مدرسة “شام” للأيتام في بلدة احتيملات ترعى 150 يتيم وتستعد لاستقبال 880 آخرين من القرى المجاورة

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

حوّلت الحرب الدائرة في سوريا مع مقتل عشرات الآلاف من المدنيين؛ عدداً كبيراً من الأطفال إلى أيتام بعد أن فقدوا أحد أبويهم أو كليهما، فيما اضطر كثير منهم ممن فقد معيله إلى تحمل مشاق العمل على حساب التعليم والدراسة.

هذه المعطيات ترسم صورة قاتمة تتطلب العون وتوحيد الجهود لمساعدتهم، وفي سبيل ذلك؛ أنشأ المجلس المحلي في بلدة احتيملات بريف حلب الشمالي مدرسة “شام” لرعاية الأيتام وهي الأولى في المنطقة، بهدف تعويض النقص الحاصل في التعليم بعد أعوام من سيطرة تنظيم داعش على البلدة، والذي لم يتوان عن فرض طبعه وطريقة تفكيره على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية.

تضمّ المدرسة 150 يتيم من الإناث والذكور ومن كافة الأعمار، من بينهم 20 من النازحين إلى المنطقة، يتلقون التعليم في بناء مكون من سبع عشرة قاعة صفية تنقصها خدمات عدة، في مقدمتها النوافذ وطلاء الجدران إضافة لدورات مياه، حسب ما قال رئيس المجلس المحلي في بلدة احتيملات “أحمد سامي حياني”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى القبول والاستسحسان الذي حظي به مشروع المدرسة من قبل الأهالي، مؤكداً على استمرارية المشروع كون البلدة تقع على بعد 12 كم من الحدود السورية التركية في مأمن من القصف وجبهات القتال.

ونوّه “حياني” إلى أن المدرسين يعملون بشكل تطوعي منذ انطلاق المشروع قبل شهرين، في ظل غياب أي جهة مانحة تقدم الرواتب، فيما تتكفل منظمة IHH Humanitarian Relief Foundation التركية، بتقديم بعض الدعم اللوجستي من قرطاسية ومستلزمات تعليمية أخرى، وتبقى المشكلة الأكبر التي تعترض العمل هي تأمين المواصلات خاصة للقادمين من القرى والمناطق الأخرى، وفق “حياني”، والذي قال إنهم يستعدون لاستقبال 880 يتيم من نحو 16 قرية عربية وكردية وتركمانية مجاورة.

الكادر التعليمي العامل في المدرسة بشكل تطوعي؛ أثنى على هذا المشروع بوصفه خطوة من شأنها إنقاذ مستقبل عشرات الأطفال الأيتام في البلدة، وخاصة الذين لا معيل لهم، حسب استطلاع للرأي أجراه راديو الكل، كما وعبّر الصغار عن سعادتهم لوجودهم في المدرسة.

إذاً وبينما مستقبل عشرات آلاف الأيتام السوريين في مهب الريح؛ ثمة بارقة أمل تنير ذاك المستقبل المجهول، كما في بلدة احتيمالات بريف حلب، حيث تحاول مجموعة من المتطوعين تأمين حاضنة ترعاهم وتعنى بهم وبتعليمهم، كي لا يكون القادم أسوء من الذي مضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى