12 ألف حالة إصابة باللشمانيا في الحسكة بسبب الحراقات والجثث

راديو الكل – خاص

تفشى مرض اللشمانيا “حبة حلب” في محافظة الحسكة وخاصة في ريفها الجنوبي وسط نقص بالأدوية وضعف كفاءة النقاط الصحية،  ويقدر ناشطون وجود نحو 12 ألف إصابة بالمرض في الحسكة بالمناطق التي يسيطر عليها كل من تنظيم داعش والوحدات الكردية بسبب سوء الوضع الطبي هناك، في وقت ترفض فيه المشافي التابعة للنظام معالجة المصابين بالمرض حسب الناشط الإعلامي “عبد الله الأحمد”.

ولفت “الأحمد” في تصريحات لراديو الكل، إلى معالجة 227 فقط في الحسكة والقامشلي من أصل 12 ألف حالة.

واللشمانيا هو مرض معدي مزمن يتحدث عنه الدكتور “سهيل نشواتي” لراديو الكل، حيث أشار إلى وجود نوعين من مرض اللاشمانيا (جلدي، وحشوي)، مؤكداً أن المرض مزمن ومُعدي، وينتقل عبر حشرة ذبابة الرمل، حيث ينشط المرض في فصلي الربيع والخريف.

وتعود أسباب انتشار المرض في الحسكة لكثرة الحراقات في مناطق سيطرة داعش والجثث في مناطق الوحدات الكردية، حيث أفاد “الأحمد” ببقاء الجثث حوالي أسبوع إلى 10 أيام قرب المباني السكنية، ما أدى لإنتشار عدة أمراض بينها اللشمانيا.

وتنتشر الحراقات التي تسبب اللشمانيا بين بيوت المدنيين الذين يكررون المحروقات بشكل بدائي، كما إن الأطراف المتحاربة تترك جثث ضحاياها في الشوارع بغرض الردع وإثبات النصر، ولفت “الأحمد” إلى قيام داعش ببيع النفط للمدنيين الذي يقومون بدورهم بتكرير النفط قرب المنازل.

وأكد الناشط الإعلامي على أن حوالي 70% من الإصابات تنتشر في صفوف الأطفال، بسبب تواجدهم الدائم في الطرقات والعبث بالأماكن العامة، إضافة إلى عمل كثير من الأطفال ما دون 15 عام في الحراقات البدائية، بسبب العوز والفقر.

ووسط أجواء العدوى هذه، فإن اللقاحات لم تزر المنطقة منذ نحو عامين، بسبب أن الأطراف المتصارعة تمنع دخولها إلا إن كان ذلك عن طريقها، حيث أكد “الأحمد” إلى أن حملة اللقاحات الأخيرة التي دخلت الحسكة عام 2014، لم تستهدف سوى 300 حالة من أصل 11 ألف.

وتسبب عدم وجود اللقاحات بتطور المرض لدى فئة كبيرة من المصابين به، علماً أن معنيون في الشأن الصحي وناشطين استطاعوا تأمين لقاحات للمنطقة، لكنها لم تدخل أو أنها دخلت ووصلت للمقربين من أطراف الصراع فقط.

وتبداً اللشمانيا بالظهور كحبة صغيرة على الوجه ثم تقوم بالإنتشار في سائر الجسم، بسبب عدم الإعتناء بها ومعالجتها نتيجة قلة وعي المدنيين بخطرها، في ظل غياب حملات التوعية، لتتوسع الحبة فيما بعد بمراحلها المتطورة وتآخذ بحفر الوجه.

 

وكحل مؤقت ووسط عدم تجاوب المنظمات الصحية العالمية عن نداءات ادخال اللقاحات من جهة وصعوبة إدخالها من جهة ثانية، ليس للسكان سوى الالتزام بطرق الوقاية، والتي يعرض الدكتور “سهيل نشواتي” بعضاً منها، ولا سيما أن بعض أنواع الإصابات تنتهي غالباً بفقدان الحياة.

حيث أشار “نشواتي” إلى تغطية الجزء من الجسد المصاب لتقليل حالات العدوى، إلى جانب عزل المريض، منوهاً إلى ضرورة تقديم التوعية الصحية للأفراد بخصوص هذا المرض، على أن يقوموا بإرتداء ملابس سميكة ووضع غطاء أثناء النوم ما يعرف بـ “الناموسيّة” في الأماكن التي تنتشر فيها ذبابة الرمل.

ولفت الدكتور إلى أعراض اللاشمانيا متمثلة بارتفاع درجة الحرارة وتغير اللون المنطقة المصابة، والطفح الجلدي، مضيفاً أن المصاب بالنوع الجلدي في درجات متقدمة تظهر عليه تقرحات تؤدي إلى إحداث نُدب، فيما يكون النوع الحشوي أخطر في درجاته المتقدمة حيث يمكن أن يؤدي إلى تضخم أو تليف الكبد وانخفاض كريات الدم البيضاء ومستوى السكر في الدم والإسهال، وفي نهاية المطاف الموت.

وبالنهاية فإنها أساليب الوقاية التي أصابت 12 ألف شخص في الحسكة لن تحل المشكلة كما يجب مالم تدخل لقاحات على السريع العاجل، بدافع من ضغط دولي على أطراف الصراع ولا سيما على الوحدات الكردية ونظام الأسد على الأقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى