انخفاض مفاجئ بأسعار المحروقات في المناطق المحررة

أخيرا وبعد طول انقطاع تم الافراج عن مادة المازوت، وعادت الحياة للانتعاش في أسواق المناطق المحررة في إدلب وحماة وحلب، بعد أزمة محروقات خانقة ضربت بتلك المناطق، وذلك عقب سماح الوحدات الكردية ،أمس الثلاثاء، لصهاريج المازوت بالدخول الى الشمال السوري المحرر قادمة من مدينة عفرين، بعد أكثر من 40 يوماً على اغلاق الطريق الواصل بين عفرين والمناطق المحررة، وأشار بعض الأهالي أن الكمية التي سمحت بمرورها الوحدات الكردية خجولة ولم تتجاوز الـ 50 صهريج.
بوادر انفراج تلك الأزمة، بدأت من مناطق ادلب وريفها، مع انخفاض عاجل بأسعار تلك المادة، حيث وصل سعر البرميل الواحد الى نحو 40 ألف ليرة سورية، وبلغ سعر اللتر الواحد 400 ليرة بعد أن كان سعره 600 ليرة.

60 ألف ليرة هو سعر برميل المازوت في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، بعد أن وصل سعره 100 ألف ليرة، حيث قال مراسل راديو الكل في حلب، أنه وبعد انقطاع دام حوالي الشهر، دخلت نحو 100 شاحنة محملة بالمازوت إلى تلك المدينة، مشيراً إلى أن سعر المازوت لم ينخفض في داخل مدينة حلب لساعة إعداد التقرير حيث لا يزال سعر لتر المازوت الواحد500 ليرة سورية، بسبب عدم انتظام أسعار السوق وتخوف التجار من قطع الطريق القادم من مدينة عفرين مرة أخرى.

الريف الحموي حاله كحال باقي المناطق، والذي شهد بدوره انخفاضاً مفاجئاً في سعر لتر المازوت بعد أن عانى الأهالي كثيرا من غلاء الأسعار حيث انخفض سعر برميل المازوت إلى النصف تقريبا، بعد أن كان يبلغ سعر البرميل 100 ألف ليرة سورية انخفض إلى 55 ألف.

ويتخوف ناشطون من عودة إغلاق طريق المازوت مرة أخرى بسبب تنازع عدة أطراف في ريف حلب الشمالي وهي تنظيم داعش والوحدات الكردية وقوات النظام والثوار، وصراعهم على تلك المنطقة التي يمر منها المعبر الوحيد للمحروقات، مؤكدين أن حل هذه الأزمة لن يتم إلا بزوال النظام.

اليوم وبعد اتهامات كثيرة، فتح طريق استيراد المازوت، حيث تحدث ناشطون عن تحذيرات أطلقتها غرفة عمليات فتح حلب أنه في حال عدم استجابة الوحدات الكردية للدعوات “السلمية” بفتح الطريق، سيتم العمل على فتحه بالقوة واستهداف كافة حواجز الوحدات الكردية لأنها “ستصبح هدفاً مشروعاً”، فيما عزا آخرون أسباب تلك الأزمة لعوامل عدة ساهمت في ازدياد حجم معاناة الأهالي جراء فقدان المحروقات.

ويقول بعض الأهالي أن انقطاع المازوت عن المناطق المحررة هو قرار دولي وأجندة خارجية تهدف لحصار هذه المناطق واخضاعها لنظام الأسد، ومن ثم الوصول إلى مرحلة تقتل الناس بعضها البعض.

لمادة المازوت أهمية كبيرة في شتى مجالات الحياة التي أصيبت بالشلل بعد ارتفاع صاروخي بأسعارها، حتى بدأ شبح اختفاء تلك المادة يلقي بظلاله على المخابز والمشافي والمنشآت الخدمية، الأمر الذي أدى لإصابة المدنيين باليأس بسبب مسلسل المحروقات وفصوله التي لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى