في حال تواجدهما أيضاً، وسط انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، ما يشكل خطر على سكان الحولة والنازحين إليها مؤخراً، مضيفاً أن الحولة مهددة لكي ترتقي الكارثة فيها إلى مضايا ثانية.

من جانبه لفت عبد العليم أبو جعفر رئيس المجلس المحلي الثوري الموحد في الحولة، إلى تجاوز عدد العوائل التي نزحت من الريف الحموي إلى الحولة 1300 عائلة في ظل وضع مزري تعاني منه الحولة بسبب الحصار والقصف.

وأكد “أبو جعفر” لردايو الكل أن خدمات المجالس المحلية بسيطة جداً ولا تفِ بالغرض، كما أن الجمعيات ليس لديها الشيء الكبير لتلبية احتياجات النازحين، مشيراً إلى أن المساعدات التي قدمت للنازحين من أهالي الحولة، وسط حاجة المدينة للغذاء والوقود ووسائل التدفئة واللباس.

وبيّن على تقديم مجلس المحافظة 5 آلاف دولار لنازحي الريف الحموي والتي لم تغطِ أكثر من 5% من حاجتهم، حيث تم توزيع سلل غذائية على حوالي 200 عيلة عن طريق هذا المبلغ، لافتاً إلى التواصل مع عدة جهات دون الحصول على أي دعم أو رد حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى