سوء التنسيق بين الجهات الخدمية يؤدي الى حرمان النازحين في بلدة الدار الكبيرة من مادة “الخبز”

تتعالى أصوات النازحين المتواجدين اليوم في بلدة “الدار الكبيرة” بريف حمص الشمالي، مطالبة بمد يد العون لهم، وتأمين المادة الرئيسية ألا وهي الخبز، َبالإضافة لموضوع المأوى والمواد الأساسية الأخرى.

وكانت بلدة الدار الكبيرة، شهدت موجة نزوح من قريتي” قزحل وأم القصب” بريف حمص الغربي، بعد عمليات عسكرية شنتها قوات النظام، عمدت من خلالها لتهجير السكان في تلك القريتين باتجاه ريف حمص الشمالي.

موجة النزوح تلك دفعت بمجلس محافظة حمص الحرة للتحرك، لتقديم ما يلزم بالتعاون مع منظمة شام الإنسانية، وتم تشكيل لجنة لمتابعة أمور الأهالي المهجرين، وفق ما تحدث به لراديو الكل “أبو طه أيوب” رئيس دائرة المشاريع بمجلس محافظة حمص الحرة، لافتاً الى التنسيق مع المجلس المحلي لبلدة الدار الكبيرة والهيئات الاغاثية العاملة في الريف الشمالي، كما تم تشكيل مجلس محلي مؤقت من أبناء قريتي قزحل وأم القصب لمتابعة شؤونهم.

ونتيجة لتسارع الأحداث الميدانية، وإطلاق الثوار لمعركة” تلبية النداء ” فإن سكان قرى “المحطة وسنيسل وجوالك”، اضطروا للنزوح أيضاً باتجاه بلدة الدار الكبيرة، المكتظة أصلاً بالنازحين، ما دفع أيضا بالمجلس المحلي بالإسراع لقديم ما يلزم لكل العائلات النازحة والبالغ عددهم نحو 125عائلة، فيما بلغ عدد العائلات النازحة من قريتي قزحل وأم القصب نحو 500 عائلة، حيث تم  تجهيز مراكز الايواء للعائلات النازحة، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، وتقديم ما يلزم أيضا من فرش وأغطية وماء، كما تم تنظيم مركز وجداول لتوزيع الخبز، وفق ما تحدث به المحامي “نواف العزاوي” من المكتب القانوني في المجلس المحلي لبلدة الدار الكبيرة، لراديو الكل.

وأوضح “العزاوي” أن المساعدات التي قدمت لنازحي قريتي “قزحل وأم القصب” هي على الشكل التالي:” تم تقديم 150 سلة غذائية ومبلغ 1000 دولار مقدمة من مؤسسة رحمة الاغاثية، وتم تقديم 550 فرشة و173 كيس بطاطا من مؤسسة أميسا، وقام فريق ملهم التطوعي بتقديم مياه الشرب مجاناً عن طريق صهاريج جوالة على مراكز إيواء النازحين.

وعن موضوع دعم النازحين بمادة الخبز قال “العزاوي” أن مؤسسة شام الإنسانية قامت بتقديم وجبة خبز واحدة فقط دون التنسيق مع المجلس، ما سبب مشكلة في موضوع التوزيع، فيما قام فريق ملهم التطوعي بتقديم 7 وجبات من أصل عشرة وذلك بالتنسيق مع المجلس.

وتفيد الأنباء الواردة اليوم من بلدة الدار الكبيرة، عن شكاوى عدة يطلقها النازحون من كلا الريفين الشمالي والغربي، بسبب سوء التنسيق في توزيع المعونات، وحصول بعض العائلات على معونات، على حساب العائلات الأخرى، وخاصة في مادة الخبز.

وحول المشكلة في توزيع مادة الخبز وحرمان عوائل أخرى منها، أرجع المحامي ” نواف العزاوي ” من المكتب القانوني بالمجلس المحلي لبلدة الدار الكبيرة الأسباب، إلى قيام “منظمة شام الإنسانية العاملة في المنطقة، بتقديم الخبز لأهالي قزحل وأم القصب فقط دون النظر الى باقي النازحين، ودون الرجوع للمجلس المحلي.

فيما أوضح ” أبوطه أيوب ” من مجلس محافظة حمص الحرة، أنه وبسبب الأعداد الكبيرة للنازحين، شهدت الأيام الأولى لوصولهم لتلك البلدة حالات من الفوضى، مؤكداً أنه تم متابعة أمور النازحين وسارت الأمور بشكل طبيعي، مؤكداً أنهم على متابعة وتنسيق دائم ما بين المجلس المحلي المؤقت وبين الهيئات الأخرى لتذليل كل الصعاب، ضمن الإمكانيات المتاحة، في ظل الأعداد الكبيرة.

وأكد أن أغلب الأسر النازحة اليوم لا تعاني من مشكلة السكن، حيث تم تأمين مراكز ايواء لهم، ومنهم من ذهب للسكن في مناطق أخرى غير الدار الكبيرة.

فيما قال المحامي” نواف العزاوي ” من المجلس المحلي عن استمرار الشكاوى من قبل النازحين من قرى سنيسل وجوالك، بخصوص حرمانهم من مادة الخبز، على أمل إيجاد الحل اللازم لتلك المشكلة.

اذاَ ما بين أخذ ورد ببين المجلس المحلي من جهة وبين مجلس محافظة حمص الحرة من جهة أخرى، تبقى المعاناة مستمرة بخصوص مسألة التوزيع العادل للمعونات، وتبقى العائلات النازحة الى بلدة الدار الكبيرة، تطالب تلك الجهات والمنظمات النظر بعين العطف لأوضاعهم المأساوية، وسط مرارة النزوح التي لا ترحم كبيرا ولا صغيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى