وفاة طفل وإصابة 110 أشخاص “بفقر دم انحلالي” نتيجة التسمم في حلب المحاصرة

مي الحمصي – راديو الكل

سجل قسم الطبابة الشرعية في أحياء حلب المحاصرة وفاة طفل، وإصابة 110 أشخاص بـ “فقر الدم الانحلالي الحاد” نتيجة التسمم منذ عدة أيام، وذلك بعد تناولهم أطعمة مضاف إليها مادة “ملح الليمون” ما جعل الشبهات تدور حولها.

وقال مدير قسم الطبابة الشرعية ورئيس قسم الأدلة الجنائية “محمد أبو جعفر كحيل”: “معظم الحالات التي وصلت من المنطقة الوسطى والغربية في أحياء حلب المحاصرة، وتفاوتت أعمار المتسممين كون الإصابات عائلية، ولكن الأعراض ظهرت بشكل جلي على الأطفال خاصة كونهم الأقل مناعة”.

وأضاف “كحيل” لراديو الكل، أن التحقيقات الأولية من قبل فريق الأدلة الجنائية، وذلك بعد استجواب المصابين، تشير إلى أن جميع العوائل تناولت أطعمة مضافة إليها مادة ملح الليمون.

وأوضح “كحيل” أن التحاليل الطبية أكدت أن هناك تكسر وتلف للكريات الحمر ما سبب فقر الدم الانحلالي غير الوراثي، والذي ينتج عادة عن تناول مواد كيميائية، وملح الليمون من المواد الكيميائية المؤذية أن استخدم بطريقة غير صحيحة عادة، لكن الأعداد الكبيرة من المصابين تشير إلى أن هناك مادة أخرى أضيفت لملح الليمون ويشك أنها “نترات الأمونيوم” أو “القطرونة” حسب التحليلات الأولية.

وسجلت حالة وفاة قصور كلوي نتيجة التسمم وفق “كحيل”، الذي أشار إلى أن فقدان المواد المخبرية من أحياء حلب المحاصرة، أعاقت التأكد من نوعية المادة المضافة لملح الليمون، وما أعاق التحقيق أيضا صعوبة التنقل وعدم تعاون بعض المواطنين.

ولفت إلى تشكيل دوريات بالتعاون بين مجلس مدينة حلب والشرطة الحرية والطبابة الشرعية، للتجوال على كافة الباعة وفحص المواد الغذائية الموجودة عندهم، منوهاً إلى أن أكثر المواد التي تحتمل الغش والتدليس أطعمة الأطفال.

وطالب “كحيل” الأهالي بتبليغ الجهات المعنية عند الشك بغش المواد الغذائية والابتعاد عن الشفقة على هؤلاء الباعة كون أفعالهم قد تودي بحياة انسان.

من جهته، قال قائد الشرطة في حلب “أديب الشلاف”: “معظم حالات التسمم عولجت في مشفى القدس بمدينة حلب”، مشيراً إلى أن الشكوك تدور حول مادة ملح الليمون، ولا زالت الشرطة الحرة تحاول الوصول إلى البائع المتجول المشتبه به.

وأضاف “الشلاف” لراديو الكل، أن الشرطة حصلت على عينات من مادة ملح الليمون ويحاولون البحث من مخبر لتحليلها، منوها إلى أن الشرطة تفتقد الكثير من الخبرات والقدرات التي من المفترض أن تساعد في التحقيق.

أما فيما يتعلق بقضية الغش، أوضح “الشلاف” أن الشرطة الحرة تتابع هذا الموضوع ولم تسجل أية حالات، لافتاً إلى ارتفاع الأسعار في السوق وصعوبة ضبطها في ظل الحصار.

وخلال لقاء أجراه راديو الكل مع الناشط الإعلامي “جود الخطيب”، أوضح أن هناك بعض المواد الغذائية تعرضت للتلف نتيجة سوء التخزين ومنها مادة ملح الليمون التي يُظن أنها مزجت بمادة معروفة باسم “القطرونة”.

وكان المجلس المحلي لمدينة حلب أحال القضية للطبابة الشرعية والشرطة الحرة بعد شكه بوجود خلل في المادة الغذائية المشتركة بين الحالات المتسممة، وهي حمض الليمون، وفق مدير المكتب الإغاثي في مجلس المدينة “علي شيخ عمر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى