“فيتالي تشوركين” أشهر من رفع يده بالفيتو لإنقاذ الأسد؛ كيف يذكره السوريون؟

نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الاثنين عن وفاة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فيتالي تشوركين” في مدينة نيويورك، قبل أن يتم عامه 65 حسب ما أوردت في نعيه.
لأكثر من عقد من الزمن؛ رفع تشوركين يده ليستخدم حق النقض “الفيتو” ضد عدد من مشاريع القرارات في جلسات مجلس الأمن، أبرزها تلك التي قدّمتها دول غربية لإدانة ومحاسبة نظام الأسد خلال سنوات الثورة السورية، وهو ما جعل صورته في أذهان السوريين ترتبط بالخذلان والإجرام والخراب.
تشوركين أو “رجل الفيتو” كما يصفه كثيرون؛ عرف بموقفه الصارم في دعم نظام الأسد ضد مشاريع القرارات الأممية التي تدعو لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، كان أولها في 4 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2011، يوم أحبط الفيتو الروسي_الصيني مشروع قرار دولي يفرض عقوبات على الأسد إذا ما استمر في استخدام “العنف” ضد المدنيين.
الفيتو الثاني عطّل في 4 من شباط/فبراير 2012 مشروعاً يحمّل النظام مسؤولية إراقة الدماء في البلاد، وتبعه الفيتو الثالث بتاريخ 19 من تموز/يوليو من العام ذاته، ومنع صدور قرار آخر يدين الأسد وذلك لمنع الغرب من التدخل في سوريا كما تذرعت آنذاك موسكو.
وبعد نحو عامين؛ طُرح مشروع قرار يقضي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا للتحقيق في جرائم حرب، وكانت روسيا كالعادة بالمرصاد، ورفع تشوركين يده بالفيتو الرابع ضد القرار، كان ذلك في ا22 من أيار/مايو 2014، وقالت موسكو بأن الفيتو جاء لإنقاذ فرص الحل السلمي في سوريا والتي يقللها مشروع القرار وفق تعبيرها.
نهاية العام الماضي 2016 كان الفيتو الخامس ضد مشروع قرار فرنسي إسباني يدعو إلى تحرك دولي فوري وعاجل لإنقاذ مدينة حلب، وصوّت للقرار يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر أحد عشر بلداً، فيما عارضه بلدان اثنان، ومثلهما امتنع عن التصويت، وتلاه فيتو سادس في 5 من كانون الأول/ديسمبر ضد هدنة مدتها سبعة أيام في حلب.

استخدام روسيا المتكرر لحق النقض الفيتو بشأن إدانة نظام الأسد؛ أثار انتقادات لاذعة من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة الأميركية، فيما بقي بالنسبة للأسد صمام الأمان الذي منع الإطاحة به بالقوة عبر سنوات.
إذاً العشرون من شباط/فبراير ألفين وسبعة عشر؛ يؤّرخ رحيل المندوب الروسي “فيتالي تشوركين”، الذي بات رمزاً للمخلص والمنقذ للأسد في جلسات مجلس الأمن، حيث اعتاد أن يرفع يده عند كل استحقاق سياسي ضد الأسد ونظامه، في مشهد يكشف زيف دول لطالما ادعت دعمها لقضايا الحق والحرية، فيما يدرك الشعب السوري أن إسقاط الأسد ليس في المحافل الدولية ولا في أروقة السياسة، بل على الأرض حيث لن يكسر أحد إرادته لنيل حريته.. لا النظام ولا روسيا ولا حق النقض الفيتو، معلناً بأنه ماض في ثورته حتى حسم الجولة ضد الاستبداد…. فصلاً بفصل… وموقعة بموقعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى