الداعمون يثيرون الخلافات بين المجالس المحلية.. وآليات رقابة المشاريع غير شفافة


راديو الكل ـ خاص
توصلت دراسة أعدتها وحدة المجالس المحلية حول مؤشرات احتياجات المجالس المحلية في سورية، إلى توقف عمل نحو 44% من مشاريع المجالس المحلية التي شملتها الدراسة، في حين أن 28% منها لازال يعمل
وتحدثت الدراسة التي أعدت بدعم من منظمة المساعدات الشعبية النرويجية وبالتعاون مع مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ومركز سبر للإحصاء عن معوقات تنفيذ المشاريع، حيث توقف 61% منها بسبب توقف الدعم، وتوقف 15% منها لصعوبات أمنية
وشملت الدراسة 405 مجلساً محلياً من أصل 415 موزعة في كل المحافظات ما عدا الرقة والسويداء، وذلك وفق أسلوب المقابلة الشخصية، وغطت عدة محاور وهي المشاريع والتدريب،الحوكمة، المشاركة المجتمعية وخلصت إلى اعتماد مؤشرات لاحتياجات المجالس المحلية.
وأشارت الدراسة إلى أن ادلب تتصدر العدد الأكبر من المجالس المحلية تليها حلب فحمص ثم ريف دمشق، وتقع 53% من المجالس في مناطق محررة وتتعرض أحياناً للقصف، في حين أن 34% محررة ومستقرة أمنياً، ويملك 47% من أعضاء المجالس فقط شهادات جامعية
وقال الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أيمن الدسوقي لراديو الكل إن المشاريع التي طلبت المجالس المحلية دعمها تنقسم إلى عدة قطاعات، وتظهر الدراسة أن أغلبها يعمل في قطاع المياه بنسبة 20% ثم قطاعي الكهرباء والتعليم بنسبة تقارب 15% لكل منهما، ثم قطاع الصحة ثم النظافة، يلي ذلك تأسيس مشاريع زراعية بنسبة 9%، في حين لا تتعدى نسبة المشاريع الخاصة بدعم المرأة 2%
وأوضح الدسوقي أن أبرز معوقات تنفيذ المشاريع تتجلى بتوقف الدعم إضافة للصعوبات أمنية وتدخل القوى العسكرية وعدم توفر الكوادر، مبيناً أن التعرف عن الجهات الداعمة يتم غالباً بأساليب شخصية وغير مؤسساتية الأمر الذي يخلق حساسية بين المجالس المحلية، فالعلاقة بينها سيئة، كما أن أسلوب تعاطي الجهات الداعمة مع المجالس المحلية يؤدي الى خلق إشكاليات بينها.
وتواجه المجالس المحلية مشاكل في موضوع المشاريع مع الجهات الداعمة، على رأسها تأخر وصول الدعم أو دعم المشروع بشكل جزئي، ثم طلب معلومات كثيرة وغير واضحة وأخيراً صعوبات توثيق المشروع
ولدى سؤاله عن الجهة المسؤولة عن مراقبة المشاريع وخاصة أن هناك أنباء عن قضايا فساد داخل عمل بعض هذه المجالس، قال الدسوقي إن 77% من المجالس تراقب المشاريع بنفسها الأمر الذي يؤدي إلى نقص الشفافية، كما إن طرق توثيق قيمة المبالغ المصروفة وتحديد مسارها يتم غالباً عبر ايصالات مالية بنسبة 52% ثم بدفاتر الحسابات وأخيرا برامج محاسبة على الكمبيوتر
وعن تواصل السكان المحليين مع المجلس لعرض شكاويهم ومدى ثقتهم بالمجالس، بينت الدراسة أن 64% من تواصل المجالس المحلية مع السكان يكون في حال وجود حاجة من المواطنين فقط، كما توجد آليات تواصل أخرى وبنسب أٌقل عن طريق هيئة تابعة للمجلس، والبعض يتواصل الكترونياً مع المجالس، في حين لا توجد آلية واضحة للتواصل في مجالس أخرى وبعضها يلجا للمؤتمرات والندوات لتحقيق التواصل
وتحدث الدسوقي عن تحديات تواجه عمل المجالس المحلية، منوهاً بأن المجالس المحلية قادر على تجاوزها حال توفر الدعم والبيئة والمناسبة وخاصة أنها قدمت الكثير للمجتمعات رغم ظروف القصف والحرب، ولكن لابد من أن تطمح لترقية أدائها وهذا ما حاولت دراسة “مؤشر احتياجات المحلية في سورية” تسليط الضوء عليه.
المزيد نسمعه من الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أيمن الدسوقي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى