نظام الأسد يسعى لتطويق حلب

يقود نظام الأسد  منذ قرابة الأسبوعين حرب استنزاف ضد المعارضة والمدنيين في مدينة حلب شمالي البلاد، حيث يستهدف المدينة من أجل محاصرتها تماماً، وقطع صلاتها بالعالم الخارجي، بعد أن أسفرت غاراته في الفترة المذكورة عن مقتل 200 مدني، في وقت لم تثمر فيه جهود الولايات المتحدة الأمريكية بإقناع روسيا من أجل وقف إطلاق النار.

وتسعى قوات النظام التي أغلقت الطريق الإنساني الواصل بين تركيا وحلب بدعم من الغارات الروسية في مطلع شباط/ فبراير الماضي، إلى إغلاق طريق “الكاستيلو- حندرات” الذي يعد الممر الوحيد لخروج المعارضة من حلب ، حيث يصل المدينة بإدلب ومنها باتجاه الحدود التركية.

ولهذا الهدف، يواصل نظام الأسد قصفه بالمدافع والصواريخ والمقاتلات، أحياء المدينة، وغربي وشمال غربي المحافظة، رغم وقف إطلاق النار المعلن برعاية الأمم المتحدة.

ووفقاً لمعلومات جمعها مراسلو الأناضول من فرق الدفاع المدني، لقي 200 مدنيا مصرعه جراء الغارات على حلب منذ 21 نيسان/ أبريل الماضي، بينهم 30 جراء قصف مستشفى القدس في حي السكري، منهم 5 من الكادر الطبي، أحدهم طبيب الأطفال الوحيد في مناطق المعارضة بالمدينة،الأسبوع الفائت.

كما شهد يوم الجمعة الماضي لأول مرة، الطلب من السكان عدم التوجه إلى أداء صلاة الجمعة خشية الغارات، إذ قصفت قوات النظام ذلك اليوم مسجد “أويس القرني” في السكري، إلا أنه لم يخلف أي قتلى لعدم توجه السكان إلى الصلاة تلبية للدعوة.

ورغم الوضع السيئ الذي تعانيه حلب، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا توصلتا قبل ثلاثة أيام إلى اتفاق لوقف الاشتباكات، يشمل شمالي اللاذقية والغوطة الشرقية للعاصمة دمشق فقط.

ولم يصدر أي رد إيجابي من موسكو حيال تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن من أولوياتهم حالياً وقف إطلاق النار في حلب، وطلبه من روسيا الضغط على الأسد بهذا الصدد.

وأثارت تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية باستثناء بعض الجماعات من وقف إطلاق النار في حال إعلانه في حلب، مخاوف لدى المعارضة، إذ كانت وزارة الخارجية الأمريكية ووزيرها كيري حذرا من قصف نظام الأسد للمدنيين الأبرياء في حلب بذريعة استهداف جبهة النصرة.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية للأناضول أن المناطق التي شهدت مجازر مؤخراً ليست خاضعة لسيطرة جبهة النصرة.

وتنتشر عناصر جبهة النصر حالياً، جنوب حلب، وفي محيط بلدة العيس الواقعة خارج مركز المحافظة، في حين يقتصر انتشارها في المدينة على وجود رمزي وضئيل للغاية.

واستثنت الولايات المتحدة وروسيا جبهة النصرة من مفاوضات وقف إطلاق النار في سوريا، إثر إدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي.

النظام يسعى لتطويق حلب

وذكرت مصادر محلية للأناضول أن نظام الأسد وأحيانا الطيران الروسي يقصفون مركز حلب، إضافة إلى بلدات الأتارب وحريتان، وكفر ناها، وكفر داعل وكفر حمرا الواقعة في الأجزاء الغربية من المحافظة، بينما تشن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران قصفاً مدفعيا على بلدة خان طومان، وقرية خالدية، جنوبي حلب، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين المعارضة وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام وتلك الميليشيات من جهة أخرى في محيط بلدة العيس جنوب حلب.

وأضافت المصادر أن المعارضة وجبهة النصرة سيطروا على بلدة العيس الاستراتيجية على طريق دمشق- حلب كرد على قصف مدرسة ومستشفى في بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية لدمشق، أسفرت عن مقتل 32 مدنياً الشهر الماضي، إذ كثف النظام إثر ذلك هجماته على البلدة من أجل استعادة السيطرة عليها.

كما تعد جبهة بلدة عندان ومحيطها شمال غرب حلب إحدى الجبهات الساخنة بين جيش النظام المدعوم بالميليشيات الشيعية وقوات المعارضة، حيث تشهد البلدة وتلال الطامورة القريبة منها، والواقعة على الطريق الواصل بين مركز حلب وإدلب، اشتباكات متكررة.

تحالف النظام و”BYD

يتحالف النظام وتنظيم “BYD” من أجل إغلاق المنفذ الأخير للمعارضة في حلب نحو الخارج، بشكل مماثل لتعاونهما من أجل إغلاق الممر الإنساني الواصل نحو تركيا شمالي المدينة سابقاً، لذلك فإن حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة ” BYD ” الذراع السوري لمنظمة “BKK” الإرهابية، الواقع بمحاذاة طريق العبور الأخير لحلب أهمية استراتيجية لتلك الأسباب.

وكانت عناصر “BYD” استهدفوا قبل 3 أسابيع طريق الكاستيلو مخرج المعارضة من حلب، إلا أن الأخيرة صدت هجوم “BYD” الذي يواصل اشتباكاته مع المعارضة في حيي الأشرفية وبني زيد غربي الشيخ مقصود.

وعلى نفس السياق، تعمل قوات النظام على شن غارات ضد المعارضة في الأوقات التي تتقهقر فيه “ب ي د ” على جبهة القتال، حيث ينسق التنظيم مع قوات الأسد خلال تلك الغارات من خلال انسحابه وعودته للتقدم براً بعد الغارات.

الاشتباكات في اللاذقية وحماة وحمص ودمشق

تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في كل من جبل التركمان في اللاذقية، ومنطقة الغوطة الشرقية بدمشق، والريف الشمالي لكل من حماة وحمص.

وتسعى قوات النظام إلى الوصول إلى بلدة دير العصافير ومحاصرتها من خلال اجتياز بلدة “بالا” جنوبي الغوطة الشرقية.

ومع تواصل قصف النظام لمناطق “حماميات”، و”بويضة”، شمالي حماة، تستمر اشتباكات عنيفة في مناطق بين جبلي التركمان والأكراد في اللاذقية.

 

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى