كيف نتعامل مع السلوك السلبي عند الطفل؟

مي الحمصي – راديو الكل

تعتبر الأسرة النواة الأولى في المجتمع وصلاحها ينعكس عليه بشكل مباشر، ومن هنا تبرز أهمية تربية الأطفال كونهم بناة المستقبل.

لكن التربية لا تكون بهذه السهولة،إذ يواجه الأهل العديد من المشاكل والتحديات في التعامل مع أولادهم، ومن بينها بعض التصرفات السلبية التي تحيّرهم وتجعلهم عاجزين عنها، مثل (العناد والغيرة والكذب والعنف).

وفي هذا السياق، أوضح المدير الطبي في اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية “الاوسوم”، وائل الراس، أن العناد كسلوك يظهر عند الأطفال بمراحل عمرية مختلفة، ويعود ذلك لأسباب تربوية أو لطبيعة شخصية الطفل، ففي عمر المراهقة الأولى يحاول الطفل أن يثبت أنه مستقل ومنفصل عن المربي وهي حالة طبيعية لا تستدعي القلق بالمجمل، أما العناد في الأعمار الصغيرة فهو أسلوب يحاول الطفل من خلاله لفت الانتباه.

وأضاف “الراس” لراديو الكل، أن أفضل أسلوب للتعامل مع الطفل العنيد هو عدم التركيز على بعض طلباته وحرمانه من بعض المكتسبات التي يحصل عليها يوميا، وعدم الارتكاس لبكاء الطفل حتى يصبح البكاء غير ذي منفعة للطفل وذلك حتى ينضبط السلوك.

وبالانتقال لسلوك الغيرة، بيّن “الراس”، أنها عبارة عن وسيلة الطفل لإيصال فكرة أنه يمتلك المربي (الأم أو الأب) ولا ينبغي لأحد أن يشاركه به وتعتبر نوع من النرجسية المقبولة، وأفضل طريقة للتعامل مع الطفل الغيور بإعطائه مهام للاهتمام مع الطفل الذي يشعر بالغيرة منه وبالتالي يشعر أنه مربي مساعد.

أما العنف فله مسببات كثيرة، منها (طبيعة الطفل وأسلوب التربية وإصابة الطفل بحالة اكتئابيه خاصة)، أو اذا كان العنف سمة عامة في المحيط الذي يعيش فيه الطفل ( المجتمع – الحي – الأسرة) فيكتسب الطفل هذا السلوك، وهناك بعض الحالات يكون العنف ناتج عن اضطراب عضوي لكن هذه الحالة ليست شائعة، وفق “الراس” الذي لفت أن أكبر مسبب للعنف عند الأطفال هي اضطرابات التأقلم أو الإضرابات الاكتئابية كما في الحالة التي يعيشها السوريون.

وبالنسبة للتعامل مع الطفل العنيد، كشف المدير الطبي في اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية “الاوسوم” أن كل حالة تُدرس على حدى، لوضع خطة للتعامل مع الطفل تتضافر فيها جهود المربي والمعلمين والمستشار التربوي، محذرا من تحول سلوك العنف لصفة عامة في حال بلغ الطفل سن المراهقة دون متابعة.

فيما يعتبر الكذب وسيلة للفت نظر الأهل أو للتباهي بين الأطفال خصوصا في أعمار المدرسة، ولكن إن كان سبب الكذب الخوف من العقاب ووسيلة للنجاة وبالتالي على الأهل مراجعة اسلوبهم في التعامل مع أطفالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى