النظام يستعين بالمشعوذين لكسر الدولار إلى 100 ليرة… والبارودي يعتبرها أكذوبة كبيرة

راديو الكل ـ خاص

تذكرنا توقعات مايك فغالي، والتي تنبأ فيها بانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى عتبة الـ100 ليرة خلال العام الجاري، بالوعود التي كان قدري جميل قد أطلقها عندما كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، والتي تضمنت خفض سعر صرف الدولار إلى حدود 100 ليرة عندما لم يكن قد تجاوز الـ 200 ليرة…ومضت الأيام وعوضاً عن انخفاض سعر صرف الدولار إلى 100 ليرة ارتفع تدريجياً ليزيد عن 400 ليرة

واعتبر نائب رئيس المنتدى الاقتصادي السوري تمام البارودي إن حديث فغالي عن تخفيض سعر الصرف إلى 100 ليرة هو ضرب من المستحيل، وقال نتوقع ارتفاع سعر الصرف إلى 700 ليرة، متسائلاً: على أي أساس سينخفض هذا السعر إلى هذا الحد واقتصادنا وصل إلى هذا الحد من ضعف التجارة وخروج الموارد النفطية عن يد النظام وضعف الإنتاج المحلي، معتبراً أن ترويج فغالي هو من ضمن أكاذيب للنظام لضمان استمرار تعامل الناس بالليرة السورية.

وتطرق إلى مسألة ارتفاع أسعار حلب بعد أن اقتربت من الحصار فقال: ارتفعت الأسعار في حلب بسبب التخوف من الحصار، وهناك تخوف أيضاً من بروز حالات احتكار، والحقيقة فإنه لايمكن ضبط الاحتكار الا بعملية إحصاء من قبل المجلس المحلي بالتعاون مع الفصائل العسكرية لمعرفة المخزون على الأرض وعدم احتكاره، معتبراً أنه يفترض حالياً تخزين السلع في المناطق التي يمكن أن تحاصر، وشدد البارودي على ضرورة الادخار بالدولار كون الوضع الاقتصادي في سورية متدهور وعدا ذلك فان تدهور الليرة سيزيد الفقراء فقرا

وأثر انخفاض قيمة الليرة على عموم المحافظات السورية بما فيها المحررة، وساهمت المعارك والتدخل الروسي بزيادة انخفاض الليرة في حلب حتى وصلت إلى 408 مقابل الدولار وارتفعت عموم السلع المستوردة وغير المستوردة حسب مراسلنا في حلب
وارتفع سعر صرف الليرة مقابل الدولار في إدلب إلى 417 ليرة ليرة، وتعتبر البضائع التركية المستوردة هي الأكثر تأثراً بارتفاع الدولار الذي انتشر بالتعاملات التجارية بعد عامين من انطلاقة الثورة وخاصة بالنسبة للكهربائيات والحواسيب والهواتف النقالة حسب مراسلنا في إدلب.

وفي مواجهة مد الليرة، بدت سياسات البنك المركزي في حكومة النظام متضاربة تخطو ميلاً فتتراجع، حيث عمد في أول الحرب لتعليق الاستيراد ثم ترشيده وملاحقة وسجن صرافي السوق السوداء وابرازهم على شاشات التلفزة على أنهم متعاملين مع الخارج وانتشرت دورياته في ساحات المتاجرة بالعملات، ثم عمد في سياسة عكسية لضخ الدولارات في السوق السوداء وبكميات هائلة وبشكل أسبوعي تقريباً عقب كل جلسة تدخل وتمويل المستوردات دون سقف إلا أنه في الحقيقة كان يضع كل العراقيل في منح موافقات الاستيراد وفرض على التجار تعهد إعادة قطع التصدير في عودة لسياسة الثمانينات وصادر دولارات المواطنين الواردة اليهم من الخارج من خلال تسليمها بالليرة بدلاً من الدولار ما ساهم بتنشيط السوق السوداء، وعاد ليطبع عملات جديدة من فئة 500 والف ليرة غير مغطاة ائتمانياً.

ولم يترك المركزي شماعة إلا وعلق عليها تدهور سعر الصرف، وكان أطرف هذه الاتهامات ماوجه لصفحات التواصل الاجتماعي والفيسبوك حول ارتباطها بغرف ممولة من الخارج للمضاربة على الليرة وعلى طريقة تلك التهم التي تشبه غرف مخابرات النظام المظلمة التي تبحث كما يقول الشاعر نزار قباني عن ئبر نفطٍ مخبأ تحت الشراشف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى