لاجئون سوريون بلبنان يلتحفون “المأساة” بعد انحسار العاصفة

لم تكد تنحسر العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان مطلع الأسبوع الجاري، لتتكشف من جديد الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون السوريون في مخيماتهم البلاستيكية، في مناطق البقاع اللبناني (شرق) المعروف ببرودته الشديدة وصقيعه القاسي في فصل الشتاء.
أمطار غزيرة، وتساقط كثيف للثلوج في بعض المناطق البقاعية المجاورة للحدود السورية، أدت إلى غرق بعض مخيمات اللاجئين، وهدم بعض الخيام، بفعل تراكم الثلوج فوقها، في حين لم يجد المقيمون في العراء، إلا الحطب من أجل التدفئة، مع قلة المواد المخصصة لذلك.
هنا في أحد مخيمات بلدة “مجدل عنجر” في البقاع، والذي يقطنه حوالي 300 شخص، يختصر المشهدُ الحالةَ المتردية التي تشترك فيها كل مخيمات النازحين السوريين في المنطقة.فترى الوحول قد تراكمت بين الخيم البلاستيكية المفتقدة لأدنى شروط الحياة الكريمة، والنساء يسعين هنا وهناك، بحثاً عن الحطب البديل الوحيد لمادة المازوت الضرورية للتدفئة في مثل هذه الظروف الطبيعية الصعبة.
أحمد الحسين، أحد النازحين، والمسؤول عن لجنة المخيم، قال للأناضول إن “المعاناة شديدة، بسبب البرد القارس، وتساقط الأمطار والثلوج”، مشيراً إلى أن “الحاجة كبيرة لحليب الأطفال، ومادة المازوت من أجل التدفئة واللباس والغذاء”.
وأضاف الحسين أن “هناك عدداً من الجمعيات الخيرية تقدم بعض المساعدات، ولكن على الرغم من هذه الجهود فإن حاجاتنا أكبر، خاصة مع عدم السماح لنا بالعمل”، مستطرداً في هذا السياق “أنا كتبت تعهداً خطياً لدى كاتب العدل بعدم مزاولة أي عمل في لبنان”.
أما مزهودة مولية، النازحة من محافظة حمص، والتي تعيش في خيمة صغيرة هي وزوجها المريض، وابنها وابنتها، فاشتكت “سوء الأوضاع في ظل البرد القارس الذي يضرب المنطقة”، مشيرة إلى أن عائلتها “لا تتلقى أية مساعدات من الأمم المتحدة منذ 5 أشهر”.
ولفتت الى أنها لم تجد من وسيلة للتدفئة “إلا شراء الحطب، وتجميعه من هنا وهناك”، قائلة: “ما نطلبه هو أن نعود إلى بلادنا في أقرب وقت”، معربة عن شكرها للجمعيات الخيرية التي تقدم ما بوسعها من مساعدات للاجئين.
ومن هذه الجمعيات التي تقدم العون للاجئين، “الاتحاد الإسلامي”، التي قال ممثلها في البلدة، حيان صالح، للأناضول إن “الجمعيات الإغاثية تركز عملها في فصل الشتاء في مختلف مناطق البقاع، معتمدة على المساعدات والأموال التي تأتيها من الخارج أو الداخل، لتحولها إلى مواد غذائية، ومواد تدفئة وتوزيعها على المخيمات الأكثر حاجة”.
وأوضح صالح أن كل هذه الحلول، هي “حلول جزئية”، مشيراً إلى أن “الحل الكامل يكون ببناء مراكز منظمة تستقبل هؤلاء اللاجئين، كما هو الحال في تركيا، بدل تركهم في هذه الظروف الطبيعية الصعبة، بين الوحول والثلوج والفيضانات والعواصف”.
وسيطرت الأجواء الباردة على مختلف المناطق اللبنانية منذ هبوب العاصفة الأخيرة التي حملت اسم “تلاسا”، وتساقطت الثلوج بكثافة في المناطق الجبلية والبقاع اللبناني شرقاً، ما أدى إلى قطع معظم الطرقات الجبلية على ارتفاع 800 متر وما فوق.
وانحسرت العاصفة أمس الثلاثاء، حيث توقفت الرياح القوية، وتساقط الثلوج.
يشار إلى أن أكثر من مليون و200 ألف نازح سوري، يتواجدون على الأراضي اللبنانية، غالبيتهم يعيشون في مخيمات عشوائية في مناطق ريفية وجبلية، في مختلف أنحاء البلاد، التي تعاني هي أصلا من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية عديدة.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى