إلى أين وصلت معارك ريف حلب الشمالي؟

تزداد يوماً بعد اليوم جبهات حلب تعقيداً، وخاصة بعد تقدم قوات النظام في ريف حلب الشمالي، ووصولها إلى بلدتي نبل والزهراء، ما أدى إلى فصل الريف الشمالي إلى جزأين، ليحاصر القسم الممتد من الحدود التركية بدءاً من مدينة اعزاز وحتى بلدة ماير، حيث أن الثوار يقاتلون بهذا الجزء على ثلاث جبهات، تنظيم داعش  من جهة الشرق، والنظام من الجنوب، والوحدات الكردية وفصيل جيش الثوار غرباً.
حيث أن الوحدات الكردية، وفصيل جيش الثوار، المتحالفان ضمن ما أطلق عليه اسم “قوات سوريا الديمقراطية”، تقدما بُعيد وصول قوات النظام إلى نبل والزهراء، ليسيطرا على قرى “العلقمية وديرجمال ومرعناز” قبل نحو يومين ، فيما تتواصل محاولتهم التقدم للسيطرة على مطار “منغ” العسكري في محيط مدينة تل رفعت، وذلك بعد أن سيطرا على تل عجار المطل على المطار.
حيث أكدت مصادر ميدانية أن الثوار تصدوا لليوم الثاني على التوالي لمحاولة تقدمهما باتجاه المطار، في حين أن قرى العلقمية ودير جمال و مرعناز سيطروا عليها دون اشتباكات مع الثوار في ظل انسحاب الثوار لتعزيز الجبهات مع قوات النظام ، ولا سيما على جبهات بيانون وماير.

 

ويأتي تقدم فصيل جيش الثوار والوحدات الكردية باتجا مطار منغ، في ظل دعم جوي روسي، بحسب ما أكدته مصادر ميدانية، التي قالت أن الطيران الروسي شن منذ صباح اليوم فقط ، أكثر من 20 غارة على مواقع الثوار في محيط المطار، ويأتي أيضاً في ظل الحديث عن نية الوحدات الكردية وجيش الثوار التقدم للسيطرة على مدينة اعزاز وعلى معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، مما يجعل الوضع العسكري والإنساني أكثر تعقيداً، كما يُعد التقدم هذا خرقاً للهدنة المبرمة بين الثوار وفصيل جيش الثوار والتي أبرمت قبل نحو أسبوعين.

 

في حين، أن تركيا وحتى الآن ما يزال موقفها لا يتعدَ التصريحات الكلامية، دون أن يبرهن عن أي عمل عسكري على الأرض، وذلك بعد رفضها بشكل قاطع، سيطرة الوحدات الكردية على مناطق غرب الفرات، وهي المنطقة ذاتها التي أعلنت سابقاً أنها ستطرد تنظيم داعش وأي منظمة أرهابية، ضمن خطتها لفرض منطقة آمنة في المنطقة الممتدة من جرابلس إلى اعزاز وبعمق 50 كم، إلا أن ذلك كان يلقى معارضة أمريكية.

وفي هذا المحور أفاد “أبو زيد” القائد العسكري في تجمع فاستقم كما أمرت، بخرق ما يسمى “جيش الثوار” والوحدات الكردية الهدنة المبرمة مع الثوار، إضافة لشن الطيران الروسي اليوم أكثر من 15 غارة على المناطق القريبة من مطار منغ ما مكّن فصيل “جيش الثوار” من السيطرة على قرية “منّغ”، وفقاً لأبو زيد، بالتزامن مع تقدمه أيضاَ نحو المطار بتغطية من قبل الطيران الروسي.

وأشار “أبو زيد” لراديو الكل، إلى قتال الثوار على ثلاث جبهات أولى مع جيش الثوار، وثانية مع داعش، وثالثة مع النظام بدعم من الطيران الروسي، مؤكداً على قلة الدعم والإمدادات الواصلة إلى الثوار هناك، لافتاً إلى الطيران الروسي مهد للنظام سابقاً فتح طريق نبل والزهراء، والآن يمهد لهجوم “جيش الثوار” على الجيش الحر.

وأعرب القائد العسكري عن أمله من تركيا وأصدقاء الشعب السوري الوقوف إلى جانب الشعب والثورة السورية، مؤكداً أن الجيش الحر يدافع عن أرضه ولن يتنازل عنها لصالح روسيا وإيران وحزب الله.

وعن إمكانية دخول قوات عربية في شمال سوريا بعد الحديث عن استعداد السعودية وغيرها من دول التحالف الاسلامي لقتال تنظيم داعش، أفاد “أبو زيد” بأن هذه التحركات مجرد تصريحات إعلامية في ظل عدم وجود شيء حقيقي لإنقاذ الشعب السوري من قصف الطيران الروسي، لافتاً إلى عدم تواصل أي جهة مع الفصائل الثورية بخصوص هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى