العودة من الموت.. حكاية ناج ٍ من معتقلات الأسد

هو أنينهم الذي اخترق جدران المعتقل الأصم لتصلنا بصوت ناجٍ كتبت لأنفاسه الاستمرار بحرية ،ناجٍ ينقل صورة صغيرة من آلاف الصور القاتمة والمغيبة عن الجميع، ويقول الناشط الثوري “أبو الفوارس الحلبي”، عن تجربته حيث تم اعتقاله عدة مرات في أعوام 2009 قبل الثورة، و 2011 و 2013 بعد الثور لعدة أيام، بتهمة التظاهر.

ولفت “الحلبي” لراديو الكل، إلى إن الإعتقال الأكبر كان في عام 2015 من قبل فرع الأمن العسكري في حلب، ليتم سوقه لفرع الأمن العسكري في حمص، ومن ثم لفرع الشرطة العسكرية بريف حمص.

وأشار إلى أن الإعتقال كان بتهمة الإرهاب وتمويله والعمل بمشفى ميداني وغيرها من التهم الملفقة، وأوضح أساليب التعذيب الجسدية المختلفة من خلال الضرب بأنبوب بلاستيكي أخضر وشريط كهربائي وأسلوب “الشبح” والصعق بالكهرباء، حتى ينزع الجلد عن الجسد ويستمر النزيف، في حين يكون التعذيب النفسي من خلال إخبار السجان للمعتقل بأن والدته توفت، أو أباه قد اعتقل وفي حال اعترافه بالتهم يتم إطلاق سراح والده.

ونوّه إلى وجود نسبة 50% من عدد المعتقلين فوق عمر الخمسين سنة في المعتقلات التي سجن بها، فيما بلغت نسبة الاطفال 5%، والنساء 15%، وروى “الحلبي” عن متضايقات السجانين للنساء من خلال التحرش الجنسي.

وبيّن إنه خلال فترة اعتقاله الأخيرة أصيب بالحمى المالطية والتيفية في آنٍ واحد، ليطلب على التحقيق بعد يومين وليحول إلى فرع الشرطة العسكرية في القابون بدمشق، ومن ثم إلى سجن عدرا، وأخيراً في محكمة الإرهاب بالمزة، التي أطلقت سراحة بسبب المرض ولكن شرطياً، لأن المعتقل الذي يتم محاكمته بها يبقى مطلوب لأفرع الأمن، وأكد “أبو الفوراس” على عدم تمكنه من مغادرة سوريا لأن المحكمة تعمم أسماء المعتقلين الذين تطلق سراحهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى