ماذا قدم البيان الختامي لاجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا؟

انتهى في العاصمة النمساوية فيينا ،أمس الثلاثاء، الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا، ببيان ختامي غاب عنه أي ذكر لمصير بشار الأسد أو لدوره في المرحلة الانتقالية، كما غاب عن البيان تحديد موعد لاستئناف محادثات جنيف بين المعارضة السورية والنظام، وسط عدة تساؤلات حول نتائج الاجتماع.

 

حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي” لافروف” أنه تم تحديد بداية شهر آب القادم موعداً مفترضاً لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا، دون أن يحدد مصير الأسد فيها، وأكد “كيري” أن إيصال المساعدات إلى المدن السورية سيبدأ اعتباراً من مطلع حزيران القادم، مؤكداً أن فشل وقف الأعمال العدائية أدى لتعطيل وصولها للمناطق المحتاجة في سوريا.

 

كما غاب عن البيان الختامي أيضاً تحديد موعد لاستئناف محادثات جنيف، وقال المبعوث الأممي حول سوريا “ستيفان دي ميستورا” الذي شارك في المؤتمر الصحفي إن تحديد هذا الموعد “مرتبط بظهور نتائج ملموسة لاجتماع فيينا وبعوامل أخرى”.

 

وركز البيان الصادر عن وزراء خارجية حوالي عشرين دولة وجهة إقليمية ودولية على ثلاث نقاط هي “تعزيز وقف الأعمال العدائية في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية والسير بالعملية التفاوضية بين الأطراف السوريين نحو انتقال سياسي سلمي”.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”” أن روسيا لا تدعم الأسد، “بل تدعم الجيش في مواجهة الإرهاب” على حد تعبيره، ورفض ” لافروف”استخدام العقوبات بديلاً للحوار السياسي في سوريا”.

 

في حين أكد ” كيري” إلى إمكانية القاء المساعدات جواً في حال فشل وصولها بالطرق البرية، وهذا ما اعتبره مراقبون عجزاً واضحاً للمجتمع الدولي ليس فقط، من جهة عدم قدرتهم حتى الآن اجبار النظام وحلفائه على الدخول بشكل جدي في عملية الانتقال السياسي، وإنما حتى على اجباره على السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، والتي من المفروض أن تكون خارج اطار العملية التفاوضية.

 

وفي هذا السياق قال الكاتب والصحفي “أحمد كامل” أن “اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا جاء لتضييع الوقت ولم يعالج بشكل جدي المواضيع الرئيسة”، مضيفاً أن المجموعة الدولية تضم أنظمة معادية للشعب السوري مثل إيران وروسيا.

 

وأشار “كامل” في حوار مع راديو الكل، إلى أن الأمم المتحدة والدول العظمى والدول العربية، فشلت في إدخال السكر والطحين إلى المناطق التي يجوعها النظام، مضيفاً أن الأطراف غير القادرة على إدخال السكر والطحين ليس بمقدورها إحداث تغيير جذري في النظام.

 

لافتاً أن لا يمكن الوصول إلى العملية السياسية في ظل عدم وصول المفاوضات إلى شيء يذكر، سوى ورقة المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” حول مبادئ عامة وكلام انشائي يوافق عليها جميع السوريين.

 

واعتبر “كامل” في ختام حديثه، أن “دي مستورا” غير قادر على الوقوف في وجه روسيا والنظام وإيران لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن وقف إطلاق النار يتوجب وجود ردع للجهة التي تقوم بالخرق وليس تسجيل الخروقات فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى