أسواق حلب ومرافقها الحيوية تهتز مع بدء الحصار.. والمجلس المحلي: الأمل لازال قائماً

راديو الكل – خاص

منذ عدة أشهر، والاشتباكات متواصلة بين الثوار وقوات النظام على جبهة الكاستيلو في محاولة للسيطرة على هذا الطريق… ورغم تقدّم قوات النظام فيه، فإن الأمل بقي موجوداً بأن حلب لن تحاصر، لكن ما حصل بالأمس فقط كان كافياً لتبديد هذه الآمال، حيث سيطرت قوات النظام بالكامل على طريق الكاستيلو لتطبق بذلك الحصار الكامل على مدينة حلب، في ظل خذلان المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي حسب رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب بريتا حاجي حسن.

وأوضح أن شبح الحصار بدأ يخيم على مدينة حلب في شباط من العام الجاري، إلى أن دخلت حالياً تحت الحصار الكامل علماً أنها تضم  326 ألف شخص، 60% منهم من النساء والأطفال و20 ألف شخص هم أطفال دون سن العامين، لذا فإن الوضع ـ حسب الحسن ـ ينذر بكارثة على المدى المتوسط.

ورغم أن الحسن كان متفاءلاً بأن حلب لن تحاصر إلا أنه أكد أنه لم يكن أحد يتوقع أن تمارس المنظمات الإنسانية دور اللانسانية ضد حلب، كما لم يكن لأحد أن يتخيل اشتراك العالم في حصار حلب عبر دعمهم وسكوتهم على قصف النظام الممنهج للمدينة، مدعوماً بالطيران الروسي والميليشات الإيرانية

ومع الحصار الكامل، يتوجس السكان أكثر من تداعيات الحصار  الذي صار بموجبه تأمين الخضار والفواكه مهمة شيه مستحيلة، وأغلقت متاجر المدينة رغم محاولات خجولة لإجبارها على الافتتاح مرة أخرى والاعلان عن تسعيرة محددة… حيث إن حدة القصف جعلت من إمكانية الاستجابة أمراً ليس سهلاً، فالقصف استهدف 10 آلاف حصة غذائية وتسبب بخروج 5 مشاف عن العمل في يوم واحد داخل المدينة ودمار في منظومة الدفاع المدني وغير ذلك.

ويتحدث رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب عن المتوفر من المواد في الأسواق بالتأكيد على أن المواد الأساسية حصراً متوفرة، في حين تغيب المواد التي أسماها “الكمالية” مثل الخضار والفواكه، وإن كانت الكثير من متاجر حلب أغلقت، فإن الحسن يؤكد بأن اللجان والهيئات التابعة له استطاعت فتح عدة متاجر في حلب، ووجّه رسالة للتجار للتعاون معه والوعي لهذه المرحلة. مطمنئاً بأن التجاوب لهذه الأزمة مقبولاً حتى الآن.

وفي ظل ظروف الحصار والتي منعت ادخال أي مادة غذائية لمدينة حلب منذ نحو عشرة أيام، فإن وضع المخزون الاستراتيجي لا يبدو هو الآخر بخير حسب منظمة أوتشه التابعة للأمم المتحدة، فالتقرير الصادر عنها يتحدث عن كفاية المواد لنحو 200 ألف شخص فقط ولمدة شهر، في حين يبين عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أسامة تلجو أن الأمور ليست بهذا السوء والمخزون يكفي لأكثر من ذلك.

ويؤكد تلجو أن أحداً لم يستطع ادخال أي مادة غذائية أو اغاثية لحلب منذ أكثر من 10 أيام، كما أن المواد الاستهلاكية نفذت تقريباً، لكن الاحتياطي الغذائي يكفي لفترة ليست قصيرة، مطمئناً بأن الأمور أفضل مما ذكرة تقرير الأوتشه.

أما الإغاثة والتي أوقفها المجلس المحلي منذ فترة، فإنها لن تبقى كذلك حسب رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، حيث إن هناك خطة لإعادة تدويرها وترشيدها لتكفي جميع السكان والذين يحتاجون جميعاً لها حالياً، مبيناً أن ما حصل هو أن الإغاثة أجُلت ولم توقف بشكل نهائي، وذلك بغرض عدم الضغط على المواطنين في فترة لاحقة.

وإذا  كان تلجو يرى بأن الخطة من هذا الحصار هي الضغط على المدنيين ليفقدوا إرادة الصمود وبما يهيأ لفتح ممرات آمنة لاخلاءهم مقابل إبقاء العسكريين في مدينة حلب، فإن رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب بريتا حسن يؤكد بأن الآمال لازالت معلقة على الجيش الحر لفك هذا الحصار.

بالنهاية، فإن تجربة الحصار ليست جديدة على السوريين، هم يخترعون ويبتكرون البدائل دوماً، لكن المطلوب حالياً الوعي لتجربة الحصار منذ بدايته، بحيث يتنبه التجار بأن الاحتكار والتخزين يعني رفع أسعار المواد بشكل أكبر وبالتالي نفاذها وحرمان أبناء المدينة منها… ويبقى التعويل هو على إيمان وصبر وصمود سكان المدينة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى