فصائل المعارضة تؤكد عدم التزامها بأي هدنة لا تشمل جميع المناطق

أكدت فصائل المعارضة العسكرية عدم التزامها بأي اتفاق هدنة لا تشمل جميع مناطق سيطرة المعارضة، وأنها لن تقبل بأي حال من الأحوال بمبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية، في إشارة منها للهدنة التي أعلنت عنها واشنطن وموسكو في ريفي دمشق واللاذقية، مستثنية حلب، التي تتعرض للقصف المتواصل من قبل طيران النظام وروسيا منذ نحو 10 أيام، والذي أوقع فيها أكثر من 230 شهيداً بحسب إحصائيات الدفاع المدني.

 

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن الفصائل مساء أمس، وأضافوا فيه “أنهم سيعتبرون أي اعتداء على أي منطقة يتواجدون فيها بمثابة اعتداء على جميع المناطق، مؤكدين على تمسكهم بحقهم بالرد في الزمان والوقت الذي يختارونه”.

 

وأكد الموقعون على البيان، وعددهم ” 42″، يمثلون معظم فصائل المعارضة من الشمال إلى الجنوب على “دعم موقف الهيئة العليا للمفاوضات داعياً اياهم للثبات على هذا الموقف بتعليق المشاركة في المفاوضات ما لم تنفذ البنود الإنسانية في القرار 2254 ، ولا سيما وقف القصف وفك الحصار واطلاق المعتقلين، وهذا ما يعزز موقف الهيئة العليا للمفاوضات الرافض لمحاولات موسكو نزع صفة تمثيل كل أطياف المعارضة عنها، والضغط عليها لقبول حكومة مشاركة مع النظام و بقاء بشار الأسد.

 

الائتلاف السوري المعارض طالب بدوره الولايات المتحدة الأميركية بالضغط على روسيا لوقف القصف المستمر على حلب.

 

ورغم التأخر بالإعلان عن إدانات الدول العربية تجاه ما يحدث في حلب، إلا أن قطر دعت بالأمس على عقد اجتماع طارئ للجماعة العربية، فيما دانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة القصف المتواصل على مدينة حلب على يد قوات النظام وحلفائها، ودعت مجلس الأمن الدولي والدول الراعية للهدنة إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد”.

 

المواقف هذه جعلت الولايات المتحدة بالإعلان عن توجه وزير خارجيتها ” كيري” إلى جنيف لاجراء مباحثات عاجلة مع نظرائه في روسيا والدول الاوربية حول تطورات الملف السوري، وما يجري في حلب.

 

وأضحت وزارة الخارجية الامريكية في بيان أن “كيري اجرى اتصالات مع ” دي ميستورا ” و” رياض حجاب” مؤكداً أن وقف العنف في حلب والعودة إلى وقف دائم (للأعمال القتالية) يشكل أولوية الأولويات بالنسبة لبلاده.

 

وفي هذا الصدد قال العقيد “محمد الأحمد” المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشامية، أن الهيئة العليا للمفاوضات المفوضة من الفصائل العسكرية في سوريا التزمت بهدنة وقف “الأعمال العدائية”، فيما لم يلتزم بها نظام الأسد منذ يومها الأول، حيث خرق الهدنة بشكل شبه يومي وارتكب عدة مجازر في حلب وبلدة دير العصافير ومدينة معرة النعمان.

وأشار “الأحمد” في تصريحات خاصة لراديو الكل، إلى أن الهدنة كانت “إعلامية” أكثر من حقيقية، إذ تدرجت الأعمال العدائية ضد الشعب السوري وأخذت طابع الحرب الشرسة، مضيفاً: “ما نراه من ارتكاب مجازر في حلب يدل على أن الهدنة انتهت”.

وأفاد المتحدث باسم الجبهة الشامية أن أميركا “المتواطئة” مع روسيا قامتا بالإلتفاف على الهدنة التي وافقت عليها المعارضة للتخفيف عن الشعب السوري، وذلك من خلال قيامهما بتجزئة الهدنة إلى مناطق دمشق وريف اللاذقية، للتفرد بمدينة حلب لما تمثله من ثقل في الثورة السورية، عن طريق عدة حجج بتواجد التنظيمات الإرهابية فيها، وهو محض كذب وافتراء، وفقاً للأحمد.

 

وأكد على رفض جميع الفصائل العسكرية في سوريا هدنة “مناطقية”، لافتاً إلى أن الروس والأمريكيين لم يستشيروا أحد من الأطراف السورية، لا من المعارضة ولا حتى من النظام في موضوع التهدئة الجديدة، وتابع العقيد: “أميركا تعمل وفقاً لمصالحها وأجندتها الخاصة دون النظر للمجازر التي ترتكب في سوريا”.

 

وشدد “الأحمد” في ختام حديثه على ضرورة توحد الفصائل العسكرية في سوريا، والتنسيق فيما بينها ضمن غرفة عمليات واحدة للرد على أي اعتداء على الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى