باحث روسي يعر ض أسباب تمنع استفادة روسيا اقتصادياً من التدخل في سورية حالياً

راديو الكل

قدمت البداية السريعة للعملية العسكرية الروسية في سوريا سببا للاعتقاد بأن لدى روسيا، مصالح اقتصادية في المنطقة تتطلب تنفيذا فوريا لها.

وقالت صحيفة القدس العربي إن الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا تهدد بحدوث تغيير في توازن سوق الغاز الأوروبية، نظرا لأنه يمكن لدولة قطر في هذه الحالة بناء خط أنابيب مباشر عبر الأراضي السورية إلى تركيا.وإن وصول الغاز القطري الرخيص إلى أوروبا سيغنيها عن الغاز الروسي.

ويعتقد يوري بوروفسكي، الباحث في العلوم السياسية أن «سوريا والعراق ستبقيان منطقة عدم استقرار للعديد من السنوات المقبلة ولا يمكن لأي عاقل أن يستثمر في هذا المشروع موارد كبيرة حسب تعبيره، كما ان أسعار النفط والغاز في السوق العالمية منخفضة في الوقت الحاضر، ومن المستبعد أن تجازف كل من قطر والسعودية بمليارات الدولارات.

كما ان استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي هبط في الفترة مابين  2010 إلى 2014 من 500 إلى نحو 390 مليار متر مكعب. وكل هذا يهدد في نهاية المطاف امكانية أن يكون المشروع مربحا.

ويخلص الخبير إلى أنه “من غير المرجح أن تستثمر قطر والمملكة العربية السعودية في خط أنابيب أرضي مكلف، يمكن أن يكون في نهاية المطاف غير مربح. من الأفضل في مثل هذه الحالة بناء مصانع جديدة للغاز الطبيعي المسال وتصديره في شكل مسال، بالإضافة إلى ذلك، فان الغاز القطري السعودي سوف يدخل من سوريا إلى تركيا، التي لا تريد أن تكون مجرد حلقة عبور، وربما تفرض شروطها، أن تقوم، على سبيل المثال، بشراء الغاز الشرق أوسطي الرخيص وبيعه في أوروبا”.

ولا يمكن في الوقت ذاته استبعاد الاقتصاد من تلك الأسباب الكامنة وراء اتخاذ روسيا مثل هذا القرار السريع بالتدخل العسكري. ان خسارة سوريا، وفقا لإلدار كاسايف المتخصص في استثمارات الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن أن تتحول إلى خسارة استراتيجية.

وعلى هذا، لا يمكن للعملية العسكرية الروسية في سوريا أن تعود على روسيا في المدى القصير بفوائد ملحوظة في قطاع النفط والغاز. بيد أنه، يمكن أن يكون للنزاع، اذا ما طال أمده بمشاركة روسيا في العملية العسكرية، في نهاية المطاف تأثير سلبي على اقتصاد البلاد.

يعتبر إلدار كاسايف أنه “يمكن لروسيا، بسبب العملية العسكرية في سوريا، أن تعاني صعوبات في القطاع المالي، ولكن روسيا مستعدة لذلك. تزيد روسيا تعاونها بنشاط مع الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا. اننا نقيم علاقات في قطاع الغاز مع دولة الكويت وسلطنة عمان. أما بخصوص سوريا فلدينا مصالح متعلقة بتوريد الأسلحة. لقد توقفت أسواق الأوراق المالية عن التأثر بالأحداث الجارية في سوريا وأسعار النفط والغاز غير متعلقة بها. ولذلك، فإن حالة الاقتصاد الروسي غير مرتبطة عمليا بالأحداث في سوريا”.

لا يمكن في أي وقت من الأوقات وصف الاقتصاد السوري بالمزدهر. على الرغم من زيادة إنتاج النفط والاستثمارات الأجنبية ومحاولات الأسد للبدء في إصلاح جذري قبل بداية الحرب، فان الزراعة كانت هي القطاع الاقتصادي الرئيسي في سوريا، وأما المنتجات الغذائية فمثلت العنصر الأساسي للتصدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى