شهادات حية يرويها ناجون من مجزرة الكيماوي في ذكراها الثالثة

نيفين عبد الرؤوف الدالاتي – راديو الكل

 

رغم مرور ثلاثة أعوام على مجزرة الكيماوي؛ إلا أن ذاكرة الناجين لا تزال تستذكر تفاصيل ذاك اليوم… فجر الواحد  والعشرين من آب عام ألفين وثلاثة عشر…

امرأة تستغيث فيخذلها الصراخ…

عائلة لم ينجُ منها من يروي قصة رحيلها…

أب يصرخ بأسماء أطفاله الذين ضاعوا بين الجثث التي انتشرت في الشوارع والحارات والأزقة…

وآخرون كثيرون ماتوا بصمت… وهم نيام

 

قبل ذلك التاريخ لم يكن أحد يعلم ماهو الكيماوي؛ إلا أن أهالي الغوطة عايشوه واقعاً وحقيقة لحظة سقوط أول صاروخ محمّل برؤوس كيماوية على أحياء مكتظة بالسكان، وليتهاوى الضحايا واحداً تلو الآخر كما ورق الشجر، حسب ما روى  أحد الناجين من المجزرة لراديو الكل، وهو يستعيد لحظات تلك الليلة بتفاصيلها وأهوالها التي بدأت تمام الساعة الثانية إلا ربع فجراً، دون أن يدرك هو أو أياً من أفراد عائلته ماهية الكيماوي أو طريقة التعامل معه.

ناجٍ ستينيّ من المجزرة؛ يروي كيف كان يهمّ بإشعال سيجارته لحظة سقوط أول صاروخ
ناجٍ ستينيّ من المجزرة

ناجٍ ستينيّ من المجزرة؛ يروي كيف كان يهمّ بإشعال سيجارته لحظة سقوط أول صاروخ، وكيف تحوّل لون السماء إلى الأصفر وبدأ معه الرعب والفوضى وسقوط الضحايا حتى المسعفين منهم، مستذكراً ذلك الحدث الاستثنائي الذي لم يشهد له مثيلاً خلال كل سنيّ حياته رغم ما مر عليه من حروب، ولتغدو المأساة أكبر باستشهاد زوجته واثنين من أبنائه.

 

أحد  المصابين بالكيماوي والناجين من الموت؛ يروي لراديو الكل اللحظات الأولى لاستنشاقه الغازات السامة، وكيف فقد وعيه بعد أن شعر بالدوار، ليجد نفسه وقد استيقظ في المشفى الميداني مجرداً من ثيابه، والمياه تصبّ بغزارة فوق جسده، وهو لا ينفكّ يردد الشهادة بين كل إغماء وصحوة.

أحد المصابين بالكيماوي والناجين من الموت
أحد المصابين بالكيماوي والناجين من الموت

الذهول والرعب كان سيد الموقف ذلك اليوم، كما تروي الممرضة “أم محمود” من الكادر الطبي في الغوطة الشرقية،  وهي التي واكبت المجزرة بكل تفاصيلها وجنونها.. تعود بذاكرتها إلى الوراء لتستذكر رائحة الكيماوي الذي استنشقت…. أصوات سيارات الإسعاف… الصراخ والأنات… وأصوات المآذن التي صدحت بعبارة واحدة: “كيماوي… كيماوي”! دون أن تنسى كيف تعثرت بالجثث خلال توجهها للمشفى،  فيما ترفض “أم محمود” توصيف ما حدث بالمجزرة، بل بيوم الحشر الأصغر كما تقول.

 

إذاً تفاصيل كثيرة وأهوال؛ تختزنها ذواكر الناجين من مجزرة الكيماوي… فيما لا يزال العالم يتشدّق بأن الكيماوي خط أحمر…. وهاهي ثلاثة أعوام مضت ونظام الأسد يتابع قمع الثورة السورية متجاوزاً جميع الخطوط الحمر على مرأى العالم  أجمع!

يمكنكم الاستماع للتقرير

 

 

 

يمكنم الاستماع إلى التغطية الكاملة

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى