اغتصاب الأطفال في سوريا.. قضية مُغيبة وإحصائيات مجهولة

استخدم نظام الأسد كافة أساليب الضغط على الشعب السوري ليبعده عن ثورته، وكانت ممارساته انتقامية في كثير من الاحيان لكونها تنصب على المستضعفين في المجتمع من أطفال و نساء وشيوخ لعقاب ذويهم، و من الأساليب التي اتبعها هي الانتهاك الجنسي بحق الاطفال من الجنسين، ولكن بعد خمس سنوات لا يمكن القول ان الجهة الوحيدة التي تمارس هذا الفعل هو النظام.

 

وفي هذا المحور أشار الناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات في سوريا “بسام الأحمد”، إلى أن المركز لا يملك إحصائية دقيقة عن الأطفال الذين تعرضوا للإغتصاب، مرجعاً السبب الرئيس إلى أن معظم ذوي الأطفال يتحفظون عن ذكر الحادثة تبعاً للعادات والتقاليد الإجتماعية.

 

وأضاف “الأحمد” إن هذا التوثيق يتم من خلال النمط وبحسب الأماكن دون الإشارة إلى الأرقام، ولفت إلى تسجيل وجود اكثر من 1500 طفل معتقل في أقبية النظام، وأكثر سن معرض للإعتقال ما بين (12 – 16) عاماً.

 

وعن آلية التوثيق أوضح إنه يتم من خلال تقارير الناشطين داخل سوريا أو من مصادر محلية، إضافة للمقابلات مع الأطفال بحضور ذويهم، وأشار في السياق إلى إصدار مركز توثيق الإنتهاكات تقرير عن فرع “261” التابع للنظام حيث تم مقابلة إحدى المعتقلات بعد خروجها تحدثت عن تعرضها لإعتداء جنسي داخل الفرع، وكذلك حالات متكررة بحق معتقلات آخريات.

 

وبيّن أن النظام المتهم الرئيس في قضية اغتصاب الأطفال، كذلك هناك عشرات الحالات في الرقة ودير الزور قام بها عناصر تنظيم داعش، وأضاف إلى قيام جبهة النصرة منذ مدة في حلب بالإعتداء على طفل جنسياً وبعد انتشار الخبر قامت النصرة بإعتقال الطفل واتهمته بممارسة المثلية.

 

وأكد “الأحمد” أن الإعتداء الجنسي بحق الأطفال أو النساء أو الرجال يعتبر جريمة حرب ضمن الإطار القانوني الدولي.

 

بدورها قالت الإخصائية الاجتماعية “أماني سندة”، أن قضية الإغتصاب ترتبط بقضية الشرف بتاريخ الأسرة كاملة في المجتمع الشرقي، الذي ينظر إلى القضية بحساسية ولا يتقبلها، وأضافت أن المجتمع يعامل الطفل الذكر الذي تعرض للإغتصاب كضحية، فيما يتم معاملة الطفلة المغتصبة على أنها جلاد وليست ضحية.

 

وأشارت “سندة” لراديو الكل، إلى أن نظام الأسد يعرف طبيعة المجتمع السوري الذي يملك خلفية دينية وأخلاقية وثقافية، وحين يريد النظام معاقبة الأشخاص المعارضين له بقضايا الإغتصاب والشرف، وأكدت على الرغم من امتلاك الإخصائين الإجتماعيين المؤهلات العلمية والخبرة، إلا أن قضايا الشرف لها خصوصية معينة والإخصائين يتأثروا بها.

 

ونوّهت إنه في الفترة الأخيرة قام تنظيم داعش بتجنيد الأطفال بعمر 13 سنة في معسكراته، ولم يقتصر التدريب على الأمور العسكرية إنما اتبع التنظيم طريقة منهجية بما يخص موضوع الجنس وعرض مقاطع فيديو على الأطفال لتهيئتهم في المستقبل وعندما يصبحوا بسن الرشد يكونوا قادرين على الإغتصاب دون الإحساس بالألم اتجاه الضحايا.

 

وأكدت “سندة” إنه في حال عدم إخضاع الأطفال الذين تعرضوا للإغتصاب لدورات تأهيل وجلسات دعم نفسي وإجتماعي، فإن التنبؤات المستقبلية تنذر بكارثة نفسية وإجتماعية حقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى