“الهدنة الروسية” في حلب بين صمود الثوار وإشاعات نظام الأسد

تيم الحاج _ راديو الكل

دخلت اليوم “الهدنة الإنسانية” في حلب، التي أعلنتها روسيا يوم الثلاثاء الماضي  يومها الرابع. ودعت روسيا جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً) للخروج من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بالإضافة إلى أن الهدنة  تتيح للمدنيين والمصابين الخروج إلى الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام أو إلى ريف حلب الذي تسيطر عليه المعارضة.

ومنذ إعلان الهدنة توقفت الطائرات الروسية وطائرات نظام الأسد عن دك أحياء حلب المحررة، الأمر الذي استغله الأهالي هناك ليعبروا عن رفضهم للهدنة واصفين إياها بـ”الخديعة الكبرى”.

وعلى أثر توقف القصف خرج الأهالي بعدة مظاهرات كان آخرها اليوم الجمعة، وحمل المتظاهرون بحسب مراسل راديو الكل، لافتتات كتب عليها شعارات تؤكد على إصرارهم على البقاء في حلب ورفض الخروج منها  وتمسكهم بإكمال الثورة حتى تحقيق النصر.

في موازاة ذلك، ألقى طيران نظام الأسد أمس، مناشير على أحياء حلب الشرقية المحاصرة، طالب فيها الثوار بمغادرة المدينة أو “تسوية أوضاعهم”.

وتضمنت المناشير صوراً تظهر “الباص الأخضر” (الذي خصصه الأسد لنقل المهجرين من درايا والزبداني والمعظمية)، كما تضمنت المناشير عبارات كـ “الحكومة السورية تضمن سلامة من يرغب من المسلحين بالخروج، وتسوية أوضاعهم، أو التوجهة بأسلحتهم الفردية إلى أماكن آخرى يختارونها وإخلاء الجرحى والمصابين وتقديم الرعاية الطبية لهم”.

من جانبهم، وصف الثوار في أحياء حلب المحاصرة المناشير التي ألقاها نظام الأسد بـ”الخطوة الاستفزازية الفاشلة” جاء ذلك في مقاطع فيديو نشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال مراسل راديو الكل: إن المظاهرات التي خرجت أمس في حي الشعار دعت إلى عدم الوقوع في فخ النظام، محذرين من غدره.

وعن الخروج من حلب، أكد مراسلنا، عدم مغادرة أي مدني أو عنصر من الثوار المدينة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن عمليات الإجلاء (لأسباب طبية) من شرق حلب لم تبدأ اليوم، كما كانت تأمل “للافتقار إلى الضمانات الأمنية والتسهيلات مما يحول دون استغلال عمال الإغاثة لوقف القصف الذي أعلنته روسيا.”

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “ينس لاركه”: إن “المنظمة الدولية كانت تريد الاستفادة من وقف إطلاق النار الذي تبلغ مدته أربعة أيام لإجلاء مئات المرضى والجرحى من الجزء المحاصر من المدينة ولتوصيل الطعام والمساعدات.” جاء ذلك في تصريحات أوردتها وكالة “رويترز” اليوم.

خرق الهدنة:

من جهة أخرى، أفاد مراسل راديو الكل، عن قيام قوات نظام الأسد بخرق الهدنة يوم أمس، بعد  أن حاولت التقدم  في جبهة معبر بستان القصر كما استهدفت أيضاً منطقة معبر بستان القصر وما يحيطها بالرشاشات الثقيلة ورصاص القناصة ما أدى لإصابة عدة مدنيين.

وجرت اشتباكات بين الثوار وقوات نظام الأسد على جبهة حي الشيخ سعيد جنوبي حلب، تمكن خلالها الثوار من تدمير عربة “بي أم بي” وقتل عدد من عناصر النظام.

وبحسب مراسلنا، دارت أيضاً اشتباكات مماثلة، أمس على جبهات الراموسة وحي 1070 شقة جنوبي حلب، وأحياء (والعويجة والإنذارات ومحيط الجندول شمالي حلب)، تزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف لقوات النظام على حي مساكن هنانو شرقي حلب.

الجدير بالذكر أن أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، تتعرض لحصار مطبق من أكثر من شهر من قبل قوات نظام الأسد وبدعم من المقاتلات الروسية التي تكثف غاراتها على حلب، بهدف إفراغها من سكانها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى