شبح الموت يخيم على مرضى “القصور الكلوي” في مدينة منبج بريف حلب الشرقي

أوضاع مأساوية على كافة الأصعدة تعيشها مدينة “منبج” بريف حلب الشرقي، في ظل المعارك الدائرة بيت تنظيم وداعش والوحدات الكردية، الأمر الذي فاقم أيضاً من سوء الأوضاع الطبية، ما زاد من معاناة المصابين بأمراض مزمنة، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على العلاج، وخاصة “مرضى الكلى”.

وفي هذا الصدد قال مراسل راديو الكل في حلب:” إنه تم تسجيل حالة وفاة لمريض بالكلى، بسبب نقص المعدات والأدوية اللازمة للعلاج”.

وقال الدكتور “محمد الحماد” أخصائي الجراحة العامة بالمشفى الوطني سابقاً في مدينة منبج لراديو الكل: “إن تدهور الأوضاع الصحية في المدينة، أدى الى تزايد أعداد الوفيات بين المرضى، لعدم وجود أطباء وأدوية، وانتشار لكثير من الامراض السارية لانعدام المواد المعقمة أيضاً.

وأضاف الدكتور “الحماد” أن من الأسباب التي ساهمت في ارتفاع أعداد الوفيات بالنسبة لمرضى القصور الكلوي، هو قيام تنظيم داعش منذ سيطرته على المدينة بإغلاق قسم الكلية، وتحويل جميع المرضى نحو المشافي في مناطق سيطرته في الرقة أو نحو مدينة الباب، الأمر الذي يؤدي لوفاة كثير من المرضى، نتيجة عدم تحملهم لأعباء السفر وانتظار دورهم في المشافي البعيدة:

وكان قسم الكلية يتواجد في المشفى الوطني سابقاً، قبل سيطرة داعش على المدينة وكل ما فيها من منشآت طبية وخدمية، وكان يحوي على عدة أجهزة ومعدات خاصة بالمرضى المحتاجين لغسيل الكلى:

وحول الأوضاع الصحية لمرضى القصور الكلوي في المدينة، وأعداد المراجعين للمركز يومياً، أوضح الدكتور “الحماد” لراديو الكل:” أن عدد المرضى يصل لأكثر من 200 مريض في عموم المنطقة، وما يقارب من 25 مريض يترددون بشكل شهري على المركز.

وأشار الدكتور “الحماد” إلى أن قسم غسيل الكلية يعمل على مدار أربع وعشرين ساعة يومياً، لتقديم جلسات غسيل الكلية للمرضى المراجعين، وكان الكادر المختص يقوم بجلسات غسيل لأربع مرضى يومياً.

ولم يكن المشفى الوطني، يعاني من فقدان للأدوية اللازمة بمرضى الكلى قبل دخول تنظيم داعش، حتى أن الأدوية الخاصة بقسم غسيل الكلية كانت متوافرة بشكل دوري وفقا لما تحدث به الدكتور “محمد الحماد”.

كما نوه إلى أن مدينة منبج لا يوجد فيها اليوم أخصائي كلية، حيث كان يتواجد فيها طبيب مختص وحيد، لكنه اضطر ومنذ مدة قصيرة لترك المدينة والتوجه نحو مناطق النظام، ما دفع بالفنيين لتسلم قسم غسيل الكلية وإدارة أموره:

وأوضح أنه ومنذ سيطرة تنظيم داعش تحول المشفى الوطني لمشفى ميداني خاص بجرحى عناصر التنظيم الذي عمد لإغلاق الكثير من أقسام المشفى الخاصة بغسيل الكلى وبمرضى التلاسيميا، ولم يتم استقبال أي حالة من الحالات المرضية بغض النظر عن مدى خطورتها.

وذكر الدكتور “الحماد” أن سيطرة تنظيم أثرت سلباً وبشكل كبير على الدعم، الذي كان يقدم من قبل المنظمات الدولية لمشفى منبج عامة ًولقسم غسيل الكلى خاصةً، مؤكداً أن المشفى شهد تقدماً ودعماً ملحوظاً إبان سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة:

اذاً ما بين مطرقة داعش وسندان القوات الكردية، تبقى معاناة مرضى غسيل الكلى مستمرة، ويبقى الواقع الطبي يمضي نحو الأسوأ، في ظل صمت دولي مطبق عن الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين الذين باتوا دروعاً بشرية لكلا الأطراف المتصارعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى