إلى أي مدى أثرت الأحداث في سوريا على العلاقات الزوجية؟

مي الحمصي – راديو الكل

هي الحرب التي عصفت بسوريا منذ قرر نظام الأسد تحويل الشعب الثائر لهدف مستباح لنيران الأسلحة الثقيلة بمختلف أنواعها، وتحولت البلاد لساحة مفتوحة للصراع، الصراع الذي انتقل بشكل أو أخر إلى داخل المنازل، فانقسمت الأسر وانحلت الروابط الزوجية في كثير من الأحيان.

فما بين الفقر وضيق العيش والنزوح والحصار والقصف اليومي، تأثرت العلاقات الاجتماعية وتبدلت كثير من المفاهيم والعادات، والتي بدورها أثرت على العلاقة الزوجية سلبًا وكانت سببًا في ارتفاع نسب الطلاق، وفق رؤية شريحة السوريين التي أجرى راديو الكل استطلاعًا للرأي معها.

رأى البعض أن العلاقة الزوجية قائمة على المحبة والرحمة، وبالحب يستطيع الزوجان مقاومة كل الظروف التي فرضتها الحرب.

من جهتها، رأت الاخصائية الاجتماعية “أماني سندة” أن العلاقات الزوجية تأثرت فعلًا في ظل الحرب التي تشهدها سوريا، موضحة أن الحرب كشفت المشاكل الاجتماعية المتراكمة التي كانت مخفية خلف غطاء العادات والتقاليد.

وأضافت “سندة” لراديو الكل، أن الظروف التي أفرزتها الحرب من حركات تهجير ونزوح أدت إلى ابتعاد الأزواج عن محيطهم الاجتماعي الذي كان يقيد في كثير من الأحيان قرارهم بخصوص انهاء الرابطة الزوجية المتزعزعة أصلًا، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسب الطلاق فعليا.

أما فيما يخص ارتفاع نسب تعدد الزوجات في المخيمات تحديدًا، لفتت “سندة” أن طبيعة الحياة في المخيمات تفتقر إلى حالة الخصوصية الأسرية، واختلاط السوريين ببعضهم وبمختلف عاداتهم، عزز فكرة تعدد الزوجات، لاسيما مع الارتفاع الكبير في عدد النساء مقارنة بالرجال.

وتعتقد “سندة” أن الثورة السورية وضعت المرأة بمواقف لم تكن معتادة عليها وجعلتها تكتشف نقاط القوة في شخصيتها، وبالتالي القدرة على اتخاذ القرار بمختلف جوانب حياتها، وبالمقابل كانت هذه المواقف سلبية على بعض النساء اذ وجدن أنفسهن في مواقف وأعمال لا تتناسب مع مستواهن الاجتماعي والعلمي.

وبالحديث عن الوضع الاقتصادي وأثاره على العلاقة الزوجية، أكدت “سندة” أن ارجاع حالات الطلاق للسبب المالي هو خطأ اذ أن السبب المالي كان واجهة لمشاكل أخرى بين الزوجين، مشددة أن العلاقة الزوجية هي علاقة عاطفية وحميمية بين الأزواج وليست شركة أقيمت على أساس مالي وبحال الإفلاس تنتهي العلاقة.

وفي السياق، أشارت الأخصائية الاجتماعية أن حالات الطلاق العاطفي هي من أكثر الحالات التي تراجع مراكز الدعم النفسي في الداخل السوري، ولتفادي الهوة بين الطرفين، يحاول المختصون ترميم العلاقة على أساس نقاط القوة فيها في حال كان هناك إرادة حقيقية للزوجين في ذلك، كاشفة أن مراكز الدعم النفسي تدعم قرار الطرفين في حالة الطلاق العاطفي سواء كان الاستمرار بالرابطة الزوجية أو حلها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى