أخطر تداعيات حصار حلب.. فقدان رغيف الخبز وارتفاع سعره

راديو الكل – خاص

منذ فترة والاشتباكات على طريق الكاستيلو شمالي حلب محتدمة، فتارة تتقدم المعارضة وأخرى تتقدم قوات النظام للسيطرة على هذا الطريق الحيوي الذي يربط أحياء المدينة بريفها الشمالي.

وبغض النظر عن الخطر العسكري الذي يتربص بثوار الشمال جراء تقدم النظام على هذا الطريق وقطعه، إلا أن هناك خطر أكبر سيطال المدنيون في حال استمرت سيطرة النظام على هذا الطريق، إنه الحصار الذي تحذر منه مؤسسات حلب المدنية المعارضة منذ فترة ليست قصيرة.

الحصار الذي يفشل النظام بموجبه كل تمرد عسكري ويضطر بموجبه الثوار لإبرام الهدن، ويتجلى الحصار في أبرز صورة ومنذ الدقائق الأولى له بارتفاع الأسعار وفقدان المواد من الأسواق، وعلى رأسها لقمة الخبز فما أن أطبق الحصار الكامل على حلب حتى توقف عدد كبير من الأفران عن البيع بسبب نفاذ مادتي الطحين والمازوت بعد انقطاع طريق الكاستيلو، كما توقفت عدة جمعيات خيرية عن توزيع الخبز المجاني.

وغابت “بسطات” بيع الخبز عن مدينة حلب بسبب امتناع الأفران عن تزويدها، حتى وصل سعر ربطة الخبز زنة 600 غرام إلى مايقارب 300 ليرة سورية، في وقت يتخوف فيه الأهالي من وقوع مجازر كبيرة إذا ما استهدف الطيران “طوابير” الخبز.

ويرصد مراسلنا في حلب “أحمد دك” استطلاعاً عدد من المواطنين في ظل أزمة الخبز، مشيرين إلى أنهم عمدوا على تخزين المادة بعد فقدانها وارتفاع سعرها وزيادة الطلب عليها واغلاق الأفران، لافتين إلى الإزدحام الكبير على الأفران بسبب توقف معظم الأفران عن العمل لنفاذ الطحين والمازوت وبسبب توقف تقديم الجمعيات للخبز إلى جانب توقف بسطات بيع الخبز.

وزاد الطين بلة هو أن المجلس المحلي لمدينة حلب عمد لوقف توزيع السلل الإغاثية لمدة شهر مبرراً ذلك بظروف الحصار الذي يتطلب ترشيد الاستهلاك، وبوضع آلية وخطة جديدة للتوزيع أكثر إنصافاً بحيث تطال جميع المواطنين وألزم المجلس في بيانه جميع المنظمات والجمعيات الإغاثية للعمل بمضمون القرار، حسب رئيس المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة حلب “علي شيخ عمر”.

وتأتي هذه البلبلة المعيشية في مدينة حلب، في وقت أعلن فيه المجلس المحلي لمدينة حلب بأنه اتخذ إجراءات احترازية تحسباً لحصار المدينة منذ بضعة أشهر مثل توفير مخزون من الطحين والمحروقات.

ولكن ومع كل الإجراءات الاحترازية فإن الذين لا يمكن انكاره أن الحصار يخل بقانون العرض والطلب في السوق، وأن ارتفاع الأسعار وفقدان المادة واحتكاره شر لا بد منه في مثل هذه الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى