1500 ليرة سورية حاجة الفرد اليومية في الحسكة لتأمين الخبز

يتحول الخبز شيئاً فشيئاً إلى مادة نادرة في غالبية المناطق السورية، من بينها محافظة الحسكة التي تشهد أزمة حادة منذ أسبوع امتدت إلى مدينة القامشلي، وذلك بسبب عدم توافر الطحين في الأفران جراء تراجع إنتاج المطاحن العامة إلى أقل من خمسين بالمئة، فضلاً عن توقف مخبز الحسكة منذ أسبوعين.

قوات النظام والوحدات الكردية تتلاعب بوجود الخبز وأسعاره وتتبادل الاتهامات حول أسباب نقصه، فالنظام يتهم الوحدات بسرقة مخصصات الخبز ونقلها إلى مدن كوباني ومنبج والسد لكسب تأييد أبناء تلك المناطق، والوحدات تقول بأن النظام يتحمل مسؤولية أزمة الخبز بسبب إغلاقه للأفران، إلا أن عضو شبكة الحسكة الحدث “صهيب الحسكاوي” نفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن السبب الأساسي وراء أزمة الخبز في الحسكة هو انخفاض إنتاج الطحين إلى مئتي طن يومياً، في حين تبلغ حاجة السكان نحو خمسمئة طن، لافتاً إلى أن محافظ الحسكة كان قد نوّه قبل يومين إلى انتهاء الأزمة خلال ثلاثة أيام، إلا أنه وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لا يزال المخبز الآلي في مدينة القامشلي متوقفاً عن العمل، وكذلك الأمر فيما يتعلق بمخبزي الصالحية والملعب البلدي.

قلة إنتاج الأفران العامة للخبز دفع السكان لشرائه من الأفران الخاصة بأسعار مرتفعة، بلغ معها سعر كيلو الخبز ثلاثمئة ليرة سورية، بينما يتراوح سعر الكيلو الواحد في الأفران العامة بين مئتين إلى مئتين وخمسين ليرة، ما يعني إضافة أعباء مالية كبيرة على المدنيين الذين باتت حاجة الفرد منهم تتجاوز ألف وخمسمئة ليرة سورية لتأمين مادة الخبز.

محافظة الحسكة التي ترفد سوريا بنصف إنتاج القمح؛ تعيش أزمة خبز حادة بسبب دفع النظام بمادة الطحين إلى المناطق الخاضعة لسيطرته في العاصمة دمشق واللاذقية وطرطوس، والتي يتم نقلها عبر مطار القامشلي بعد انقطاع الطرق البرية جراء المعارك الدائرة بين تنظيم داعش والوحدات الكردية كما يختم الحسكاوي.

إذاً تحصيل رغيف الخبز أصبح الهاجس اليومي لسكان العديد من المناطق السورية، بعد توقف معظم الأفران وغياب مادة الطحين، وليغرق السوريون أكثر فأكثر في  أزمة إنسانية وحرب لا تقل قسوة عن أي حرب أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى