
جولة الصحافة على راديو الكل | 28-09-2015
نستهل جولتنا من صحيفة الشرق الأوسط ومقالاً لأستاذ القانون الدولي في جامعة هارفرد نوح فيلدمان، جاء تحت عنوان:
لعبة بوتين في سوريا
يتساءل نوح فيلدمان في بداية مقاله: ما اللعبة الحقيقية وراء تدخل فلاديمير بوتين في سوريا؟ أرسلت روسيا حتى الآن قوة مصغرة من الطائرات المقاتلة، والقاذفة، والمروحيات، لتستقر في مطار بالقرب من مدينة اللاذقية، والغرض الوحيد والمعقول من وجودها هو دعم نظام الرئيس بشار الأسد. ولكن الإبقاء على حكومة الأسد وإطالة أمد الحرب الأهلية السورية، لا يعد هدفًا في ذاته بالنسبة لبوتين، الذي يسعى، بشكل طبيعي، لتعزيز الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط.
يوضح الكاتب: يُقال في بعض الأحيان إن بوتين يتدخل في الشأن السوري لصرف الانتباه دوليًا عن توسعاته المستمرة في أوكرانيا. غير أن ذلك التفسير يتسم بقدر لا بأس به من البساطة. لأن بوتين يبحث عن شيء يقايض به الغرب مقابل السماح لروسيا بمواصلة بسط كامل سيطرتها على أوكرانيا. وبالتالي، فإن مسمى اللعبة هنا ليس الإلهاء، ولكنه النفوذ.
ويكمل: تعد المصالح الروسية في سوريا مختلفة. فلقد شهدت العلاقات التاريخية القوية ذات مرة بين الاتحاد السوفياتي وسوريا البعثية، مرحلة ضعف وانهيار عقب سقوط الشيوعية في روسيا، وذلك مع جفاف التمويل الروسي لوكيلها الشرق أوسطي. ولكن ظلت الاتصالات قائمة بين البلدين، مما أعطى بوتين فكرة إعادة التفاعل مع الشأن السوري. ولكن سوريا أو الأسد لا يتمتعان بمصلحة استراتيجية أساسية من وجهة النظر الروسية. ولكن بوتين ببساطة يستغل الفرصة السانحة لتحقيق أهدافه.
يختم الكاتب: ومع ذلك، فإن التكلفة البشرية للحرب الأهلية السورية ضخمة وهائلة للغاية – وهي في تزايد مستمر – حتى يبدو من الغباء المحض رفض إمكانية وجود الصفقة الروسية المباشرة. إن بوتين يلعب لعبته باحتراف. ويتعلق الأمر في الوقت الحالي بالولايات المتحدة للوقوف إلى أين ينتهي الأمر، والوقوف كذلك على ما إذا كان يمكن للرئيس أوباما مغادرة منصبه بعد بدء عملية إعادة بناء قدر من الاستقرار في جزء من أجزاء سوريا على أدنى تقدير.
في العربي الجديد كتب سامح راشد مقالاً بعنوان:
هل وقع بوتين في الفخ؟
يقول الكاتب: ينما تقوم إيران وروسيا، علناً، بإدخال قوات عسكرية إلى الأراضي السورية، تعلن واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، “يفكر” في مبادرة سياسية لحل الأزمة السورية.
يتابع الكاتب في وجهة نظره يقول: ربما تظن موسكو أنها فازت بموطئ قدم في المنطقة، وأن الأرض مهيأة لإقامة نقطة ارتكاز عسكرية قوية، للمرة الأولى في الشرق الأوسط منذ عقود. على خلفية الخروج الأميركي من المنطقة نحو الشرق، وخذلان أوباما للشعب السوري، ورداً على استحقاقات التقارب الإيراني الغربي.
ويضيف: تدرك واشنطن جيداً أن وجود قوات عسكرية روسية على الأرض السورية قد يغيّر المعادلات الجيوستراتيجية المتعلقة بالمستقبل السوري. لكن واشنطن تراهن على معادلة الزمن والثمن، فالتغيير مشروط بالوقت الذي سيستغرقه تشكل “سورية الجديدة”، وأيضاً بالثمن الذي ستدفعه موسكو مقابل هذا الحضور العسكري. وبدلاً من أن تكون الأرض السورية (أو جزء منها) ساحة نفوذ وسيطرة روسية، وارد جداً أن تكون مستنقعاً يستنزف قدرات موسكو، وتنكسر فيه شوكة بوتين. بواسطة جماعات مسلحة ستُستنزف هي الأخرى بشدة، ربما إلى حد الانهيار، أو على الأقل التفكك والانفراط.
يقول الكاتب في ختام مقاله: هكذا واشنطن عندما تريد تجنب مواجهة مباشرة، تستدرج أعداءها وتستثير خصومها، ليصفي بعضهم بعضاً، وهو رهان شديد الخطورة، على الزمن والثمن.
ومن ذات الصحيفة، كتب المعارض السوري البارز برهان غليون مقالاً بعنوان:
هل نحن أمام انقلاب السياسة الدولية في القضية السورية؟
يبدأ برهان غليون مقاله بالقول: بدخول القوات الروسية الكثيف إلى الساحل السوري، دخلت القضية السورية مرحلة جديدة، لم يعد النقاش يدور، كما كان في المرحلة الأولى التي تم الاتفاق فيها على بيان “جنيف 1” حول الطريقة التي ينبغي على الأسد أن يتنحى فيها عن الحكم، ليتيح للسوريين الانتقال إلى نظام سياسي جديد، يلبي تطلعاتهم إلى الحرية التي ثار شبابهم من أجلها، ولا حول استبعاد الحل العسكري، وإعطاء الأسبقية للحل السياسي، كما حصل في المرحلة الثانية التي قادت إلى انعقاد مؤتمر مونترو ومفاوضات جنيف 2، على طريق دفع الأطراف إلى الانخراط في هذا الحل.
يتابع الكاتب في مقاله مشيراً: لم يأت الروس لشن الحرب على داعش والمنظمات الإرهابية، وإنما لحجز مقاعدهم في أي تسوية محتملة مقبلة، وليست الحرب ضد الإرهاب إلا ذريعة يستخدمونها، كما استخدمها من قبلهم الإيرانيون، وعملوا على تسهيل تمددها، ليدفعوا العراقيين والسوريين، وفي ما وراءهم المجتمع الدولي، إلى التساهل مع مشروعهم للهيمنة الإقليمية، وتبرير وضع يدهم على نظام الأسد، ومن ورائه على القرار السوري وسورية نفسها، بل إلى دفع المجتمع الدولي إلى توسل دعمهم وتعاونهم بعد قطيعة دامت عقوداً.
يختم الكاتب: لن يكون مصير التدخل الروسي أفضل من مصير التدخل الإيراني الذي سبقه. لكن، إذا قيّض لهذا المشروع الروسي الإيراني السوري أن ينجح، وتتحول جلسة الجمعية العامة إلى جلسة مناقشة في مصير الأسد، وإنقاذ نظامه، بدل الإجماع على دفع ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية، كأكبر قاتل في هذا العصر، سيعني ذلك، بصرف النظر عن الأسباب ومسؤوليات المعارضة السورية وأداء الدول الحليفة والصديقة وأخطائها وحيثياتها، أنه لم يعد هناك فارق كبير في الحياة الدولية بين السياسة والجريمة المنظمة، وأن إدارة الدولة والنظام الدولي لم تعد تختلف كثيراً في عصرنا عن إدارة المافيا أعمالها ومصالحها الإجرامية. هذا هو العالم الذي تريد روسيا البوتينية أن تقودنا إليه.