مناشدات من قرى ريف حماة الجنوبي لتأمين الطحين بعد توقف الأفران

كارثة إنسانية على وشك الحدوث في قرى وبلدات “تقسيس والقنطرة ” وما حولها في الريف الجنوبي الشرقي لحماة، وسط اتباع قوات النظام لسياسة “الجوع أو الركوع “.

ووفقاً لمصادر ميدانية فالريف الجنوبي بأكمله، يشكو اليوم من موضوع الاغاثة والمعيشة، كون غالبية هذه المناطق هي أهداف محققة لمدفعية قوات النظام، كما أن هناك غياب كامل لمجلس محافظة حماة عن مساعدة هؤلاء النازحين.

وتقع بلدة تقسيس جنوب شرق مدينة حماة ب 25 كم، وتبعد نحو 18 كم غرب مدينة سلمية ولها أهمية استراتيجية للثوار وقوات النظام، كونها تعتبر الشريان الرئيسي لريف حمص الشمالي، ويبلغ عدد سكان البلدة والقرى المحيطة بها 25 ألف نسمة بالإضافة للنازحين.

 

وتحدث مراسل راديو الكل في حماة “أحمد محمد” أن كل مقومات الحياة الإنسانية، تغيب عن أكثر من 15 قرية بالريف الجنوبي الشرقي لحماة، وسط شح في المواد الغذائية واهمها مادة الخبز، ومنع قوات النظام ادخال أي مادة للأهالي، وفي حال تم ادخالها فإن أسعارها تصل لمستويات عالية جداً،

 

وأضاف مراسلنا أن أغلب تلك القرى أفرانها متوقفة عن العمل، نتيجة لانقطاع مادة الطحين بشكل كامل، حيث لم يتمكن المزارعين من زراعة الأراضي، إضافة لاستهداف قوات النظام لكثير من الأراضي الزراعية وحرق محاصيلها، ومنعها لدخول آليات الحصاد لمناطق أخرى أيضاً رغم كل المفاوضات التي أجريت معهم.

 

وتابع مراسلنا أنه وفي منطقة تقسيس ومحيطها قام النظام وبعد مفاوضات مع الأهالي، بتسلم كميات من القمح مقابل إدخال مادة الطحين، إلا أن قوات النظام تسلمت مادة القمح، ولم تقم بإدخال الطحين، مما أدى لنقص حاد في هذه المادة.

 

ونوه مراسلنا في حماة إلى أن المنظمات الدولية ومنظمة الهلال الأحمر، هي الوحيدة التي بإمكانها الضغط على قوات النظام للسماح بعبور المواد الغذائية لتلك القرى والبلدات المحاصرة، لافتاً إلى أن

واقع الحصار الخانق وانعدام المواد الرئيسية، دفع بالأهالي لإطلاق صيحات الاستغاثة علها تخفف نوعا من معاناتهم.

 

بدوره قال “أبو محمد الحموي” من تنسيقية ريف حماة الجنوبي لراديو الكل: “إن المنطقة تشهد وضعاً معيشياً مأساوياً، وأن ما يحتاجه المدنيون هو مادة الخبز بشكل رئيسي، بعد تعمد النظام حرق محاصيل القمح والشعير واستهداف الآليات الزراعية، ومنعه الطحين عن تلك القرى.

 

وعن دور المجالس المحلية في هذا الأمر، أكد “الحموي” بأنه لم تقم أي جهة خدمية أو مجلس محلي بإيجاد أي حل لمشكلة المدنيين، كما لفت إلى عدم استجابة المنظمات الاغاثية لكل المناشدات والشكاوى.

 

وحول وضع الأهالي اليوم وكيف يتم العمل على الحصول على ربطة الخبز، ذكر “الحموي” أن قوات النظام تسمح للشخص الغير مطلوب أمنياً بالخروج كل يومين مرة واحدة ويسمح له بإدخال ربطة خبز واحدة فقط، وأضاف أن كيس الخبز يصل سعره الى 700 ليرة سورية في حال التمكن من ادخاله.

 

وفيما يتعلق بإمكانية إدخال الطحين لتلك القرى من خلال “طرق التهريب” بيّن “الحموي” أنه كان يتواجد طريق واحد “غير شرعي” يعمل ويتم الاستفادة منه، ولكن بعد دخول قوات النظام والميليشيا الموالية له، واحتلال قرى “الجرنية والرملية وحنيفة وجنان والشيخ عبد الله” تمكنت من قطع طرق الامداد بشكل نهائي، مشيراً أن هناك طريق آخر يتم التفاوض على شرائه من عناصر النظام، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن.

 

وختم “الحموي” حديثه لراديو الكل بالقول:” إن الطحين والماء والأدوية والخضروات، بالإضافة لمادة الديزل والغاز” هي من أهم المواد الرئيسية التي يحتاجها المدنيون اليوم، مطالباً كافة المنظمات الدولية النظر بأحوال المحاصرين في عموم الريف الجنوبي لحماة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى