الفلسطينيون السوريون من تهجير إلى تهجير.. وناشطون يطلقون حملة “سوا ضد قرارات الأونروا” في لبنان

عندما أسدلت نيرانها على سوريا لم تفرق نيران نظام الأسد بين سوري او فلسطيني فألته الحربية قامت بدهس وحرق كل من يقف في طريقها، فكان لفلسطيني سوريا مصير مشابه للسوريين من حيث القتل و القصف والاعتقال والتعذيب و أخيرا التهجير، فتحول مهجري فلسطين إلى مهجرين للمرة التالية على التوالي.

ففي البداية كان العدو الإسرائيلي و اليوم نظام الأسد الذي لا يختلف عن سابقه في شيئ إلا أنه يتكلم بلسان الضاد ، فحملوا متاعهم وفي رقابهم مفتاحين ، مفتاح بيتهم العتيق في فلسطين المحتلة ومفتاح البيت الذي صرفوا من ألام غربتهم القسرية ومن عمرهم لبنائه في سوريا، و مضوا لتحط رحال آلامهم في لبنان، لتبدأ رحلتهم مع معاناتهم الأم التي اعتقدوا انهم تخطوا سطورها عندما استقروا في سوريا، لم يكونوا على دراية أنهم سيتجرعون العلقم من ذات الكأس مرتين.

هم مهجرون عام 1948 و الذين لمساعدتهم تم انشاء منظمة الأونروا وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين من مهامها مساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة ملايين لاجئ في كل من فلسطين و الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة كما وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.

لكن وعلى الرغم من الظروف الغير طبيعية التي يمر بها الفلسطينيون الهاربون من وطيس الحرب في سوريا فقد قامت الأونروا و بعد إحصاء أجرته على هذه العائلات قطع المساعدات الخاصة ببدل السكن و بدل الغذاء عن ما يقارب الالف و مئةعائلة فلسطينية لانها ترى أنهم لا يطابقون المعايير الدولية مع الاحتفاظ بحق استئناف قراراتها بغضون ثلاث أسابيع ، مما أثار الغضب في صفوف الفلسطينين الذين خرجوا في وقفة احتجاجية رفضا لقرارات الأونروا و التي يرون انها ظلمتهم خاصة في ظل الوضع الذي يعيشونه فهم لم يأتوا إلى لبنان راغبين و إنما هربا من ظروف الحرب في سوريا ، كما و قام مجموعة من الشبان باطلاق حملة تحت عنوان / سوا ضد قرارات الأونروا” في لبنان/ للتعبير عن رفض القرارت السابقة.

 

هم ذائقوا الحروب و مهجروها ، و هم من فقدوا أرزاقهم مرتين و هم من شهدوا الموت عشرات المرات ، يتعرضون مجددا للتهميش و لكن هذه المرة على يد الجهة التي أنشأت لتقديم الدعم لهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى