هل ستستأنف المفاوضات بين المعارضة والنظام نهاية الشهر الجاري؟

في وقت أُعلن فيه تعليق محادثات جنيف بين المعارضة السورية والنظام حتى الخامس والعشرين من شهر شباط فبراير القادم، لعدم جاهزية الاطراف لهذه المفاوضات كما جاء في تصريحات المعبوث الدولي “دي ميستورا ” والذي أكد قبل أيام في مجلس الأمن علانية أن وحشية النظام بدعم روسي والهجمات التي شنها على حلب هي من عطلت المفاوضات، وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية الامريكي “جون كيري” الذي أكد أيضاً أن بلاده تجري حالياً تفاهمات مع روسيا حول وقف اطلاق النار، صرّح وزير خارجية النظام “وليد المعلم” أن حكومته لن تذهب إلى حوار سوري- سوري بوجود شروط مسبقة و أنها لن تنفذ شروط مسبقة لأي جهة كانت”.

المعلم، قال: “إذا كان الحوار سيعقد على هذه الاسس نرحب به، ولا نعترف إلا بما ينتج عن الحوار السوري -السوري وبتوافق سوري- سوري”، معتبرا ان “كل ما يتحدث عن ضمانات والحصول على ضمانات من دول معينة هذا الكلام يعنيه وهو واهم”.

كما اعتبر “المعلم “في تعليقه عن استعداد السعودية للمشاركة في قوات برية في سوريا أن” أي تدخل بري في الاراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان والعدوان يرتب مقاومته من كل سوري”.

وتأتي تصريحات وزير خارجية النظام بظل عمليات قوات النظام على الأرض التي تشنها بدعم روسي مكثف على ريف حلب الشمالي أدى إلى ارتكاب مجازرة كبيرة وإلى نزوح عشرات الآلاف، حيث أكد أيضاً أن أي عملية سياسية لا يمكن ان تتم إلا بظل السيطرة على الحدود البرية والمعابر مع الدول المجاورة في  إشارة منه لتقدم قوات النظام في ريف حلب الشمالي ومحاولة حصار مناطق سيطر ةالمعارضة في حلب وريفها، إضافة إلى التقدم جنوباً في ريف درعا.

إلا أن المعارضة السورية كانت قد استبقت تصريحات ” المعلم” وأكدت على لسان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات ” رياض حجاب”، في مؤتمر صحفي عقب تعليق المحادثات، أنها لن تعود إلى جنيف قبل التأكد من تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الإنسانية، وهذا ما يعقد المشهد بظل الحديث اليوم عن عمليات برية تشارك فيها قوات عربية  لكن ضد تنظيم داعش، دون النظام،و في وقت تحاول فيه فصائل الثورة استجماع قواها واسترداد النقاط التي خسرتها في حلب.

وفي هذا المحور قال الكاتب والسياسي السوري “فواز تللو”، أن الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة “باراك أوباما” عملت من وراء الستار وعن طريق المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” على نسف المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام.

واستبعد “تللو” في حوار لراديو الكل، استئناف المفاوضات لأن الظروف غير مهيئة لذلك، وسط إصرار المعارضة على الشروط الإنسانية، مضيفاً ليس هناك أية نية سياسية حقيقية على الأرض لفرض حل سياسي مقبول في سوريا، مؤكداً أن كل ما يحدث الآن من مفاوضات ومقاربات وتصريحات هي محاولات لإسقاط الثورة وتركيعها واستسلام غير مشروط.

ولفت إلى محاولة الإدارة الأمريكية إضعاف الثورة قدر المستطاع عن طريق التركيز سياسياً على قضية الإرهاب بأنها الكارثة الأساسية، تلافياً لدعم المعارضة وللتحدث بوجود طرفين فقط على الأرض هما نظام الأسد وتنظيم داعش، مؤكداً أن “أوباما” يريد سحق الثورة قبيل تركه البيت الأبيض نهاية العام الجاري.

وأوضح “تللو” أن أميركا لم تدعم الثورة السورية كما أنها عملت على تعطيل تسليح المعارضة من قبل حلفاء الشعب السوري، داعياً المعارضة السياسية التمسك بشروطها، مؤكداً على ضرورة إنشاء مجلس قيادة ثورة حقيقي على الأرض يضم كل القوى العسكرية، بحيث تندمج كل قوة عسكرية مع بعضها في كل منطقة وتحارب وفق رؤية واحدة، لينبثق عنها فيما بعد مكتب سياسي يحل مكان المعارضة المنبقة عن مؤتمر الرياض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى