أطفال حماه الحرة يشربون الحليب الحيواني بعد ارتفاع سعر الحليب الصناعي

ظهرت عدة حالات نقص التغذية المتوسطة بين الأطفال الرضع في ريف حماه المحرر، تمثلت بانخفاض واضح في الوزن وحالات من الإسهال والترفع الحروري، نتيجة للجوء الأهل للحليب الحيواني عوضاً عن حليب الأم أو الحليب الصناعي.

وقال أحد العاملين في المكاتب الإغاثية بالمنطقة لراديو الكل، أنه لم تصلهم أية دفعة حليب أطفال منذ ما يقارب العامين، مشيراً إلى توافر كمية قليلة من الحليب الصناعي في الصيدليات لكن أسعارها مرتفعة.

ويرتفع سعر علبة حليب الأطفال في حال توافرها لحدود فاقت قدرة الأهالي المادية، ما جعل الخيار الأمثل مادياً هو الحليب الحيواني حسبما أفاد أهالي ريف حماه المحرر لردايو الكل، الذين لفتوا إلى عدم تقديم حليب الأطفال لمناطق ريف حماه المحررة منذ سنتين، فيما كانت صلاحية آخر دفعة قاربت على الإنتهاء.

في حين قال أحد المواطنين أن الطفل الرضيع الواحد بحاجة أسبوعياً لحليب صناعي بقيمة 3500 ليرة سورية، ما دفع الأهالي للإعتماد على حليب الأبقار والماعز وخلطه بالمياه للتخفيف من نسبة الدسم، ومن لا يجد حليب حيواني يقوم بطحن الأرز ما تسبب بعدة إسهالات.

وتسائل المواطنون عن سبب اختفاء المادة وانقطاع دعمها المقدم منذ سنتين، لافتين أن المادة كانت تصل إلى المناطق المحررة في كل شهر أو شهرين.

بدوره أشار الصيدلاني “قاسم دخان” لراديو الكل، إلى تسجيل 10 حالات سوء تغذية متوسطة بين الأطفال الرضع خلال الشهرين الماضيين، تمثلت العوارض بإسهالات وتسممات وترفع حروري، ناتج عن نقص الغذاء أو تبديله.

وشدد أن الطفل الرضيع بعمر 6 أشهر وما دون يحتاج حصراً لحليب الأم أو للحليب الصناعي رقم “واحد”، وأن تبديل نوعية الحليب بحليب حيواني يؤدي إلى التهابات أمعاء ونقص واضح في الوزن وميول لون الوجه للأصفر.

ولفت أن ما يفوق الـ 50% من نسبة الأمهات بتنَّ غير قادرات على الإرضاع، بسبب تقص التغذية أثناء الحمل أو في فترة الإرضاع، وكذلك الخوف الشديد من القصف وحالات النزوح المستمرة.

وبينّ “دخان” أن مساعدات المنظمات الإغاثية لا تتجاوز نسبة الـ 10% من احتياجات المدنيين، كما أن المساعدات لا تصل سوى بعد مرور عام تقريباً على طلبها وحين وصولها تكون صلاحيتها قاربة على الإنتهاء، مشيراً إلى الاستجابة الضعيفة من قبل مديرية الصحة في ظل عدم توافر الإمكانيات.

واوضح الصيدلاني على قيام بعض ضعفاء النفوس بإحتكار حليب الأطفال وربط سعره بالدولار، حتى بلغت علبة الحليب الواحدة ما بين (2000 و 3000) ليرة سورية، فيما تكون حاجة الطفل الواحد شهريا ما لا يقل عن 4 علب، وطالب “دخان” بإيجاد حل سريع للمعضلة الحالية لأنها أمر أساسي للأطفال.

وتعتبر أزمة حليب الأطفال من الأزمات المتجددة بمختلف المناطق المحررة والمحاصرة في سوريا، ورغم العمل لإيصال هذه المادة إلى العديد من المناطق إلا أن صعوبة الطرقات والظروف الأمنية تعرقل ذلك كثير من الأحيان، عدا عن تحكم التجار بالأسعار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى