حصار غذائي يهدد حلب بعد إغلاق طريق خناصر.. وتبدأ طلائعه بتضاعف الأسعار

راديو الكل

تحدثت دراسة صادرة عن المنتدى الاقتصادي السوري أن أسعار السلع في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام شهدت خلال الايام الماضية ارتفاعا ملحوظاً، وذلك بسبب سيطرة تنظيم “داعش” على الطريق الوحيد الذي يربط مدينة حلب بالمحافظات السورية الأخرى وهو أثريا خناصر، الأمر الذي تسبب بفرض حصار خانق، ولم يعد هناك أي معبر آخر يربط مدينة حلب بالمناطق المحيطة بها.

وذكرت الدراسة أن طريق أثريا خناصر يعتبر الشريان الذي تتنفس منه مدينة حلب، ويبلغ طوله حوالي 60 كم ويقطعه حواجز تابعة لنظام الأسد

وحسب مراقبين فإن الأسعار بدأت ترتفع بشكل ملحوظ عقب ساعات من إغلاق الطريق، حيث وصل سعر كيلو البندورة إلى 200 ليرة سورية، والفروج 1350 ليرة سورية، كما لوحظ انخفاض كمية المحروقات ضمن الكازيات، وبدأت ترتفع الأسعار حيث وصل سعر ليتر البنزين لـ 300 ليرة سورية لليتر الواحد ضمن السوق السوداء، وشهدت مادة المازوت ذات الارتفاع.

وارتفع سعر جرة الغاز إلى 4 آلاف ليرة سورية، وتوجهت تهم الغلاء هذه المرة نحو تجار الأزمات، ومن خلفهم نظام الأسد

واستغربت دراسة المنتدى الاقتصادي السوري ارتفاع الأسعار خلال ساعات من اغلاق الطريق واختفائها من الأسواق وهي التي يقطن فيها أكثر من مليون ونص المليون مواطن، وتساءلت الدراسة: هل يعقل أنه لا توجد مستودعات ومخازن لدى التجار أو لدى نظام الأسد بهدف مواجهة الحصار، خاصة وأن المدينة مرت سابقاً بهذه التجربة

 

السيناريوهات المتوقعة

بعد مرور أيام من الحصار على القسم الغربي لمدينة حلب والواقع تحت سيطرة نظام الأسد، بدء هاجس الخوف يرتفع لدى السكان، وخاصة فيما يخص مدة هذا الحصار وإمكانية جيش النظام إعادة فتح الطريق مرة اخرى، ولذا بناء على المعطيات العسكرية السائدة ومن وجهة نظر اقتصادية، يمكن تلخيص السيناريوهات المتوقعة بالبنود التالية حسب دراسة المنتدى الاقتصادي وهي:
السيناريو الأول، وهو الأقرب للتحقق هو إرسال النظام لرتل عسكري من مدينة حماة نحو طريق خناصر بهدف السيطرة على الطريق مرة أخرى، كونه يعتبر حالياً الطريق الوحيد الذي يربط وسط سوريا بشمالها، وكونه هناك عمليات عسكرية مستمرة على عدة جبهات للنظام، فسيكون لزاماً عليه إعادة فتح طريق الإمداد العسكري ومنه من الممكن ان تعود الحركة الاقتصادية للطريق مزامنة مع الحركة العسكرية

أما السيناريو الاخر فهو محاولة النظام بحال فشله في إعادة السيطرة على طريق خناصر، فتح طريق أخر كأوتوستراد حلب دمشق الدولي، ولكن هذا الخيار مستبعداً كونه هكذا عمل عسكري يتطلب عتاداً عسكريا وبشرياً ضخماً، وفترة زمنيه طويلة وذلك بسبب طول المسافة الخارجة عن سيطرة النظام.
وفي سيناريو ثالث وهو متوقع نوعاً ما، سيتم الاتفاق على فتح معبر بين المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام ، ومناطق سيطرة الجيش الحر، في ظل قيام الميلشيات الكردية بفتح معبر ضمن منطقة “الشيخ مقصود” مع مناطق النظام ، ولكن بشكل خجول نوعاً ما وفقط للمواطنين العابرين مشياً على الاقدام، وهذا السيناريو يعيد للأذهان الحصار السابق الذي تعرضت له مدينة حلب في ظل وجود معبر بستان القصر المسيطر عليه من قبل قوات الجيش الحر،
وفي حال استمرار الحصار لفترة زمنيه طويلة، قد يبدأ سيناريو رابع يلوح في الافق، ألا وهو الاتفاق على هدنة وفتح معابر إنسانية، بإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولكن هذا السيناريو يعتبر بعيداً نوعاً ما كون الحصار لازال ضمن أيامه الأولى، وغير واضح المعالم.
وفي ظل تلك السيناريوهات المتوقعة، يبقى السيناريو الحاصل حالياً هو الواقع وهو الذي سيتوجب على سكان مدينة حلب التعايش معه، في ظل دخول فصل الشتاء والذي على ما يبدو سيكون شديداً وصعباً على المواطنين، إلا أنه ومن وجهة نظر المنتدى لازال من المبكر الحديث عن أزمة اقتصادية ومعيشية ضمن المدينة، كون الحصار لازال حديثاً ومن المؤكد انه هناك مستودعات ومخازن كبيرة يملكها التجار، وأيضاً لابد من وجود خطة بديلة لدى النظام في ظل قيام مثل هكذا ازمات ضمن المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى