“العشى الليلي” ينتشر في أحياء دير الزور المحاصرة بسبب نقص فيتامين “A”

تتالى الأزمات التي يعيشها أهالي دير الزور بأحيائها المحاصرة من قبل داعش والخاضعة لسيطرة النظام، فابتداء بأزمات المياه والخبز وليس انتهاء بالمشاكل الصحية المتعددة التي كان أخرها “العشى الليلي” والذي انتشر بين  الشباب والشيوخ، وعند مراجعة المصابين للنقاط الطبية والصيدليات تبين أن السبب الأساسي لهذه الحالات هو نقص فيتامين A.

وأشار “عامر هويدي” مدير شبكة ديري نيوز لراديو الكل، إلى أنه في الأونة الأخيرة ظهرت حالات مصابة بمرض “العشى الليلي” بين أعداد كبيرة في الأحياء المحاصرة والخاضعة لسيطرة النظام.

وأضاف “هويدي” أن الإصابات المنتشرة بين الشباب وكبار السن تم عرضها على الصيادلة والذين أرجعوا سبب المرض إلى نقص فيتامين “A” نتيجة لظروف الحصار المفروضة، منوهاً أن الأدوية الخاصة بالعلاج مفقودة داخل الصيدليات.

بدوره أفاد “جلال الحمد” مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، بأن مرض العشى الليلي منتشر في الأحياء المحاصرة بدير الزور منذ فترة، إلا أن الحالات بدأت مؤخراً بالتزايد حيث تم تسجيل عشرات الحالات، إذ تنعدم الرؤية بشكل تام عند المصاب مع حلول الظلام بسبب نقص فيتامين “A”، وعدم توافر التغذية والأدوية الكافية واللازمة.

وأضاف “الحمد” لراديو الكل، أن الإصابات توزعت بين الشباب والشيوخ والنساء، فيما يعد المرض من الأمراض التي تظهر تباعاً في الأحياء المحاصرة نتيجة نقص الأدوية، حيث ظهرت أمراض التهاب الكبد الوبائي “A” و “B” سابقاً، كما سجل حالياً حالات إصابة بالتهاب الكبد “C”.

واعتبر أن المساعدات التي لا يزال يدخلها برنامج الأغذية العالمي إلى دير الزور لا تلبي كافة الإحتياجات، وسط منع النظام البرنامج من إدخال الأدوية والوقود، كما لا يوجد إشراف دولي على عملية توزيع الأغذية المخصصة بشكل عادل، إذ حرم عدد كبير من العوائل من المساعدات.

وناشد “الحمد” كافة المنظمات الدولية لإدخال الأغذية والأدوية لتجنب الأمراض، مشدداً على ضرورة تأمين الخضراوات التي تحتوي على فيتامين “A”، حيث تفتقر أحياء دير الزور المحاصرة للخضراوات وفي حال توافرها تكون أسعارها غالية وتفوق قدرة الأهالي الشرائية.

وأوضح على أن المساعدات المقدمة من قبل برنامج الأغذية العالمي منذ نيسان الماضي، لم تساهم في تقدم الأوضاع الإنسانية للمحاصرين بل على العكس أدت إلى تراجعها، حيث انتشرت عدة أمراض جديدة، لافتاً إلى وجود سرقات في المواد الغذائية المقدمة.

منوهاً أن البدائل في تلك الأحياء خجولة إذ لا تكفي الحدائق المنزلية حاجة المحاصرين، كما حُرم الأهالي من حي البغيلية الذي سيطر عليه تنظيم داعش بداية العام والذي كان يحتوي على مساحات زراعية كبيرة.

 

وشدد “الحمد” أنه لا بد من إعطاء حرية الحركة للمحاصرين والمصابين والمرضى للخروج بسهولة من أحيائهم والوصول إلى المدن السورية الآخرى، لافتاً إلى ضرورة توسيع عملية الإسقاط وإدخال كافة المساعدات من غذاء ودواء ووقود.

و”العشى الليلي” هو عدم القدرة على الرؤية بوضوح في الظلام أو عندما يكون الضوء خافت عموماً، ويعود سبب المرض إلى خلل يصيب خلايا شبكية العين المسؤولة عن الرؤية الليلية، وكون هذه الخلايا تتكون بشكل أساسي ومستمر من مادة بروتينية وفيتامين A  ، فإن نقص الأخير يسبب خللاً في التكوين وبالتالي إصابة الشخص بحالة العشى أو ما يعرف بالعمى الليلي، وفقاً لما أفادت طبيبة العيون “لورين عز الدين”.

و “العمى الليلي” أحد أعراض نقص الفيتامين A  ويضاف لها جفاف العين والتهابها وتوقف النمو لدى الأطفال وجفاف البشرة والشعر، والحساسية اتجاه الالتهابات البولية والتهابات الجهاز التنفسي، والطريقة المثلى لتلافي هذه الأعراض بتناول الفيتامين المذكور إما عبر المكملات الغذائية أو من الغذاء نفسه، وأغنى المواد به الخضار الخضراء والكبدة وفقاً للطبيبة “عز الدين”.

ولفتت إلى المواد التي تساعد في تحسين الرؤية الليلية متمثلة بـ (عشبة التوت، العنب وبذوره، الخضار ذات الأوراق الخضراء، المشمش، الخوخ، المنغا، الجزر، الخس، البطاطا الصفراء، النعناع، البقدونس، الهندباء البرية، السبانخ، البقلة، البطيخ الأصفر، القرع، الكبدة).

ونوهت إلى أهمية الزنك المعدني في نقل الفيتامين “A” من بعض الأغذية الغنية به، كاللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمكسرات والبازلاء السوداء.

وكان برنامج الأغذية العالمي عمل على إيصال المساعدات للمحاصرين في مدينة دير الزور جواً، ولكن لم تحو ِ المواد الملقاة على المكملات الغذائية الخاصة بالعشى الليلي، و هو ما فاقم الوضع الصحي لعشرات المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى