حرمان مليوني مواطن إدلبي من الطبابة بعد قصف مراكز طبية

راديو الكل – خاص

في العام 2013 أدرج مجلس الأمن الدولي جبهة النصرة على لائحة الإرهاب ليجيز لأي مجرم استهداف المناطق التي تسيطر عليها، بغض النظر عن المدنيين القاطنين في تلك المناطق، والمراكز الطبية والتربوية ومنظومات الإسعاف.

وفي محافظة إدلب السورية، يبرز الوجه الأمثل لانتهاك أرواح المدنيين والمنشآت الخدمية التي يستفيدون منها بحجة محاربة الإرهاب وسيطرة النصرة، رغم أن الأعراف الدولية تنص على تحييد هذه المنشآت عن القصف أي كانت الأسباب، وآخر الأخبار الواردة حول استهداف المنشآت الطبية في محافظة إدلب كان قصف الطيران الحربي في التاسع عشر من الشهر الجاري مبنى مديرية صحة إدلب، وأتبعه في اليوم التالي بقصف مماثل على ذات المكان ما أسفر عن دمار كبير في مبنى وتجهيزات المديرية.

وأعلنت المديرية عقب ذلك، عن إيقاف العمل فيها وفي مركز الطبقي المحوري والذي يخدم المواطنين في كل محافظة إدلب حسب مدير صحة إدلب الدكتور”منذر خليل”.

وأضاف “خليل” لراديو الكل، أنه في الأسبوع تم استهداف مبنى مديرية الصحة بإدلب مرتين ما أدى إلى أضرار في البنية التحتية وتكسر الأبواب والنوافذ، ما أدى إلى تعطل أجهزة المخابر وتوقف العمل ضمن مبنى المديرية بشكل كامل.

ولفت إلى أن الاستهداف طال أيضاً جهاز الطبقي المحوري ضمن المشفي الوطني، ما أسفر عن تهدم أجزاء مهمة بالمشفى قدرت بنسبة 60% وتوقف جهاز الطبقي المحوري الوحيد في المنطقة، والذي يخدم حوالي مليوني نسمة وسط صعوبة في تأمين هذه الخدمة، لافتاً إلى وجود بديل واحد لكن بمكان بعيد ولا يفي بالغرض.

وتسبب إيقاف عمل مركز الطبقي المحوري بخطر على مرضى الجهاز العصبي بوجه خاص، حيث ستصبح إمكانية تشخيص مرضهم مستحيلة، وسيقتصر ذلك على تقديرات الأطباء وخبراتهم، وفقاً لخليل.

وسبق استهداف مديرية الصحة ومركز الطبقي المحوري استهدافات كثيرة تعدت المئة منشأة طبية بين مشفى ومركز ونقطة منذ بداية العام الجاري في محافظة إدلب لوحدها، عدا عن الانتهاكات التي يتعرض لها الطاقم الطبي من قتل واعتقال.

وأشار “خليل” في هذا السياق إلى تهدم حوالي 65% من المشافي العامة بشكل كامل، وتهدم ما يقارب الـ 50% من مراكز الرعاية الصحية، فيما استشهد 185 عنصراً من الكوادر الطبية في إدلب، إلى جانب اعتقال حوالي 700 آخرين، منوهاً إلى الإقبال على فجوة في الكادر الطبي نتيجة الهجرة أو الإعتقال أو استشهاد الكوادر.

يضاف لذلك تحديات أخرى مثل تفخيخ السيارات المخصصة لنقل المرضى والمصابين في خطة ممنهجة لقتل كل مظاهر الحياة في المناطق المحررة، لكن إرادة الصمود والاستمرار هي أكبر حسب مدير صحة إدلب.

ورغم الظروف الصعبة التي تتعرض لها الكوادر والمنشأت الطبية في محافظة إدلب، فإن مديرية صحة إدلب تصر على مواصلة عملها بشكل حثيث لإنقاذ الأبرياء الذين يتعرضون للقصف العشوائي من طائرات النظام ونظيرتها الروسية.

ولفت “خليل” إلى توجيه عدة مناشدات خاصة لمنظمة الصحة العاليمة لتحمل مسؤولياتهم لمخاطبة مؤسسات الأمم المتحدة لتحييد المنشآت الطبية والكوادر والمشافي عن قصف الطيران، مشيراً أن جميع النداءات باءت بالفشل.

وأضاف في ختام حديثه أنه لا تزال جهود ومناشدات المديرية مستمرة بمخاطبة مكاتب الأمم المتحدة، بهدف الضغط على النظام وحلفائه لتحييد المنشآت والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف والدفاع المدني عن القصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى