راديو الكل يفتح ملف صلاحية اللقاحات في دير الزور: قديمة لكن لم تنته صلاحيتها

راديو الكل – خاص

لازالت سمعة اللقاحات الفاسدة محفورة في ذاكرة السوريين، رغم مضي عامين على حادثة تسببت بوفاة 15 طفلاً في إدلب، واليوم ومن مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش تحديداً يعود الحديث عن عدم ثقة الأهالي بمصادر اللقاحات.

ويعتقد مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور “جلال الحمد” أن تخوف الأهالي في محله، فاللقاحات التي وزعت تعود في تاريخها لعام فائت وهي منتهية الصلاحية رغم أنه أكد من جهة أخرى أنها لم تتسبب بأية إصابات أو آثار جانبية سيئة.

وأشار “الحمد” لراديو الكل، إلى أن اللقاحات قام تنظيم داعش بالإستيلاء عليها حين سيطر على عدة مناطق في المدينة، حيث تعود تلك اللقاحات للمكتب الصحي التابع لمجلس محافظة دير الزور، مؤكداً على عدم دخول لقاحات جديدة إلى المدينة منذ سيطرة داعش.

ولفت إلى أن حملة اللقاحات الأخيرة لم تلقَ انتشار واسع بسبب منع التنظيم استخدام الدعاية والإعلان للحملة، ومنع أيضاً الفرق الجولة حيث اقتصر تقديم اللقاحات في المراكز الطبية الثابتة، والتي يقوم الطيران الحربي بإستهداف الطرق الواصلة إلى هذه المراكز، لافتاً إلى أن محاولات إبلاغ الناس بالحملة عن طريق خطباء المساجد ومكبرات الصوت لم تجدِ نفعاً.

وبيّن على إمكانية إجراء حملة لقاح جديدة ضد مرض شلل الأطفال، مؤكداً إذا كان الإعلان عنها مماثل لإعلان حملة الحصبة الأخيرة، سينحرم عدد كبير من الأطفال من اللقاح، ما ينذر بكارثة إنسانية.

ويرى الدكتور “ممتاز حيزة” من محافظة دير الزور، أن تخزين اللقاحات بصورة سيئة لن ينتج عنه آثار جانبية خطيرة، وأن هذا الأمر لا يصل بخطورته لما حدث قبل عامين في إدلب.

والحقيقة فإن مشاكل لقاحات الحصبة في دير الزور لم تتوقف على انتهاء صلاحيتها بل تتعداها لمشاكل أخرى وهي منع التنظيم استخدام الدعاية والاعتماد فقط على خطباء المساجد ما تسبب بعدم علم بعض المدنيين بوجود مراكز لقاح في مناطقهم ما أدى إقبال متفاوت ببن منطقة وأخرى، كما إن اعتماد الحملة على المراكز الثابتة وليس الفرق الجوالة منع البعض من التوجه اليها خاصة في المناطق الساخنة بسبب خوفهم من القصف كمركز مدينة ديرالزور وريفها.

ولا تبدو سمعة اللقاحات في المناطق المحررة في حلب وإدلب أفضل حالاً، حيث أشار مراسلنا هناك إلى صعوبات يتعرض لها فريق العمل بسبب تخوف الأهالي من تلقي أطفالهم اللقاح بعد السمعة السيئة التي طالت حملات اللقاح في المناطق المحررة، لكنه رغم ذلك يؤكد أن الحملة تسير بشكل طبيعي ولم تسجل أي خطاً.

ولا ينفي مسؤول حملات اللقاح في وحدة تنسيق الدعم “محمد عمار”، أن اللقاحات قديمة ولكنه يؤكد بأنها حفظت وخزنت ضمن شروط السلامة الطبيعية، من حيث تصوير عينات وارسالها لمنظمة الصحة العالمية والتي وافقت بدورها على إعطاء اللقاحات حسب قوله، مؤكداً أنه لا صحة لأخبار انتهاء صلاحية اللقاحات.

ولفت “عمار” لراديو الكل، إلى أن لكل لقاح مشعر يتغير لونه حين فساد اللقاح وانتهاء صلاحيته، وأكد أن اللقاحات كانت محفوظة بحرارة معينة حفظت اللقاح، منوهاً أن صلاحية اللقاحات تنتهي في 31- 4.

ونوّه إلى أن جميع اللقاحات التي قدمت في الشمال السوري كانت مخزنة في برادات “فريزرات” تصل درجتها -25 ، ولفت إلى الإنتهاء منذ يومين بحملة الحصبة والحصبة الألمانية في حلب ومخيم إعزاز وإدلب للأطفال ما بين 6 أشهر وحتى 5 سنوات.

وأشار “عمار” إلى معوقات العمل متمثلة بالصعوبات اللوجستية في نقل اللقاحات، إضافة للقصف أثناء التدريب الكوادر، ومشكلة التواصل مع المناطق.

ويشدد على كلامه وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة “وجيه جمعة” والذي لا ينفي بدوره أن مدة اللقاحات تنتهي في نهاية شهر نيسان الجاري، لكنه من جهة أخرى يؤكد بأنها صالحة ولم تسبب أي أثار سلبية على الأطفال الذين تعاطوها، منوهاً إلى حفظ اللقاح بطريقة مناسبة قبل وصوله إلى مناطق تقديم اللقاح.

وأشار “جمعة” لراديو الكل، إلى أن هذه اللقاحات تقدم عالمياً تحت إشراف الصحة العالمية واليونسيف، ولدى تصنيعها تخضع لمعايير دقيقة، كما أنها يوضع لها مشعر لكل لقاح يتغير لون حين انتهاء مدة صلاحية اللقاح.

وأفاد بالقيام بجولات رقابة قبل وأثناء وبعد تقديم اللقاحات، إلا إنه يصعب القيام بهكذا حملات في المناطق الخاصعة لسيطرة تنظيم داعش.

ورغم كل الظروف السيئة التي توزع ضمنها اللقاحات، والمخاطر التي تراود الأهالي عن إعطائها لأبنائها، فإن الحاجة تضطر الأهالي لتصديق روايات سلامتها، وعدم نبش تاريخ مؤلم عن لقاحات فاسدة، والحاجة ذاتها أيضاً تسببت بنجاح عدد من حملات اللقاح بالمناطق المحررة كشلل الأطفال والحصبة وغيرها.

ويبقى الرهان الذي يجب أن تتحمله الجهات التي تنفذ هذه اللقاحات هو محو التاريخ الأسود للقاحات من خلال حصد نتائج طبية مميزة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى