بالتزامن مع تقدمه شمال حلب.. النظام يفتح معارك الجبهة الجنوبية

عادت جبهة الجنوب السوري مرة أخرى للاشتعال بعد فترة هدوء نسبي بالتزامن مع غليان جبهة الشمال، وتحديداً مدينة حلب ودخول الطيران الروسي إلى المعركة بشكل رسمي ومساندته لقوات النظام واتباعه سياسة الأرض المحروقة مما ساهم في تقدم النظام على جبهتى الشمال والجنوب، حيث سيطر قبل أكثر من أسبوع على مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية وبالأمس على بلدة عتمان أيضاً.

 

وبالعودة إلى خريطة الجنوب السوري، حيث تتقاسم قوات النظام والثوار السيطرة على محافظة درعا، فقوات النظام تسيطر على مركز مدينة درعا ومدينة الصنمين وازرع وبلدات المسمية وغباغب ومحجة وقرفا، إضافة إلى الطريق الدولي “درعاـ دمشق” وصولاً إلى الحدود الإدارية مع ريف دمشق، في حين يسيطر الثوار على الحدود الإدارية لمحافظات درعا (السويداء شرقا والقنيطرة والجولان المحتل غربا، إضافة إلى المعبرين الحدوديين مع الأردن) فضلا عن سيطرتهم على مدن هامة كإنخل ونوى وبصرى الشام.

 

النظام اختار مدينة الشيخ مسكين كخطوة أولى وضرورية إذا ما أراد تغيير الواقع الميداني في المحافظة، فللمدينة أهمية كبيرة إذ تقع في قلب المحافظة وليس على أطرافها، وتشكل عقدة مواصلات بين درعا المدينة في الجنوب وريف دمشق في شمال المحافظة، ويمر فيها طريق “دمشق-درعا” القديم، كما تشكل نقطة وصل بين محافظة السويداء شرقا والقنيطرة غربا.

 

وفي هذا الصدد قال اللواء الدكتور “فايز الدويري” الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التحول على الجغرافية السورية جاء بناء على الإستراتيجية الروسية، منوهاً إلى وجود حدود لقدرة المعارضة الوطنية بمختلف أطيافها على الصمود، حيث يوجد مقومات للصمود منها داخلي كتوحيد الجهود وإنشاء غرف العمليات، أو من خلال البعد الخارجي بدعم المعارضة بمتطلبات الصمود من أسلحة وإمداد.

وأضاف “الدويري” لراديو الكل، إنه وبعد مرور 4 أشهر على الغارات الروسية في سوريا، أبدت المعارضة قدرة على الصمود لكنها بقيت محدودة في ظل حملة جوية عنيفة ووجود حوالي 40 فصيل شيعي يدعموا النظام كذلك مستشارين روس يشرفوا على المعارك البرية.

 

ولفت إلى إلى أن التحول بداية في ريف اللاذقية الشمالي ومن ثم بأرياف حلب الشمالي ودرعا والقنيطرة، سيكون متبوع بتحولات آخرى في إدلب وريف حمص الشرقي، في حال عدم وجود وقفة جادة من أصدقاء الشعب السوري بتقديم الأسلحة للمعارضة وأهمها أسلحة الدفاع الجوي والمقاومة للدبابات.

 

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الهجمة الروسية تمثل استراتيجية معينة لإدارة الصراع في سوريا إذ تتلخص بـ 3 مراحل، مرحلة أولى تتمثل بإنشاء سوريا المفيدة التي تمتد من جبلي الأكراد والتركمان وتنتهي بدمشق ويكون إحداث “كنتون” علوي قابل للحياة جزء من هذه المرحلة، الخطوة الثانية تتمثل في السيطرة على المناطق الحيوية المحيطة متمثلة بحلب وإدلب وريف حمص الشرقي وريفي درعا والقنيطرة”، أما المرحلة الثالثة والتي توقع “الدويري” عدم حدوثها هي عندما تصبح سوريا مقسمة بين النظام وتنظيم داعش.

 

وأكد اللواء على ضرورة إعادة تأهيل ودعم المعارضة الوطنية لكي لا يمر أي من المشاريع الثلاث، لافتاً إلى أن من أحد مشاكل الثورة هو تشرذم الفصائل وتعددها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى